مقالات

مصير هادي

30/06/2022, 15:49:17

لا يزال مصير الرئيس هادي مثيرا للتساؤلات منذ تسليم صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي، في أبريل الماضي.

ظهر آنذاك بوجه حزين وعابس مودعا أعضاء المجلس، ولم يسجل حتى الآن أي موقف جديد ولا ظهور إعلامي وسط تأكيدات بوضعه قيد الإقامة الجبرية.

صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلت، في وقت سابق عن مسؤول سعودي تأكيدات، تقول إن "هادي قيد الإقامة الجبرية فعليا في منزله بالرياض دون إمكانية الوصول إلى الهواتف".
كما أكدت إجباره من قِبل ولي ولعهد السعودي، محمد بن سلمان، على التنحي وتسليم السلطة.

لا أحد يعلم بماذا يفكر الرئيس هادي الآن؟ وما شعوره ومقدار رضاه عن نهاية الخدمة التي حصل عليها من السعودية؟.
لكن المؤكد أن صحته ليست على ما يرام، وربما تفاقمت بسبب شعوره بالمرارة والخذلان.

فريق كبير عمل معه، خلال سنوات، ومكن لهم بعشرات القرارات في مناصب لا حاجة للمعركة الوطنية بها، ويستلمون رواتبهم بالعملة الصعبة، لكنهم بمجرد صدور قرار الإزاحة المهينة بدوا شهود زور ومبشرين بعهد جديد.
لا أحد تمنى المصير الذي ناله، ولا قرار الإزاحة المهينة، إلا أن هادي آثر المضى في طريق الغواية السعودية عن سبق إصرار.

التعاطف الذي يمكن أن يثيره الآن إلى جهة كونه مواطنا يمنيا فقط، إضافة إلى رغبة الوصول إلى حقيقة ما تبقى من مشاريع التقسيم السعودية في اليمن.
لا ندري إن كانت تتخاطر إلى ذهنه بعض الذكريات المؤلمة، مثل رقصة حراسته الشخصية البهيجة لحظة اقتحام الحوثيين صنعاء، أو مناشدات واستغاثات الجماهير حول قصره في الستين للتحرك لمنع سقوط الدولة.

قيادات عسكرية عظيمة وجنود فدائيون من أجل الوطن، وحماية سلطته، صرعتهم روح المؤامرات والدسائس.
نتساءل بارتياب وتشكك: هل تثقل ضميره مثل هذه الذكريات؟

ثمة قصص حزينة لحالة الاستلاب التي مارستها سلطة فخامته لتسليك طريق مرور عناصر مليشيا الحوثي إلى محافظات ومناطق البلاد واحدة تلو أخرى، ثم تمكين الفصائل المسلحة، المدعومة إماراتيا، من بقية المناطق الحيوية.

مؤامرة صالح وتوغل أركان نظامه في مفاصل الدولة العسكرية أمر مفروغ منه، لكن المرحلة الانتقالية جاءت بهادي في أعقاب ثورة جماهيرية ودعم شعبي غير مسبوق.

لا ندري كيف حسبها هادي، كل الطرق كانت تؤدي إلى هذا المصير الأسود للبلد ولتاريخه وحياته الشخصية.

الوضع الآن بعد مضي ثلاثة أشهر في ظل قيادة المجلس الرئاسي ليس على ما يرام، وهي أوضاع متوقعة باعتبارها تراكمات سابقة وتجليات مشاريع تفتيت الدولة خلال مرحلة هادي.
الساحة اليمنية لم تتهيأ خلال سنوات فخامته إلا لمزيد من الألغام القابلة للتفجير والأحداث المشتعلة.

للأسف، اليمن يبتعد كثيرا عن محطة السلام. كل مؤشرات الواقع تؤكد ذلك. ربما هناك مؤشرات إلى صفقات أسوأ على حياة اليمنيين.
متى ما كانت هناك جدية حقيقية لتوحيد الأجهزة العسكرية والأمنية، ونزع السلاح الثقيل من المليشيات، حينها يمكننا التفاؤل باقتراب البلد من محطة السلام.

جولة العليمي الخارجية كشفت قدرا آخر من الإحباط والانهيار أمام استمرار مشاريع الدمار، والوعود السعودية الخائبة.

عودته إلى الرياض والاعتكاف فيها، طمعا في تنفيذ وعودها، أعادت التذكير بسلفه هادي، وربما تتكرر قصة نهاية الخدمة معه بحذافيرها مع اختلاف طفيف في بعض التفاصيل.

الحقيقة ان السعودية زرعت ألغاما سياسية وعسكرية واقتصادية كثيرة تضاهي ألغام مليشيا الحوثي الأرضية، وحوّلت البلد بكامله إلى لغم كبير.

لقد هيّأت أرضية مناسبة لتمرير سياساتها والتحكم بمصير الثروات والخزانة المالية ونخب الحكم، ومن الصعب تخطيها بسهولة في ظل استمرار سياسة الوصاية والتدخلات العسكرية المباشرة.

استعادة زمام المبادرة، وتصحيح كوارث السنوات الماضية، تحتاج إلى مرحلة مختلفة خليقة بتكوين مقاومة شعبية، وقيادات استثنائية بعيدة عن الوصاية والهيمنة الإقليمية.

خاص
مقالات

اليمنيون في الشتات: التغريبة الأولى.. مخافة ومجاعة و"إمام" 4-2

معلومٌ أن الهجرةَ والاغتراب ظاهرةٌ تاريخيةٌ في حياة اليمنيين منذ قرون؛ لأسباب مختلفة، وذلك كما حدث بعد انهيار سد مارب العظيم، ونزوح اليمنيين إلى العراق والشام، أو عند مشاركة اليمنيين الفتوحات الإسلامية، شرقاً وغرباً، حيث استقر بعضهم في بعض البلدان، ولا يزال الكثير من عائلاتهم يحتفظ حتى اليوم بألقابه، ويتذكر موطنه الأصلي الذي جاء منه أسلافها الأوائل، بل إن بعض القلاع والحصون، وحتى الوديان في بلاد الأندلس، ما برحت تحتفظ ببعض أسماء قادة الفتوحات الذين شيدوها أو استصلحوها، وعاشوا على زرعها وضرعها أزمنةً طويلة.

مقالات

الكاتب بين زمنين..

السؤال الجوهري هو: ماذا تبقّى من الكاتب والكتابة، بعد هذا السيل الجارف والغثاء من وسائل التواصل والسوشيال ميديا بكافة مسمياتها ومحتوياتها؟

مقالات

أبو الروتي (5)

بعد خروجي من السينما، شعرتٰ بأني خرجتُ من جلدي، وولدتُ من جديد، ولم أعد ذلك الطفل الذي وصل من القرية، لكني كنت خائفا من ردود فعل الأهل فيما لو عرفوا بأني كنت في السينما....!!

مقالات

دراويش ترامب!

انتهت الانتخابات الأمريكية وبقي العرب يتنابزون على قارعتها، متشبثين بدور درويش تعيس في حفلة زار!

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.