مقالات

نمذجة مقيتة

22/04/2024, 08:36:50

لطالما ردّدتُ أنني لا أخشى السلطة بقدر خشيتي من كلابها!

وعلى القارئ الكريم أن يستبدل مفردة الكلاب بأية صفة أخرى يراها ملائمة.

ولعلّ من الأمثلة الساخرة على هكذا صورة مقيتة:

إثر تأميم قناة السويس والشروع في بناء السدّ العالي، من قِبل الزعيم العظيم جمال عبدالناصر - وهو الزعيم العربي الوحيد الذي استحق صفة الزعامة عن جدارة - تمَّ إنتاج أغنية من كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل، وألحان الموسيقار كمال الطويل، وغناء المطرب عبدالحليم حافظ.

كانت الأغنية تحوي عبارة تقول: ضربة كانت من "مُعلّم".. خلَّت الاستعمار يسلّم. 

جاء سفهاء السلطان ليبثُّوا الرعب في قلب حليم وشفيق والطويل، وكل من له علاقة بإنتاج هذه الأغنية، من منطلق أن كلمة "معلّم" ستثير غضب عبدالناصر؛ لأن هذه الصفة - في الدارجة المصرية - تشير إلى صاحب المقهى أو الجزار أو صاحب أية مهنة شعبية بسيطة.

وبرغم ما كانت تحيط بشخصية الزعيم ناصر من هالة الهيبة، وسطوة السلطة، ومهابة الجبروت، إلاَّ أن جميع أهل العلاقة بالأغنية أصرّوا إصراراً، وألحوّا إلحاحاً على بقاء هذه الكلمة في النص كما هي.

وأثر تقديم الأغنية في الحفل المخصص لمناسبة تدشين مشروع السدّ العالي - وبحضور الزعيم شخصياً - أثارت الأغنية إجمالاً، وصفة المعلم خصوصاً، كل الرضا والإعجاب من الحاضرين في الحفل والمستمعين عبر أثير الإذاعة.. وكان الزعيم جمال عبدالناصر أهم هؤلاء المعجبين.

مقالات

الشتاء صديق التجمعات الإنسانية

هناك الكثير من المناوشات بين أنصار وأعداء الشتاء، ولا شك أن أعداء الشتاء هم موالعة القات وما أكثرهم في اليمن بكل أسف. وأعداء الشتاء هؤلاء موزعون على كامل الجغرافيا اليمنية، ونستثني المناطق المتصلة بتهامة مثل حجة وبلاد الشام

مقالات

يسلم باسعيد: صوت الرحيل ودموع المسافر في "سُلّم الطائرة"

كتب الشعر كما تُكتب المنافي على الأرواح؛ كتب الحب كما يكتبه العابر خائفًا من أن تتساقط منه بقية قلبه، وكتب الأغنية كمن يخطّ صوته على زجاج الريح. على متن الطائرة وُلدت أغنية "سُلّم الطائرة"؛ لم تُشغله الغيوم المعلقة فوق الوجود، ولم يفتنه اتساع النوافذ، فقد كان غارقًا في تلك الدموع التي باغتته وهو يصعد السُلّم، دموعٌ تشبه احتجاج القلب على قدره، وتشبه الوصايا الأخيرة للمسافر حين يودّع ظلاله.

مقالات

قراءة مكملة لمقال الدكتور ياسين سعيد نعمان “مكر التاريخ”

لا يستطيع قارئ منصف تجاهل القيمة التحليلية العالية التي حملها المقال الأخير للدكتور ياسين سعيد نعمان، ولا عمق تجربته السياسية الممتدة التي تشكّل رصيدًا نضاليًا لا يُستهان به. فالرجل يتحدث من موقع الشاهد والفاعل، ومن زاوية ترى المشهد اليمني بقدر من الهدوء والخبرة قلّ أن تتوفر اليوم في خضم الصخب الدائر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.