أخبار محلية
اغتيال مهدي العقربي في عدن يفاقم مخاوف الانفلات الأمني ويثير موجة غضب واسعة
أكدت مصادر طبية في العاصمة المؤقتة عدن، الجمعة، وفاة الشيخ مهدي العقربي، أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية في المدينة، متأثراً بجروحه البليغة التي أصيب بها إثر عملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون عقب خروجه من صلاة الجمعة في مسجد ابن تيمية بمنطقة بئر أحمد.
ووفق شهود عيان، فتح المسلحون النار مباشرة على العقربي أثناء مغادرته المسجد، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، جرى على إثرها نقله بشكل عاجل إلى المستشفى الأمريكي في عدن، حيث فارق الحياة بعد وقت قصير من محاولة إسعافه، رغم الجهود الطبية لإنقاذه.
وأثار مقتل العقربي حالة من الصدمة والغضب الشعبي العارم في أوساط أهالي المدينة، نظراً لما كان يمثله من مكانة اجتماعية ونفوذ قبلي، إذ يعد من أبرز الوجاهات القبلية والقيادات المحلية المؤثرة في عدن ومحافظات جنوبية أخرى.
وكان العقربي اعتقل على يد قوات المجلس الانتقالي وظل محتجزًا لعدة أشهر قبل أن يطلق سراحه، بموجب حكم صادر عن محكمة الحوطة الابتدائية يقضي ببراءته من التهم المنسوبة إليه.
وتسلط هذه الحادثة الضوء مجدداً على تدهور الوضع الأمني في المدينة التي تشهد منذ سنوات سلسلة من عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات دينية واجتماعية وأمنية وسياسية، وسط مطالبات متكررة للسلطات المحلية والأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها وكشف ملابسات الجرائم ومحاسبة الجناة.
وكانت العاصمة المؤقتة عدن الخاضعة لسيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من السعودية والإمارات شهدت سابقًا حوادث اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة، في ظل هشاشة الوضع الأمني وتعدد القوى المسلحة التي تتقاسم السيطرة والنفوذ في المدينة.
وخلال الأعوام الأخيرة، اغتيل العشرات من الدعاة والعلماء والقادة الأمنيين والعسكريين، في حوادث غالباً ما تُقيّد ضد مجهول.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه العمليات دون كشف الجناة أو تقديمهم للعدالة يعزز مناخ الإفلات من العقاب ويزيد من مخاطر الفوضى الأمنية، خصوصاً في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تعيشها عدن، بوصفها مركزاً للحكومة الشرعية ومسرحاً لصراع النفوذ بين أطراف محلية وإقليمية.