مقالات

عن الفساد في "صناعة الأدوية" بين الداء والدواء، صراع أم تناسب؟

09/06/2025, 12:32:17

ربما يكون هذا العنوان غريباً بعض الشيء، ويوحي بأن الدواء لا يعالج الداء. 

في الغالب، يبدو أن العكس هو الصحيح، أي أن الدواء قد يساعد على الشفاء من الألم، لكنه في الوقت نفسه يتسبب في أضرار وآثار جانبية أخرى للجسد، ينطوي بعضها على قدرٍ من المتاعب.

علمتني تجاربي وتجارب آخرين مع المرض والعلاج أنه لا يوجد دواء ليس له تأثيرٌ جانبيٌ حتى لو كان هو بالفعل العلاج الصحيح، ولهذا فإن من الأفضل تجنّب استخدام الأدوية إذا كانت هناك قدرة على تحمل الألم، فالدواء قد يصبح أكثر خطورة إذا جرى تناوله على المدى الطويل لسنواتٍ للتغلب على أمراض مزمنة كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها.

إنه حتى المضادات الحيوية، التي ارتفعت معدلات استهلاكها في السنوات الأخير ويفترض أنها تعزز جهاز المناعة، تؤدي إلى مضاعفات أخرى.

عن البروفيسور "غوتام دانتاس"، أستاذ طب المختبرات والجينوم الوراثي في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية قوله: "تؤدي المضادات الحيوية إلى الإخلال بتوازن النظام البيئي المتشابك للميكروبات التي تقطن أمعاءنا، ومن ثم تزيد من خطورة أن تتبرع البكتيريا، التي تظل على قيد الحياة، بجيناتها لكائنات ممرضة".

من الطريف أن البعض يتوهم أنه شُفي من الدواء وحده وليس بفضل عوامل أخرى لدى الجسد المريض؛ مثل قوة المناعة والحمية وتحسين الغذاء وجودة النوم قبل وبعد الإصابة بالمرض.

الواقع هو أن لكل إنسان منا ما يمكن اعتباره "صيدليةٌ" بداخله إذا تجنب ما يؤذي جسده من عادات ضارة كالتدخين مثلاً، أو الاستسلام للحزن والهموم وعدم ممارسة الرياضة والمشي لأوقات ومسافات كافية، أو العزلة وإهمال العمل والأنشطة الاجتماعية المختلفة.

ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هناك ما يسميه بعض البحاثة بملكية شركات الأدوية للدراسات الخاصة بالآثار الجانبية للأدوية، ولسلطة اتخاذ القرار بنشر أو عدم نشر النتائج السلبية في المجلات العلمية المتخصصة.

مرد ذلك يرجع إلى الأرباح الضخمة التي تجنيها كبريات الشركات المتعددة الجنسيات المنتجة للعقاقير الطبية وخشيتها من أن يؤدي الحديث عن تلك الدراسات إلى إحجام الأطباء عن وصفها لمرضاهم.

ويشير الباحث د. أكمل عبدالحكيم إلى ما وصفها بـ"مشكلة الفساد العلمي، حيث يقوم بعض الباحثين أحيانا بتزوير النتائج، حتى لا يفقدوا معهم المركز الذي يعملون فيه، الدعم المالي الحالي أو المنح المستقبلية من شركة الأدوية. 

ومثل هذا السلوك يعتبر تصرفا غير قانوني، ويقف عند حدود ارتكاب جريمة، إلا أنه نادر الحدوث في الواقع اليومي، ولكن بسبب هذه الشكوك في موثوقية وموضوعية نتائج بعض الدراسات العلمية في مجال الأدوية وغيرها من المجالات"!

أما إذا تحدثنا عن سوق الأدوية المقلدة في العالم الثالث فحدِّث ولا حرج، إذ تنتج شركات في دولٍ عدة عقاقير رخيصة لا تخضع للرقابة، لكنها غير فاعلة وفاقدة الأثر، وقد يؤدي استخدامها إلى مخاطر لدى مستخدميها قد يكون من بينها الوفاة.

مقالات

أساليب حوثية تعزز ما يفعله سلاحها

لا تستند الحركة الحوثية في استمرار هيمنتها وسيطرتها في صنعاء إلى السلطة والقوة العسكرية وحدها، فالسلطة وقوة السلاح لا يكفيان لضمان استمرارها في موقع الهيمنة، من دون اتباع أساليب وحيل من شأنها إنهاك المجتمع، وإشغال الناس، وإغراقهم في قضايا كونية ومعارك وهمية كبرى تُفرض عليهم دون أن يخوضوها فعلياً. لكنها، من ناحية أخرى، فعالة في صرف الناس عن التفكير أو الاهتمام بمسائل حياتهم اليومية، وما يتصل بشؤونهم الشخصية والعائلية والمهنية والعلمية والاقتصادية، وتأخذهم بعيداً عن القيام بأي نشاط أو فعل مستقل عن الجماعة، أو حتى معها، ما لم تكن هي من حددت فكرة النشاط وطبيعته وحجمه ومجاله والحاجة إليه.

مقالات

حق المرأة في الولاية وحقها في الدية ( 1-2)

هذا هو الجزء الثاني من الندوة التي أقامها «منتدى التنمية السياسية»، و«منظمة صحفيات بلا قيود»، في صنعاء، فندق «تاج سبأ»، في 27 / 5/ 2007. والجزء الثاني مكرسٌ للرد على أوراق الأساتذة: عبد الملك التاج، والشيخ عارف الصبري. في البدء ألقت الأستاذة توكل كرمان- رئيسة «منظمة صحفيات بلا قيود»، كلمةً حَيَّتْ الحاضرين، وتحدثت عن التخلف في البلدان الإسلامية، وأنَّ خروج المرأة مسئولية المرأة والرجل مَعًا. داعية كُلَّ صاحبِ فقه، ومِنْ أوتي حظًا من العلم الشرعي إلى دعوة المرأة للمشاركة في الحياة والنهوض، وإلى نهج واجتهاد جديدين يرفدان إعلان حقوق الإنسان والعهد الدولي؛ تنير الطريق، ولا ترى في الانتخابات بدعةً وَضَلالاً، ولا في مشاركة المرأة فِسْقًا وفجورًا.

مقالات

تعز... الوجه الذي كان يودّعنا!

لم يكن أيُّ مسافرٍ يطيب له السفر إلَّا من خلال مدينة تعز، أو أن تكون تعز آخرَ ما تقع عليه عيناه، يكحّلهما بها حتى تقرَّ نفسه في رحلة قد تطول أو تقصر، داخل اليمن أو خارجه.

مقالات

معركة بيع الوهم

قبل أسابيع قليلة، كان الكثير من "كهنة" الشرعية ينثرون الوعود باقتراب الخلاص من الحوثي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.