أخبار محلية
الحرب تحوِّل سواحل اليمن إلى منافذ سهلة للتهريب.. حملة أمنية تصادر نصف طن من المخدرات
نجحت خلال الأيام الماضية حملة أمنية وعسكرية مشتركة في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج في إحباط محاولة تهريب شحنة ضخمة من المخدرات، تضم مواد ممنوعة مثل الشبو والهيروين والحشيش، تزن قرابة نصف طن، والقبض على ثلاثة من المهربين المسلحين الذين ينتمون إلى مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة ويُعتقد أنهم يعملون ضمن شبكات تهريب منظمة تديرها مليشيا الحوثي.
وبحسب مصادر أمنية فقد جاءت هذه العملية النوعية بعد عملية تعقب استخباراتي وأمني معقد نفذته وحدات بحرية تابعة للحملة، حيث تمكنت من مباغتة القارب المهرب على مسافة تجاوزت 15 ميلاً بحرياً داخل المياه الإقليمية اليمنية. وبحسب مصادر أمنية، فإن المهربين كانوا يحملون أسلحة رشاشة ورفضوا الانصياع لأوامر البحرية بالتوقف، ما أدى إلى اشتباك استمر لأكثر من ساعة حتى حسمه قناص تابع للحملة برصاصة واحدة صوبها باتجاه أسطوانة غاز على متن القارب، ما تسبب في انفجارها وإثارة حالة من الذعر لدى المهربين، خصوصاً وأن مركبهم كان محملاً بكميات كبيرة من الوقود، ليعلنوا استسلامهم بعدها مباشرة.
وفي تفاصيل الشحنة المضبوطة، أفادت تقارير رسمية صادرة عن فرق مكافحة المخدرات التي تولت عملية الفرز والتحريز، أن القارب الذي يزيد طوله على 12 متراً كان محملاً بـ314 كيلوغراماً من الشبو و108 كيلوغرامات من الحشيش و25 كيلوغراماً من الهيروين، كانت في طريقها إلى باب المندب ومنها إلى وجهات أخرى عبر شبكات تهريب إقليمية على صلة وثيقة بمليشيا الحوثي التي تلجأ إلى تجارة المخدرات لتمويل أنشطتها.
وتأتي هذه العملية بعد عملية أخرى أسفرت عن ضبط قارب محمل بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية قبالة سواحل العارة.
وأوضحت المصادر الأمنية أن هذه النجاحات لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت ثمرة أسابيع من الرصد والمتابعة الدقيقة لشبكات التهريب.
وأشرف مدير عام مكافحة المخدرات بالجمهورية العميد عبدالله لحمدي، برفقة مديري المكافحة في عدن ولحج وفريق فني مختص، على عمليات جرد وتحريز الشحنة المضبوطة تمهيداً لإتلافها وفق الإجراءات القانونية.
وأكد العميد لحمدي أن هذه العملية تمثل علامة فارقة في الحرب على شبكات التهريب العابرة للحدود، بينما دعا المقدم مياس حيدرة مدير مكافحة المخدرات بعدن إلى ضرورة تعزيز قدرات الحملة بالإمكانيات اللازمة، مشيراً إلى أن حجم الشحنة المضبوطة يكشف حجم المخاطر التي تواجه اليمن والمنطقة في ظل استمرار الحوثيين في تمويل حروبهم عبر تجارة السموم.
يُذكر أن الحملة الأمنية المشتركة التي تشكلت منتصف عام 2023 بقيادة العميد حمدي شكري نجحت خلال فترة وجيزة في تأمين شريط ساحلي حساس يمتد لنحو 180 كيلومتراً من رأس عمران حتى باب المندب، بمشاركة خمسة ألوية عسكرية وأمنية، لتسد بذلك الثغور التي ظلت لسنوات طويلة منفذاً للتهريب ومصدر تهديد للمحافظات المحررة ودول الجوار.
وأسفرت عمليات الحملة عن تفكيك عشرات الشبكات، وضبط المئات من المهربين، وتأمين الطرق الرئيسية والفرعية بعد القضاء على نقاط التقطع المسلحة، ما أعاد الحياة الطبيعية والحركة التجارية إلى مناطق كانت لعقود مسرحاً للفوضى والخوف.
ورغم هذه النجاحات الكبيرة، إلا أن القيادات الأمنية شددت على أن الإمكانيات المتاحة ما تزال متواضعة جداً، حيث لا تملك الحملة حتى الآن زوارق بحرية خاصة وتعتمد على قوارب صغيرة يتم استئجارها من الصيادين، الأمر الذي يتطلب دعماً عاجلاً من الحكومة الشرعية والدول الداعمة لليمن لتزويدها بزوارق حديثة ومحطات رادار وأسلحة نوعية ونواظير ليلية تعينها على تنفيذ مهامها بكفاءة عالية.
وكان الرئيس العليمي قد أشاد في وقت سابق بالنجاحات الأمنية للحملة، مؤكداً أن هذه القوات استطاعت تأمين شريط ساحلي بالغ الأهمية تجاوز طوله 180 كيلومتراً، كان لسنوات طويلة مسرحاً لكل أنواع التهريب.
وأوضح العليمي أن السيطرة على هذا الساحل الاستراتيجي تطلب نشر أربعة ألوية عسكرية بدلاً من الدفع بها إلى جبهات أخرى، نظراً للأهمية القصوى لهذه المنطقة في حماية العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات المحررة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تبرهن أن اليمن ما زال بخير مادام فيه رجال بهذه الشجاعة والانضباط.