مقالات

رئيس بلا صورة تذكارية!!

17/07/2022, 10:36:46

بعد ثلاثين عاما من العمل السياسي والحزبي، وصل اليمن إلى حالة الحرب، لكنها حرب ذكية، أطرافها يمنيون نيابة عن قوى إقليمية، ومواصفات قادة هذه الحرب مليشيا متدينون، كلٌ يهنئ نفسه وخصومه بقبول العمل الصالح، وفي كل جمعة.  

اليمن يتّجه نحو العصر الجاهلي، وبخطوات سريعة، لأن قادة الصراع فيه مرتزقة، ولضمان وصوله سالما إلى تلك البيئة الجاهلية، وهو نموذج نجح في أفغانستان، ويتم إنتاجه في سوريا والعراق، فالعقيدة السياسية لأطراف الصراع في اليمن واحدة، فهي حرب لأجل الثراء، وجلب المزيد من المال، تماما كالعصر الجاهلي. 

فهم هادي خيوط اللعب، فاستقر في الرياض، واحتمى خلف قصورها، وترك العمليات العسكرية للتحالف ليقرر مستقبل الأرض والمنصب الرئاسي معاً، لكنه كان حريصاً على الصور التذكارية، وقراءة الورقة بنفسه، وبما فيها من أخطاء. 

جاء الرئيس العليمي مبشراً بالأحلام، إلا أن مواقفه تتشابه كثيراً بمواقف القادة اليمنيين، وكأننا في حالة توقف الزمن،  فالحاضر نسخة من الماضي القريب، ولكن بوجوه شبه جديدة. 

يذكر رئيس الوزراء السوداني الراحل، أحمد محمد المحجوب، مهندس قمة اللاءات الثلاث والمصالحة العربية بين مصر والمملكة العربية، حيث كانت المصالحة اليمنية أحد نتائج تلك القمة، رافقها إزاحة السلال من السلطة، تمهيدا لتلك المصالحة. 

رفض السلال بنود المصالحة، خاصة قضية تسوية اليمن، لأنها كانت دون علمه، واعترض على مخرجات القمّة، بل إن الصورة التذكارية كانت بغياب السلال، إذ جمعت الرئيس ناصر والملك فيصل والمجذوب، مع أن محور اللقاء هو اليمن. 

يتكرر المشهد مع الرئيس العليمي، ولكن أكثر ابتذالا، فهو -أي العليمي- لا يحق له أن يغضب، كما فعل السلال في الخرطوم، ولا الاعتراض، فهو عاجز عن توفير خدمات الكهرباء، والماء الصالح للشرب في العاصمة المؤقته عدن، التي يعيش فيها. 

يحمل الدكتور العليمي مشروع يقظة الأحلام، فسقطرى والمهرة وشبوة وميناء عدن وبلحاف خارج جغرافيا اليمن السياسية والإدارية، بل إن حساب الرئيس الشخصي (فيسبوك) خارج سلطته في قمة الرياض. 

لم يحدث في التاريخ العربي القديم أو الحديث أن نجح مؤتمر في صحراء العرب، فكل الحضارات والمؤتمرات، وما رافقها من تحولات، قامت في الكوفة ودمشق، وأحيانا في مصر وفي تونس، ونجاح فرص القمة في الرياض يتعارض مع حركة التاريخ، وسيرة حركة الاجتماع، لكنه زخم سياسي وإعلامي تفوح منه رائحة العود، وذلك لسببين، الأول: أن العقل العربي يغلب عليه الحماس، والغباء جزء من شخصيّته، على عكس عقول البشر، والثاني مرتبط بالبيئة الخصبة لإنتاج أي نجاح. 

وعلى أي حال، نحن ندين عدم حضور الرئيس اليمني قمة الرياض، ليس لأن قضية اليمن غير حاضرة في جدول الأعمال، بل لأن الصور التذكارية هي أجمل شيء في قمم العرب.

مقالات

رحلتي الجهنمية إلى عدن - ٢- (سيرة ذاتية -٢١-)

عند وصولنا آخر منحدر في "نقيل سُمارة" اصطدمت سيارتنا بسيارة بيجو قادمة من أسفل النقيل، ولا أذكر ما الذي حدث بعد ذلك. أذكر فقط أنني وجدت نفسي راقدًا فوق سرير في مستشفى بمدينة إب، وكل عضو من أعضاء جسدي يكاد يصرخ من شدة الألم.

مقالات

الهارب من الجحيم متهم في المخا

في المخا تُعامَل كلّ نفسٍ هاربةٍ من بطش الميليشيا كما لو أنها خيانةٌ تمشي على قدمين. وكأنّ النجاة من الجحيم أصبحت جرمًا يستوجب العقاب، لا حقًّا من حقوق الإنسان والوطن. بيدَ أنَّ من أبسط مقوّمات الانتماء أن يُتاح لليمني أن يعود إلى حضن أرضه، مهما تلطّخ ماضيه بظلال الخديعة

مقالات

مستقبل العمل الإنساني.. إلى أين؟

تتجه أنظار كثيرين حول العالم إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أعلنت جماعة الحوثيين الأسبوع الماضي عن تقديم 43 موظفاً في بعض وكالات الإغاثة الدولية، من أصل 59 تحتجزهم الجماعة، إلى المحاكمة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

مقالات

ما وراء حرب الإبادة في السودان

يشهد السودان حربَ إبادةٍ يحاول صُنّاعها تقليدَ ما يجري في غزة، حتى في الحصار والتجويع وقتل الأطفال. السودان متسع كقارة، وله جوار مع سبع دول، وقبلًا مع تسع دول.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.