مقالات

مواسم مُرعبة

22/08/2021, 15:50:54

كثرت الأعياد والمناسبات والمواسم في بلدي، لكنها مجرد أرقام وتواريخ وأيام، لا فرحة فيها ولا ابتهاج بها.

واِذْ تزايدت العطلات، فلا فرق أحدثت ولا تميُّز أنجزت، فقد صارت حياة الناس في هذا البلد مجرد عطلة مديدة ومفتوحة، وغير مدفوعة الأجر أيضاً!

تأتي المواسم وترحل، وتقدم المناسبات وتمضي، وتتوالى العطلات تترى، من دون أن يشعر المرء بحضورها أو غيابها، ولو استمر الحضور شهراً والغياب دهراً.

حتى عيد الأضحى، ومثله عيد الفطر، لا ترى له وجوداً إلاَّ في ملابس الأطفال وألعابهم النارية وضحكاتهم التي لا تكتمل. 

فحتى الأطفال صاروا يدركون حجم المعاناة ووطأة الهموم وشدة المكابدة التي تنتاب أهاليهم بقدوم هذه الأعياد، جراء ضيق ذات اليد على نحو مرعب.

وحدهم تجار الأعياد والمواسم -وهم صنو تجار الحروب تماماً- يبتهجون لقدومها، اِذْ تعني لهم مزيداً من الأرباح ووفرة في الأموال تكتظ بها جيوبهم وخزائنهم. والحديث هنا يخص كبار التجار فحسب، أما صغارهم فقد غدوا من أهل الكفاف العفاف.

كان الناس يحصون الأيام المتبقية على قدوم هذا العيد أو تلك المناسبة، على نحوٍ لافت من الغبطة والحبور. وهم يعدُّون العُدَّة له منذ شهور. فإذا ما حلّ، حلّت البهجة، بقدر ما تحلّ البركة.. فتسمو النفوس بالكرم، وتترع القلوب بالخير، ويهطل في الأيدي غيث العطاء.

أما اليوم -ومنذ سنين غير قليلة- فقد صار العيد ومثله موسم العودة إلى المدرسة مناسبة للنكد، وموعداً للكرب، وحالة قَدَرية باعثة على الهمّ والغمّ والألم الموغل في الروح والجسد معاً!

فقد بات موسم المدارس -الذي حلّ قبل أيام- موسماً لقهر الآباء، وسهر الأمهات، وإحباط الأبناء. وفي كل عام تتصاعد وتيرة الغلاء في أثمان مستلزمات المدارس، ورسوم الدراسة. وقد انخفضت القدرة الشرائية للعملة المحلية إلى مستويات متدنية جداً، وباتت الميزانية المخصصة لهذا الغرض أو ذاك من أغراض موسم المدارس باعثة على الرغبة الجامحة في الانتحار.

ولا يدري المرء (ربما تدري السماء!) متى يحين موعد الفرح في هذا البلد، أو متى يعرف أهل هذا البلد قبساً من غبطة أو انشراح؟

ويشكّ اللبيب في أن هذا الحدث المرتجى مقدّر له الوقوع قبل موعد يوم القيامة بليلة أو اثنتين!

مقالات

اليمنيون في الشتات.. أسئلة ومتاهات (4-4)

كلما ذهبت إلى بلدٍ يقصده اليمنيون؛ إمَّا هرباً من جحيم الحرب في بلادهم، أو للحصول على التطبيب الذي يفقدونه في وطنهم، تتسع أمام ناظري حدود المأساة التي يكابدها اليوم اليمن، والممتدة منذ نحو عشر سنوات.

مقالات

السلام مع ذيل الكلب!

منذ سنوات طويلة، ونحن نقرأ أو نسمع عن السلام في اليمن، وعن تسوية سياسية، وعن حوار عبثي، وعن رحلات مكوكية، بين العواصم التي تخوض معاركها على الأرض اليمنية، والضحايا هم اليمنيون فقط.

مقالات

عن الأحكام التي تسبق الجريمة

أظن أن النفس البشرية، حتى في أشد حالات نزوعها نحو الشر والجريمة، تبحث في الغالب عن مبررات لأفعالها، ومنها تلك الأحكام الذاتية التي يطلقها الإنسان على غيره، قبل أن يرتكب في حقهم جرما معينا، وهذه الأحكام غالباً لا تمت للقيم الإنسانية بصِلة

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.