شاكر أحمد خالد
صحفي يمني
كاتب مهتم بالشؤون السياسية في عدد من الصحف المحلية. عمل لسنوات محررا للتقارير السياسية في صحيفة الناس الأهلية ومديرا لخدمة ناس موبايل للرسائل الإخبارية القصيرة
كاتب مهتم بالشؤون السياسية في عدد من الصحف المحلية. عمل لسنوات محررا للتقارير السياسية في صحيفة الناس الأهلية ومديرا لخدمة ناس موبايل للرسائل الإخبارية القصيرة
مضت أكثر من عشر سنوات، وقيادة الشرعية ومجتمع الإقليم، ومعه دول عالمية كبرى، يخطبون ود جماعة مارقة مهووسة بالدم والانتهاكات.
أتذكّر أول مادة نشرتها في الصحافة الورقية قبل سنوات، ولا أتذكّر كم عدد المرات التي ظليت فيها أغلق الصحيفة وأعود لتأمل شكل العنوان والبنط واللون، وطريقة إخراج المادة؟
بعد يومين من انطلاق "عاصفة الحزم"، صرّح السياسي محمد قحطان لصحيفة سعودية، مؤكدا أن العاصفة "قدر لا مفر منه" لإعادة الحوثيين إلى رُشدهم.
الفزع في عيون السعوديين عقب الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة لا يمكن إخطاؤه ولا مداراته ببعض تصريحات، وتغريدات تهوِّن من خطورة التصعيد في المنطقة.
تبادل الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي قوائم الحظر للمصارف والبنوك في مناطق السيطرة وجغرافيا الصراع مؤشر آخر للجنون والمتاعب الاقتصادية وحروب الانتقام المتبادلة.
لنتجاوز هذا العنوان إلى ما هو أهم في الواقع. الوضع في الميدان تجاوز بكثير معاركنا المرهقة على صفحات التواصل الاجتماعي.
الصحفي والمشاهد العربي، الذي عاش زمن ما قبل "الجزيرة"، يُدرك هذا جيداً: يُدرك بأن لحظات انطلاق بث القناة الإخباري والبرامجي الجريء، وغير المسبوق، كان أشبه بانفجار عظيم في المنطقة.
يعيش اليمنيون متاهة حقيقية؛ بحثا عن بارقة أمل لأي حلول سياسية، تُوقف الحرب، وتعيد الخدمات ومؤسسات الدولة.
إلى ما قبل سنوات، كانت الإمارات رمزا للسلام والوئام، ومصدرا للرفاهية والرخاء الذي لا مثيل له في المنطقة.
مظاهرات طوفانية في أنحاء متفرقة من العالم؛ خرجت تضامنا مع ما يجري من مجازر مروّعة في قطاع غـ ـزة.
احتاج اليمنيون إلى سنوات كي يدركوا بأن حروب صعدة الست، التي قادها نظام صالح ضد الحوثيين، كانت في كثير من مراحلها مفتعلة بهدف أراده صالح، وهو التخلّص من شريكه في الحكم، علي محسن الأحمر، وإغراق قواته في ثارات مع الحوثيين.
بين حين وآخر، يطرح البعض مقارنات بين عهدي الرئيس عبد ربه منصور هادي والرئيس رشاد العليمي ضمن سياق تناولاتهم لتطورات الأوضاع السيئة في البلد.
إلى ما قبل عشر سنوات من الآن، كانت المهنة الصحفية في اليمن تعيش طفرة واسعة من الحريات والإصدارات المتنوعة، حتى ترسخت لدينا قناعة بأنه من الصعب على أي نظام في المستقبل الانقلاب عليها.
استدعت السعودية قبل أيام أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى الرياض؛ تزامنا مع حلول الذكرى الأولى لتشكيل المجلس، وهو ما أعطى دلالات كثيرة لهذه الخطوة.
قبل سنوات، كانت الإجابة عن هذا السؤال: ماذا سيحدث في اليمن؟ أقل تعقيدا من الآن. لكن الحرب، المستمرة منذ ٨ سنوات، خلقت تعقيدات جديدة وكبيرة.
تغوّل السياسة السعودية في اليمن لا يمكن إغفاله عن أي تناولات بحثية للأوضاع في البلاد، وهو ليس ترفا يمكن استدعاؤه متى شاءت الحاجة.
في كل موسم، يتوجّه آلاف الحجاج لرمي الجمرات الثلاث في منى، وهو المكان الذي تقول المرويات التاريخية إن الشيطان تجسّد لنبيّنا إبراهيم كرمز للغواية والزلل، وأصبح تقليدا سنويا للاحقين من بعده.
لا يزال مصير الرئيس هادي مثيرا للتساؤلات منذ تسليم صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي، في أبريل الماضي. ظهر آنذاك بوجه حزين وعابس مودعا أعضاء المجلس، ولم يسجل حتى الآن أي موقف جديد ولا ظهور إعلامي وسط تأكيدات بوضعه قيد الإقامة الجبرية.
مظاهر استعراض القوّة وفرد العضلات الحوثية ليست جديدة، ولها مصادر ومغذّيات رئيسية. هذا الاستعراض والاستعلاء ما كان له أن يصل إلى هذه الذروة، لولا جرائم حرب السعودية في اليمن، وتدخلها بشكل فاشل وغادر.
النائب عبد الرزاق الهجري يعيد التذكير بمأساة تعز المنسية جراء الحصار والجوع وأطراف جرحاها المبتورة.
مفردة السلام تبرز من بين ثنايا التناولات الإعلامية الواسعة لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن كحلم قريب المنال.
الدخان الأسود المتصاعد في سماء السعودية، خلال اليومين الماضيين، جراء ضربات مليشيا الحوثي على منشآت أرامكو النفطية، ليست سحابة شؤم عابرة.
عاشت الإمارات عقودا من بذخ الرفاهية والاستقرار. بنية اقتصادية مذهلة جعلتها إحدى الوجهات السياحية العالمية، حيث تُعد مدينة دبي أحد المعالم فائقة الجمال والتصميم، بل قطعة من أوروبا وأعظم.
عادةً ما كانت توصف السعودية من قِبل جيرانها الخليجيين بـ"الأخ الأكبر". مضت سنوات، ولم نعد نسمع هذه اللهجة المفضّلة بعد أن عصفت الأزمات بالتكوين الخليجي بشكل غير معهود.
قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية تخوض معركة عظيمة على تخوم مأرب، وسط خذلان كبير من قيادة الشرعية، وتواطؤ التحالف بقيادة السعودية.
مليشيا الحوثي تواصل قضم ما تبقى من جغرافيا واقعة تحت سيطرة قوات الحكومة الشرعية، وقد حققت هذا الأسبوع اختراقا خطيرا بسيطرتها على مناطق في محافظة شبوة
ما يقارب المليون عامل مهددون بالترحيل من هذه المناطق، كمرحلة أولى، وهو رقم مُرعب وكارثي على حياة هؤلاء وأسرهم.
عشر سنوات مضت على ثورات "الربيع العربي"، إلا أن العاهل السعودي وولي عهده لا يزالان يعيشان هاجس وتداعيات تلك الثورات وشعاراتها الهادرة: "الشعب يريد إسقاط النظام".
من المفارقات المذهلة أن تدخل الحرب في اليمن عامها السابع مع الإعلان شبه يوميا عن اعتراض التحالف طائرات حوثية مفخخة وصواريخ باليستية موجّهة صوب الأراضي السعودية. بعض الهجمات أصابت أهدافا دقيقة وحيوية، وتمثل عصب الطاقة العالمية، وبُؤرة الاهتمام الدولي.
لدى المجتمع الدولي، أيضا، صورة مقعّرة عن الوضع في المنطقة، حيث تحضر شخصية ولي العهد محمد بن سلمان كرجل يحمل في يده ساطورا ملطخا بالدم.
الغارات الجويّة لا تكفي. السعودية نفّذت سلسلة مُرعبة من الغارات الجويّة، خلال ما يقارب الست سنوات من الحرب.
لا تزال مأرب تقاوم ببسالة محاولات مليشيا الحوثي الهجوم على المدينة واقتحامها. صور كثيرة بثتها صفحات الناشطين حول مقاتلي الحوثي وهم صرعى أو أسرى في جبهات القتال.
تبدو الحكومة اليمنية المشكّلة مؤخرا، برئاسة معين عبد الملك، من أغرب الحكومات في العالم، ليس بسبب توليفتها العجيبة، والتي جمعت أطرافا مشتتة ومتباينة، وإنما بسبب السياقات العامة التي جرى تشكيلها بهندسة سعودية صرفة.
كارثة ما آلت إليه أوضاع البلاد، يجب أن لا تعمي بصائركم عن المتسبب الرئيس في هذه المأساة.
قبل عدة سنوات، لم تكن السعودية بهذه الروح العدائية المُفرطة والمُعلنة حيال الدول والجماعات.
في الطريق إلى أعظم البقاع المقدّسة في العالم، تستقبلك عبارة "مرحباً بكم في مهبط الوحي"، حيث مولد الرسول الأعظم في مكة المكرّمة، ومسرح العمليات المقدّسة في التاريخ.
لا أحد يجهل الغزو الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي لحياتنا. أضحينا أسرى هذا العالم المتدفق بكافة قوالبه المعرفية والخبرية والفنية في مختلف المجالات.
دائما ما يقال إن مأرب آخر قلاع الجمهورية وهي تحتضن آلاف النازحين والمشردين من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.