أخبار محلية
طفلة يمنية تفارق الحياة جوعاً وتكشف حجم الكارثة الإنسانية في مخيمات النزوح بحجة
فارقت الطفلة أشواق علي حسن مهاب، ذات السبعة أعوام، الحياة في أحد مخيمات النزوح بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، بعدما أنهكها الجوع في مشهد يختصر حجم المأساة الإنسانية التي تعصف باليمن منذ سنوات.
أشواق، التي رحلت بصمت بعد صراع طويل مع سوء التغذية، لم تكن سوى ضحية جديدة لوضع إنساني متدهور توقف خلاله معظم برامج الإغاثة الدولية، بينما يتفاقم الجوع وسط غياب شبه كامل للمساعدات.
تقارير محلية ودولية تؤكد أن الوضع ازداد سوءًا عقب القيود التي فرضتها جماعة الحوثيين على عمل المنظمات الإنسانية، وقيامها باختطاف موظفين إغاثيين، إلى جانب تراجع التمويل الدولي، ما أدى إلى تعليق أنشطة حيوية كانت تمثل شريان حياة لآلاف الأسر.
كارثة صامتة في عبس
مديرية عبس في محافظة حجة باتت اليوم بؤرة أزمة إنسانية مكتومة، إذ تضم مئات المخيمات التي يعيش فيها آلاف النازحين على وقع مجاعة تتسع يوماً بعد آخر.
الصحافي الاستقصائي عيسى الراجحي – وهو من أبناء حجة – حذر من أن “عشرات الأطفال والنساء والرجال ينتظرون الموت بعد أن فقدوا الأمل في وجبة لم تصلهم”، داعيًا إلى تدخل دولي عاجل. ونشر الراجحي صوراً صادمة لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، مؤكداً أن أكثر من 500 مخيم في عبس محرومة من أي دعم إنساني منذ أكثر من خمسة أشهر.
اليمن على حافة المجاعة
الأرقام الصادرة عن منظمات إنسانية ترسم صورة قاتمة. فقد أكدت منظمة أطباء بلا حدود تسجيل نحو 4 آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 في ثلاث محافظات فقط، بينها حجة، مشيرة إلى أن الوضع “يتدهور بشكل مثير للقلق ويهدد حياة عدد لا يحصى من الأطفال”.
أما برنامج الأغذية العالمي فقد حذّر من أن اليمن يعيش ثالث أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم بعد غزة والسودان، مقدّراً أن أكثر من 18 مليون يمني – أي ما يزيد عن نصف السكان – سيواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي بحلول سبتمبر 2025، فيما يواجه 41 ألف شخص خطر المجاعة الفعلية، في أسوأ توقعات منذ عام 2020.
مؤتمر مرتقب للأمن الغذائي
وسط هذه الصورة القاتمة، تجري الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي استعدادات لعقد مؤتمر دولي للأمن الغذائي في اليمن نهاية أكتوبر المقبل في العاصمة السعودية الرياض.
رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، شدد خلال اجتماع تحضيري في عدن على ضرورة تكثيف الجهود الحكومية لاستكمال الترتيبات الفنية واللوجستية، وتقديم وثائق واضحة حول الاحتياجات والمشاريع ذات الأولوية. وأكد على أهمية أن يوفّر المؤتمر منصة لشراكة إنسانية وتنموية طويلة الأمد، تسهم في سد فجوة الأمن الغذائي وتعزيز التدخلات في القطاعات المرتبطة به.
كما ثمّن بن بريك دعم مجلس التعاون الخليجي لعقد المؤتمر واستضافة فعالياته، مشيراً إلى أن “معالجة أزمة الغذاء في اليمن تتطلب مقاربة شاملة، إذ لم يعد بإمكان اليمنيين الانتظار في مواجهة مجاعة تطرق الأبواب يومياً”.