مقالات
ماذا لو كان الزلزال يمنياً؟
شاهدتُ - وغيري كثيرون - كثيراً من المشاهد الخاصة بالكارثة الزلزالية في تركيا وسوريا، وتداعياتها المأساوية المتلاحقة لأيام لاحقةوالحقيقة المؤكدة أن ثمة دولة حقَّة في تركيا، وبقايا دولة عفيَّة في سوريا، وبرغم ذلك رأينا كيف كانت المواجهة قاسية جداً والمعالجة صعبة جداً، نظراً لجسامة ما حدث وفداحة المصاب الجلل.
فكيف يا ترى تكون الحال لو كان ما حدث لدينا؟
ماذا كان سييغدو المشهد - هنا - حتى لو كان زلزالنا أقل من 5 درجات وليس أكثر من 7 كما حدث هناك؟
ماذا كان سيحدث لنا وبنا، ونحن بلا مقومات دولة أصلاً ومن الأساس؟
سألتُ عديداً من الأصدقاء والزملاء هذا السؤال، فكانت كل الاجابات تحمل الفجيعة ذاتها التي حملتها في نفسي قبل توجيهي السؤال لغيري:
كيف كنا سنتصرف؟ وماذا كنا سنواجه؟ وما هو مصيرنا لحظتها؟
البعض أشار إلى مشهد الفساد الذي تعانيه البلاد، والذي من شأنه أن يجعل الكارثة ثقيلة للغاية.
وهناك من سيجد - جراء هذا المشهد - أن هذه المصيبة فرصة سانحة للسرقة والنهب بلا حدود.
وهناك من لاحظ فداحة الوضع بسبب ضعف وغياب الكفاءة في إدارة شؤون البلد، لاسيما أثناء المواقف الحرجة.
وثمة من أشار إلى مواقف مماثلة بل وأفدح، في حالات أقل فداحة، حدثت من قبل.
والوضع المتهالك في مضمار المقاولات والبناء والتشييد فضيحة إضافية تُضاف إلى المشهد.
وقد لاحظنا أن مشهد الغوث والتكافل الاجتماعي كان يثلج الصدور أثناء التعامل مع تبعات هذا الزلزال، ولكن إذا حدث ذلك لدينا فلن يكون المشهد على ذلك النحو البتة. فالناس في هذي البلاد مدقدقة العظم حتى النخاع من دون هزة أرضية ولا زلزالية حنى.
فجميع الناس البسطاء والعاديين لا يملكون ما يسد رمقهم، وهم لا يتحصلون على رواتبهم، فمن أين سيأتي الغوث إذن والتكافل الاجتماعي المنشود في مثل هذي الحالات والمواقف؟
ثم علينا أن ندرك أن أهم شرط في إدارة الأزمات هو توافر الأمن على أكمل صورة. فما هي حالة هذا الشرط في بلدنا اليوم؟
إن جميع المتطلبات والإمكانيات والشروط ليست في صالحنا على الإطلاق، لا فنياً، ولا مالياً، ولا سياسياً، ولا أمنياً، ولا، ولا، ولا... الله يستر بس!