مقالات

عدن.. عنوان الكبرياء اليمني

29/04/2021, 12:13:36
بقلم : محمد صلاح
المصدر : غرفة الأخبار

حاول البريطانيون منذ احتلالهم عدن عام 1839 سلخ المدينة عن هويتها العربية اليمنية، وقد اتخذوا لذلك عددا من الوسائل والسبل لتحقيقها، وكان من أخطرها على الإطلاق هو السعي لتغريب المدينة، وفصلها عن تاريخها، وثقافتها اليمنية، ومحيطها العربي من خلال مناهج التعليم في المدارس التبشيرية، وفتح الباب أمام الهجرات الأجنبية إلى المدينة، في مقابل وضع العراقيل أمام دخولها لبقية ابناء اليمن من المناطق الأخرى. 

اتجهت السياسة الاستعمارية البريطانية منذ احتلالها لمدينة عدن بحسب المؤرخ اليمني سلطان ناجي "على تعميم ثقافتها وتدريس تاريخ الإمبراطورية على حساب منعها تدريس التاريخ اليمني والعربي والإسلامي والدين وطمس اللغة العربية. وقد شجعت منذ البداية إدخال التعليم التبشيري في هذا البلد العربي الذي لم يكن يوجد فيه مسيحي يمني واحد عند الاحتلال بحيث أصبح التعليم التبشيري في الأخير هو السائد" [هشام علي المثقفون اليمنيون والنهضة ص214] كما أنه "لم يتعد عدد المدارس الابتدائية الحكومية بعد مائة عام من الاستعمار العشر مدارس" [المصدر نفسه]

وقد سعت بريطانيا خلال العشرينات، والثلاثينات من القرن الماضي، لفتح عدن أمام المغامرين، والمتكسبين، ممن لم يكن لديهم أدنى انتماء للمدينة، أو شعور بالمسؤولية تجاه ابنائها، وكانوا ممن يحضرون إليها لجني الأموال دون أن يستثمروا فيها بمشاريع تنموية تعود بالمنفعة على أهلها. 

تنبه الاستاذ محمد علي لقمان لمخاطر الأوضاع التي تحيط بالمدينة، نتيجة للسياسات الانكليزية الطامعة، التي تطوق عدن، فكتب حول ذلك منددا بالأوضاع، ومنبها لمخاطر استغلال الميناء التجاري للمدينة من قبل القادمين من الخارج، حيث يقول: "أما اليوم فسكانها من كل صوب وفج ولذلك تجد فيها من الجنسيات ما يعجز عن احصائها اللبيب وأغلبهم من التجار الذي لا يهمهم إلا ما يكسبونه من فوائد جمة ثم يفارقون هذا الميناء رهينة الشغف على مفارقة من تتبناهم فيمتصون لبانها ثم يهجرونها هجر العاق لأبويه" "[ محمد علي لقمان عدن في اشد الاحتياج إلى جريدة عربية جريدة الشورى عدد 26 – 6 – 1929م]، ويواصل الاستاذ لقمان في فضح الاستعمار، والتنديد بسياساته التي فرضت على أهل المدينة قبة من الجهل، بحيث أنه خلال تسعين عاما "ليس في عدن من أهلها وبنيها لا طبيب ولا مهندس ولا كيماوي ولا معلم ولا كاتب قدير" [المصدر نفسه] بل إن مدينة عدن تحت وقع التهنيد والهجرات التي سمحت بها سلطات الاستعمار من كل البلدان، حتى "مكنتها من السيطرة على اقتصاديات البلاد بحيث تكون لهم القدرة عندما تدعو الحاجة إلى منح المنطقة الاستقلال إلى اعتبارهم طرفاً هاماً عند نقل السلطة واشراكهم في الحكم. بل ويمكن أن يتيح لهم موقفهم داخل الاقتصاد الجنوبي من السيطرة الفعلية على إدارة البلاد وحكمها.[شاكر الجوهري الصراع في عدن ص28] وحرمت الادارة الاستعمارية في الوقت ذاته، وحاصرت ابناء المناطق اليمنية الأخرى من دخول المدينة للعمل فيها، حتى وصل الحال بأن المرء "لا يجد إلا على سبيل النادر من يكلمه في عدن باللغة العربية الفصحى ولقد أصبحت لغة البلاد مشوبة بالدخائل الأجنبية" [محمد علي لقمان المصدر السابق] وقد كان الهدف من وراء تلك السياسات المتعمدة للاحتلال الانكليز هو نزع عدن من انتمائها الوطني. ورغم فرض الاستعمار لسياسات تمزيق اللحمة اليمنية، وضرب الهوية اليمنية طوال 128 عاما إلا أن الحيوية الخارقة لمدينة عدن، جعلت من الاحتلال، ومن سياساته عبرة تاريخية، فكانت مناطق جنوب الوطن، وفي القلب منها عدن، هي أهم الميادين، التي خاض فيها اليمنيون معارك الاستقلال الوطني ضد الاستعمار الأجنبي، وكشفت تجربة اليمنيين مع الاحتلال البريطاني مدى ضحالته، وعجزه في فرض أوهامه على مسار التاريخ اليمني. 

مقالات

أبو الروتي ( 14 )

كان المعهد العلمي الإسلامي يتبع الشيخ محمد سالم البيحاني -خطيب وإمام مسجد العسقلاني في كريتر- وكان مدير المعهد هو الأردني ناظم البيطار، الرجل الذي كان مجرد ظهوره يثير فينا الرعب.

مقالات

ما العمل؟

عندما قرأ مقالي «ماذا ننتظر كيمنيين؟»، عَقَّبَ الأستاذ المفكر الإسلامي زيد بن علي الوزير بسؤال: «ما الحل؟»، و«ما المخرج؟»؛ وهو «سؤال العارف». وقد وردَ في الأثر: "ما المسئول بِأعلمَ مِنْ السائل".

مقالات

"أيوب طارش".. اسم من ذهب

ما أكثر ما تعرَّض أيوب طارش لعداوات ساذجة من بعض المحسوبين -بهتانا- على رجال الدين، وخطباء المنابر المنفلتة، ليس آخرهم عبد الله العديني، الذي أفسد دينه ودنياه وآخرته بإثارة قضايا هامشية لا تهم أحدا سواه

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.