مقالات

التعليم أول ضحايا الحروب!

09/07/2024, 16:15:10

كل عام، ومع بداية أي عام دراسي جديد، يتذكر اليمنيون مأساتهم التعليمية، وكيف ألقت الحرب والانقلاب بظلالها وضلالها على كل ما يتعلق بأجيال من اليمنيين ومستقبلهم التعليمي الغامض، الذي من أبرز معالمه الجبايات بلا حدود في كل اتجاه.

وسواء كان التعليم في المدارس الخاصة، أو الحكومية، فسموم الجبايات ورياحها تأتي على كل شيء، سواء كان جيب الطالب، أو ولي الأمر، أو المجتمع كله، فأنت مجبر على الدفع لا بطل.

وليس هذا السقوط التعليمي وليد هذا العام، بل كل عام إلى منتهاه، وهو وليد الماضي إلى حد ما، لكن ما يحدث، منذ عشر سنوات، مأساة تفوق الخيال.

وأما المستقبل في هذا المجال فحدث ولا حرج، فأولادنا ليس لهم مستقبل  على ما يرى عقلاء التعليم، وما بقي من عقلاء هذا الوطن، الحاضر مرير ومظلم ومتجهم، فكلما خفتت نيران حرب أطلّت نيران حرب جديدة بقرونها من جديد.

الجميع تخلى عن مستقبل أجيال قادمة بالتماهي مع هذه الحرب الملعونة، ومع التمزّق والحصار والانقسام المنهجي والعقلي والتعليمي، مناهج متضادة، وعقول ستتواجه يوماً ما.

لولا أن المسألة فيها نظر لتحوّلت المدارس إلى كتاتيب ومعسكرات، وهي كذلك، والمقرر فيها آيات القتال والاستعباد لحاكم واحد ووحيد.

ومع ذلك تحوّل التعليم إلى تجارة رابحة للحكام ومضمونة، سواء كانت مدارس حكومية، أو مدارس خاصة فإن خراجها تصب هناك.

أضف إلى ذلك استعباد للمعلمين، وتطفيش كل كوادر التعليم التي تأهلت لسنوات طويلة، وأوشكت اليوم على التحول إلى التقاعد، وظهور جيل جديد من المعلمين المتطوعين بتراب الفلوس.

المدارس الخاصة انتشرت مثل النمل، وأصبحت أكثر من الهم على القلب، وعلى رأس أسمائها عبارات يخجل العاقل من قراءتها أو تصديقها، دكاكين دكاكين.

أما المدارس الحكومية فما يحدث طوال الشهر هو مطاردة الطلاب بالفصول لاستلام ما يسمى "المشاركة المجتمعية"، التي تصل في كل مدرسة إلى ملايين، ويتم قسمتها قسمة ضيزى، وينال المعلم منها الفتات الفتات.

لغة المال والجبايات فوق كل لغات العالم، وفوق لغة التعليم.

لا نعرف ما الذي يدفع هذا العدد الكبير من الطلاب إلى المدارس الخاصة، وخاصة أن الأمور محسومة ومفهومة، لم يعد عدد الطلاب في الفصل الواحد بذلك العدد المعقول للتعليم، بل أصبحت المدارس الخاصة أكثر تكدساً بالطلاب والطالبات، وأكثر من المدارس الحكومية.

طبعاً الأمر، الذي يخص التعليم، ليس مقتصراً على المدارس التي تقع في مناطق سلطات صنعاء بل حتى ما يسمى بمناطق الشرعية، التعليم عبثي إلى أبعد الحدود، والدليل ما يحدث في اختبارات الشهادات العامة، حيث الغش بلا حدود.

وبحكم معرفتنا بكثير من الكوادر، التي تعمل هناك، فقد بلغ بالكثيرين أن يكونوا فاسدين أكثر من فساد غيرهم، رغم استلامهم مرتباتهم، ولكن مع تدني مستوى الريال والمعيشة أصبحت الأوضاع التعليمية متشابهة في كل اليمن، والاختلاف فقط في فساد الحاكم وعقليته التجارية هناك، والرخوة هنا.

الجريمة التي تحدث في سنوات الحرب بحق التعليم لا يمكن السيطرة عليها إلا بنهاية الحرب واتفاق السلام، وذلك على ما يرى العقلاء بعيداً جداً، وليس في المتناول، وخاصة في القريب المنظور بكل أسف شديد.

للأسف التعليم في اليمن ملف شائك ومعقّد أكثر من الحرب ذاتها وفرقائها، لأسباب سياسية كثيرة، وكأن الحرب والسلام هما صاحبا الكلمة الفصل فيما يتعلق بكل الملفات، وخاصة التعليم.

مناهج متخلّفة، ومعلمون مضطهدون، وجوعى، وبلا رواتب من عشر سنوات مريرة، وكل ما يرتبط بالعملية التعليمية في الحضيض الحضيض، ولا مستقبل سوى لمؤشرات الحرب، والتلويح بالمواجهة من جديد.

مواصلة التعليم لانتكاساته، ونشوء أجيال جديدة تختلف في التعليم والتفكير والانتماء، وما هو تعريف الوطن بالنسبة إليهم، شيء مرعب ينتظر اليمنيين في مجال التعليم، وما سينتج عن مخرجاته.

لقد تحوّل التعليم عموماً إلى ثقب أسود يستنزف الوطن والجيوب والعقول، وحتما سيبتلع إنسانية اليمنيين جميعاً بلا استثناء.

مقالات

عن القضية الفلسطينية مرّة أخرى

أعتقد أنه لا يصح الحُكم على القضية الفلسطينية بالسياسة وحدها، فهي أكبر من ذلك بحكم طبيعتها، وينبغي أن نبني الأحكام في شؤونها بالمعرفة والأخلاق والإنسانية أيضاً، ويجب علينا -نحن اليمنيين والعرب- (الشعوب التي لا يمكن لها إلا أن تتورط بشكل أو بآخر في القضايا الكبرى لهذه الأمة)، أن نضع الحدود بينها وبين الاعتبارات السياسية الأخرى.

مقالات

لا تتركوه من صالح دعواتكم

شخصية الرئيس هادي بحاجة إلى دراسات معمقة. دراسة سيكلوجية لمعرفة الأسباب النفسية التي دفعته لتحطيم الدولة، وتسليمها إلى قبضة مليشيات متنافرة في الشمال والجنوب، متواطئا مع دول إقليمية ودولية.

مقالات

الحلم لا يموت

"نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً"، لأننا ندرك أن الحياة ليست لنا وحدنا، بل هي للذين سيأتون بعدنا. نحمل في صدورنا شمساً صغيرة، نضيء بها ظلام الأيام، وننثر في الريح قصائدنا، علّها تصل إلى أرضٍ لم تحرقها الحرب، أو إلى بيتٍ لم تهدمه القذائف.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.