مقالات

من هو أحمد علي؟!

04/08/2024, 10:39:57

الجدل المُثار أخيرًا، حول شخص " أحمد علي " أو فلنقل حول "طفل الرئيس السابق" حسب رأيي لا يمثل شيئًا خارقًا أو اهتمام يجعلنا نقف بين مؤيد ومعارض نتحدث ونلوك الكلمات بتبذير يقودنا نحو توصيف الرجل واعتباره إما شخصية عسكرية أو سياسية وطنية.  

من هو أحمد علي ؟.. 

يجب أن نتوقف عن تسويق الوهم وأنَّ الرجل شخصية اعتبارية تحبهُ الجماهير وأنه " غودو" المخلص لهذه البلاد والأمل الذي لابد من التشبث به في حالة الاحتراب التي هو منذُ والده والسلطة التي كانوا من ذويها، جزء كبير وسبب من هذه الحرب...

من هو أحمد علي ؟.. فربما يكون غير الذي أعرف عنه تاريخه.. 

لقد تم تسويقه للشعب كقائد عسكري وأختارتهُ قوى المؤتمر التقليدية المؤمنة بشخص الرئيس والباحثة عن الزعامة لأن يتمثل واقعها السياسي، وعلى النحو الذي شكل في الوعي الشعبي مجده الشخصي ولذلك أسباب، من بينها على الأقل، تحطم رمز الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وموته وتصفيته سياسيًا وجسديًا، وهزيمة الثورة، هذا والأسباب كثيرة منها الحزبي والاعلامي والجغرافي والخارجي الطامع واللاهث في تخريب بلد كاليمن. 

من هو الرجل غير شخص الحزب العائلي وابن الرئيس المدلل؟  

ليس هنالك مجد جاء به "أحمد علي "، وأعتبره ضمن قياسات سلطوية محظوظ، نال عسكريًا عهد والده، من 

وظيفة ومنصب عسكري مهم، وبدا على ماهي عليه، متوكئًا بالعائلة ومؤسسات الدولة التي كانت في حيازتهم. 

لذلك لم يأتي الرجل من الصفر، أو نتيجة دراسة أكاديمية وحق انتخابي، لم يكن كل ذلك ليكون جديرًا بمنصبه، ورغم الحيازة والظروف العائلية فإنه أثبت جدارته في تطويع بعض الوحدات العسكرية على محبته مقابل عطائه ومحبته المتبادلة التي استخدمها لغرض الحضي بولاء عسكري لذاته وقراراته بعيدا عن الانتماء الوطني كوحدة عسكرية رهينة الشعب ويمكننا الوثوق بها لنتجاوز الخلاف السياسي ..

من هو هذا الرجل ؟ .. لا زلت أجهله سياسيًا فهو إلى حد ما مرتهن 

أما البعض ممن يوفرون شخص الرجل اعلاميًا في كل مرحلة من تاريخ البلاد، فإنهم يستمدون ذلك عن جهل عميق  بالتاريخ معتقدين به الذكاء السياسي والتأثير الدولي كورقة رابحة، وليس ذلك فقط، بل ثمة شوق 

متبطن لإعادة إنتاج الماضي الذي كانوا يعيشونه في ظل حكم الوالد " رحمه الله " الذي أمن لهم بشكل كلي استقرار عائلي معيشي على حساب مستقبل ملايين اليمنيين.

إذًا، مالذي يجعل بعض الجماهير تطلق أحكامها وقناعتها في هذا الرجل؟ بلا شك فشل النخب بكل مكوناتها في إدارة الأزمة اليمنية ومخرجات الحوار الوطني من بعد فبراير والتي حاول البعض تصويرها في الفعل السياسي بالقرار الخاطئ، ولا نجهل تآمر كثير من الأحزاب والأطراف  الخارجية على سريان مفعول القرارات التي تطلعت لها آمال وأحلام ملايين الشباب الذين خرجوا لأجل مستقبل حقيقي واعد يليق بهم وبالبلاد..

نحن في ظرف سياسي عصيب ولا مانع من أن نكرر هذا السؤال : من هو أحمد علي عبدالله صالح ؟! 

جدًا الرجل ضعيف، يريدون به القوة، ومغلوب مرتهن، يريدون به الغلبة، وشخصية من اليوم للتاريخ، هو رجل لا تحكمه صناديق الاقتراع بل مدى العمالة والارتهان للقوى الخارجية التي تمكنها مثل هذه الشخوص من إدارة المشهد اليمني ونهب ثرواته، وليس بالضرورة، أن تكون في الظاهر إذ أن من مظاهر الإستعمار الحديث أن تتبطن القوى الغازية وتخوض حروبها وتسيطر على الشعوب وتنهب ثرواتها عن طريق الوكالة. 

ربما كانت الفرصة بعد فبراير متاحة بشكل أكبر لأحمد علي صالح ليتنافس وفق الرؤية الديمقراطية او الإنقلاب العسكري الأبيض أو الأحمر المعمد بالدم، وذلك لعدم وجود قوى موازية يمكنها الاعتراض، لكننا اليوم أمام واقع وقوى متصارعة، لا يد واحدة للبطش، ولا عائلية سادية وسيادية حتى آخر كتر مربع، إنما أكثر من مكون سياسي وقوى وجماعات لديها جميعًا القوة العسكرية والحلفاء الاقليمين، حتى أشبه سياسيًا أمام أحمد علي حلم الزعامة بالمستحيل. 

ليست مشكلتنا مع احمد علي كمواطن يمني يتقدم لأي منصب سياسي يمكنه الحصول عليه، بل في إعادة إنتاج الماضي بشخصيه الرئيس وابن الرئيس. اعتبارًا من أن اليمن رقعة جغرافية تحقق قانون الملكية والوراثة. 

لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة إحتياجنا المرحلي لقائد عسكري كالنموذج المصري ولكن هذا من غير الممكن في ظل تعدد القوى وتوازنها الراعب الماثل في أدواته المادية من سلاح وحشود.. 

إذًا من هو أحمد علي ؟ 

مقالات

الوجْه الآخر للمملَكة

التحوّل والبناء، الذي يجري في السعودية، مُثير للاهتمام، لكن بقدر إثارته للاهتمام يقدم صورًا شديدةَ التناقض في جوانب أخرى.

مقالات

الاستعراض اللغوي والمعرفي

الكثير من الكتابات تشدنا إليها وتدعونا إلى الغَوص في أعماقها، وأساليبها المتباينة والمتنوّعة، وقليل من الكُتاب الذين يستطيعون الإمساك بزمام الأمور، وشَد انتباه القارئ من أول لحظة بالفطرة والثقافة الموسوعيّة، والإبهار المعرفي عن طريق الإبهار اللغوي، واللغة المكثّفة المُوحِية، وتنوُّع أساليب العَرض، ومناقشة قضايا جوهرية تتّصل بالوجود الإنساني، وإشكالياته المُعاصرة.

مقالات

أبو الرُّوتي

مثلما كان البَوْل يسيل منّي لا إرادياً، كان المُخَاط هو الآخر يسيل من أنفي لا إراديا مع الفارق، وهو أن البَوْل يسيل في الليل أثناء النوم، فيما المُخَاط يسيلُ في النهار وأنا يقظ؛ لكنه كان يسيل بطريقةٍ مَرَضيَّةٍ لكأنّ أنفي جُرح ينزف، وكان الذين يَعبُرون من أمام بيتنا -حين يبصرون السائل الفيروزي يجري في سائلة أنفي- يصرخون بي: "اتْمخَّط ياب".

مقالات

فلسطين جرح الإنسانية النازف

لا يمكن في الأصل أن نفّوت عند الحديث عن القضية الفلسطينية حادثة وفاة السنوار الأخيرة التي توجت بعد مسيرة صمود ونضال طويلة أسطورية بالشهادة. وذلك لشيئين واحدٌ منهما حزن الناس العام في الوطن العربي، الذين بكوا عجزهم، وصمت زعمائهم الخاذل للشعب الفلسطيني وقادته الذين تركوا في الأرض الفسيحة مهوى لنيران العدو مواجهين مصيرًا هو أقذر ما يمكن للبشرية أن تصل إليه من الممارسة العدوانية القائمة على سفك الدماء وتدمير المنازل وقتل كل مظاهر الحياة، كل الحياة، شجرها وحجرها وناسها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.