أخبار محلية
اليمنيون يجددون العهد لثورة 26 سبتمبر: تمسك بأهداف الجمهورية ورفض لمشاريع الإمامة والتشطير
جدد اليمنيون في مختلف المحافظات، تمسكهم بأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة في ذكراها الثالثة والستين، مؤكدين أنها ستظل منارة للحرية والكرامة وبوصلة النضال الوطني في مواجهة مشاريع الإمامة والاستبداد، ومناسبة لتجديد العهد على مواصلة مسيرة التحرر وبناء الدولة الحديثة.
وفي كلمة ألقاها عضو المجلس الرئاسي عثمان مجلي نيابة عن رئيس المجلس رشاد العليمي، أكد أن مقاومة اليمنيين لما سماه "المشروع الإمامي الجديد" قد حطمت أحلام من يسعون لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، مشددًا على أن الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي السلالية المدعومة من إيران "حرب خاسرة لأنها معركة بين الجمهورية والإمامة، بين الماضي المظلم والمستقبل المشرق".
وأضاف أن الحكومة ماضية في تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية صعبة، تشمل مكافحة الفساد وتعزيز الانضباط في الجهاز الإداري للدولة، إلى جانب دعم استقلالية البنك المركزي وإعادة بناء المؤسسات بما يعزز مناعة الدولة ومكتسبات الثورة والجمهورية.
فعاليات شعبية ورسمية
في محافظة مأرب، نظمت مسيرة شبابية وكشفية حاشدة رافقتها الموسيقى العسكرية، بمشاركة أكثر من ألف وستمائة شاب من مختلف الفئات العمرية، احتفاء بذكرى الثورة اليمنية.
وانطلقت المسيرة من جولة البنوك، مرورا بعدد من شوارع المدينة، حيث عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية الأناشيد والأغاني الوطنية.
واختتمت الفعالية في دوّار شارع صرواح، حيث كان في استقبال المسيرة عدد من القيادات المحلية والأمنية والعسكرية.
وأكد المشاركون على دور الشباب في مواصلة درب الثوّار الأوائل، حتى استعادة مؤسسات الدولة، وبناء اليمن الاتحادي القائم على العدالة والمواطنة المتساوية.
أما في محافظة حضرموت، فقد نظم مجلس شباب الثورة بمدينة تريم حفلاً خطابياً وفنياً بهذه المناسبة الوطنية، جدد خلاله القيادي صبري عليوه التأكيد على التمسك بأهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ورفض أي تسويات سياسية تمهد للتشطير أو تكافئ الانقلاب، مشددًا على أهمية توحيد الصف الوطني، وحماية السلم الاجتماعي، وتثبيت واحدية القرار الأمني والعسكري داخل مؤسسات الدولة.
وفي محافظة تعز، شهدت مدينة التربة حفلًا جماهيريًا حاشدًا لإيقاد شعلة الثورة الثالثة والستين وسط حضور واسع من القيادات العسكرية والسياسية والمواطنين الذين رددوا شعارات الثورة، مجددين العهد على التمسك بمبادئها الخالدة، ومؤكدين أن الثورة ستظل حاضرة في وجدانهم كعنوان للحرية والعدالة والمساواة.
وفي مركز المحافظة، أكد المشاركون في فعاليات إيقاد الشعلة أن تعز "ستبقى وفية لأهداف الثورة مهما كانت التضحيات، وستسير على درب الأحرار حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة الدولة".
أما في مدينة المخا، فقد تزامن احتفال إيقاد الشعلة مع إحياء الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، وسط حضور رسمي وشعبي واسع من محافظتي تعز والحديدة. وأكد وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي أن الاحتفال في هذه المدينة التاريخية يجسد الوفاء لتضحيات رواد الثورة، مشددًا على أن الشعب اليمني ماضٍ في الدفاع عن مكتسبات الجمهورية والتصدي للمشروع الإيراني وأذرعه الحوثية في البلاد.
وفي مدينة الخوخة، العاصمة الإدارية المؤقتة لمحافظة الحديدة، أقيم احتفال جماهيري كبير بإيقاد شعلة سبتمبر، أكد خلاله قائد محور الحديدة العميد إبراهيم معصلي أن هذه المناسبة تعكس تضحيات اليمنيين من أجل الحرية والكرامة، وتؤكد أن معركة استعادة الدولة مستمرة حتى إسقاط مشروع الحوثي السلالي الذي يحاول إعادة البلاد إلى عصور الظلام والكهنوت.
وتمثل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 واحدة من أهم التحولات التاريخية في اليمن، إذ أنهت حكم الإمامة الكهنوتية الذي استمر قرونًا، وأرست أسس الجمهورية والدولة الحديثة القائمة على مبادئ الحرية والمواطنة والعدالة والمساواة.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ستة عقود على اندلاعها، فإن هذه المبادئ لا تزال موضع صراع بين مشروع الدولة المدنية ومشاريع الاستبداد ذات الطابع السلالي والطائفي.
وتكتسب احتفالات هذا العام أهمية مضاعفة في ظل استمرار الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة عام 2014، ومحاولتها إحياء مشروع الإمامة بصيغة جديدة، بدعم مباشر من إيران.
وفي المقابل، يؤكد اليمنيون أن ثورة سبتمبر ستظل حائط الصدّ الأول أمام هذه المشاريع، وأن معركتهم اليوم لا تقل أهمية عن معركة الأجداد قبل 63 عامًا، وأنهم ماضون في الدفاع عن الجمهورية حتى استعادة الدولة وبناء مستقبل يليق بتضحيات الشهداء والأجيال.