أخبار محلية
تقرير أممي: أكثر من 60% من الأسر اليمنية تعاني عجزا غذائيا خطيرا
أكد برنامج الغذاء العالمي (WFP) أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن ما تزال عند مستويات خطيرة، حيث أظهرت بيانات الرصد أن أكثر من 61% من الأسر لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية خلال شهر سبتمبر/أيلول 2025، في تراجع طفيف لا يتجاوز 1% عن الشهر السابق.
وأشار التقرير الأممي إلى أن الوضع الغذائي في اليمن لا يزال “ينذر بالخطر”، إذ لم يشهد أي تحسن يُذكر مقارنةً بالأشهر الماضية أو بالفترة نفسها من العام الماضي. وبحسب البيانات، فإن 63% من الأسر في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية عانت من انعدام الأمن الغذائي، مقابل 61% في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وأوضح البرنامج أن مؤشرات الحرمان الغذائي الشديد ما تزال مرتفعة للغاية رغم انخفاضها الهامشي من 34% في أغسطس/آب إلى 33% في سبتمبر/أيلول. وذكر أن 28% من الأسر في مناطق الحكومة أبلغت عن حالات جوع تتراوح بين المتوسطة والشديدة، وأن 12% من أفراد تلك الأسر قضوا يوماً كاملاً دون طعام بسبب نقص الغذاء.
أما في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد أفادت 14% من الأسر بأن أحد أفرادها على الأقل اضطر إلى البقاء يوماً كاملاً دون طعام، فيما بلغت النسبة 22% بين الأسر التي تعولها نساء، مقارنةً بـ14% فقط بين الأسر التي يعولها رجال، ما يعكس هشاشة الوضع المعيشي للفئات الأضعف في المجتمع اليمني.
وبيّن التقرير أن جميع المحافظات اليمنية تجاوزت العتبة “العالية جداً” في معدلات الحرمان الغذائي الشديد، حيث سُجّلت أعلى نسب استهلاك غذائي سيئ في محافظات البيضاء، ولحج، وريمة، والضالع، والجوف (بنسب تتراوح بين 43% و48%) ضمن نطاق الحكومة، بينما بلغت أعلى النسب في مناطق الحوثيين بمحافظات البيضاء، وريمة، والجوف، وحجة، وعمران (بين 38% و48%).
وحذّر برنامج الغذاء العالمي من أن توقعات “كتلة التغذية” تشير إلى زيادة تتراوح بين 15% و30% في معدلات سوء التغذية الحاد في المناطق الساحلية والمنخفضة بحلول نهاية العام الجاري، نتيجة استمرار انعدام الأمن الغذائي وتدهور خدمات التغذية وارتفاع معدلات الأمراض، خصوصاً الكوليرا، التي تفاقمت مع الفيضانات وتلوث مصادر المياه.
ويؤكد التقرير أن اليمن يواجه واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، في ظل استمرار الحرب، وتراجع المساعدات الإنسانية، وغياب حلول اقتصادية فعّالة لتخفيف الكارثة الإنسانية المتصاعدة.