مقالات

من يوميات غزة

01/11/2024, 14:26:49

في مدينة الخراب، حيث الأيام تتناثر مثل حبات رملٍ،

يتسرب الزمن بين الأصابع كالماء، صامتًا، متحشرجًا،

وأقدام الناس الهائمة على طرقات هلكت تهمس:

"هنا، كل شيء يَذوي، وكل ذبولٍ هو أغنية خفية لحياةٍ أخرى."

بائع الخبز يتنفس شهيقه الأول والأخير عند الفجر،

يخرج من بابه الخشبي كأنه يفتح صدره للعالم،

يحمل قسوة يومه على كاهل مجبول بالرماد،

يبتسم كأن الرغيف نافذةٌ صغيرة لسماء وعدته أنها ستأتي،

يمرر الرغيف ساخنًا، كأن الحياة قد خُبزت لتُؤكل، وتُنسى.

تحت الشمس الحزينة، تجتمع النساء في زوايا باردة،

أصواتهن منخفضة، كما لو أنهن يهمسن للحصى المتناثر،

يمددن الغسيل فوق الحبال، أعلامًا مهشمة،

يعلقن عليه حكايات بيوتٍ انهارت، وأحلامٍ نسجت من بقاياها خيوط،

خيوطٌ تَسكن في نسيج أقمشة مهترئة، تنتظر الليل كي تنام.

وفي المساء، يعود الأطفال، يحملون أجسادهم المتعبة كقالونات،

في أيديهم قصصٌ عن شمسٍ خجولة غابت عن مدينتهم،

عن حجارة تُرمى على خيامهم كقصائد غير مكتملة،

عن نورٍ يأتي من بعيد، كأن الليل نفسه يتلو صلاة خافتة لهم:

"هذا هو الضوء، حافظوا عليه كأنه سرٌ، كأنه نجاة."

هنا، في المدينة المحطمة، كل حجرٍ هو شاهدٌ على صمتٍ لم يُروَ،

كل نافذةٍ تفتح على عالمها المشروخ،

تروي عن حياةٍ تتأرجح بين غفوة وصحوة،

وعن شمسٍ تستريح فقط في أحلام الصابرين.

مقالات

ما الذي ننتظره كيمنيين؟!

يعيش اليمن واليمنيون -جُلُّ اليمنيين- كارثةً محققة. والمصيبة، ونحن في جحيم الكارثة، ننتظر -بسلبية- فاجعةً تُلوِّح بالمزيد والمزيد! جُلُّ المحافظات الشمالية تحت سيطرة مليشيات أنصار الله (الحوثيين)، وتعز (المدينة) تحت سيطرة مليشيات التجمع اليمني للإصلاح والشرعية، أمَّا ريفها فموزع على أكثر من طرف، ومأرب (المدينة) تحت نفوذ الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، وريفها موزع على كل أطراف الصراع.

مقالات

الكتابة فوق حقول الألغام

الكتابة في اليمن لم تعد نزهة أو فسحة جميلة مع القلم والموهبة والابداع لأي كاتب خلال السنوات الأخيرة ، سواء كانت شعرا أو نثرا ، لقد تقلصت مساحات الحرية وتم شطب الهامش الديمقراطي الزائف الذي كان يتبجح به السابقون .

مقالات

كيف يقرأ اليمنيون ما يحدث في سوريا؟

أراح سقوط نظام حكم "آل الأسد" في سوريا بال كثيرين حول العالم بالنظر إلى العبء الضخم، الذي شكَّله بقاء ذلك النظام بسياساته الداخلية اللا مسؤولة، أو تحالفاته الخارجية، التي لا تخدم المصلحة الوطنية لسوريا.

مقالات

من ينصف اليمنيين؟

ما هو معروف، ويدركه خبراء السياسة والقانون، أن أي دولة تدخل تحت البند السابع لا بُد ما يكون لها معايير وشروط ومواثيق دولية يجب الالتزام بها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.