قيادي حوثي يقتحم صندوق النظافة في إب وسط أزمة تراكم القمامة واتهامات بنهب الإيرادات

تشهد مدينة إب وعدد من مديريات المحافظة تصاعدًا في شكاوى السكان من تكدس أكوام القمامة في الشوارع والأحياء، في ظل تحذيرات من كارثة صحية وبيئية وشيكة. وتزامنًا مع هذه الأزمة، أقدم قيادي بارز في جماعة الحوثي على اقتحام مقر صندوق النظافة والتحسين بالمدينة، في خطوة تكشف عن صراع داخلي على النفوذ والأموال داخل واحدة من أهم المؤسسات الإيرادية بالمحافظة.

وبحسب مصادر محلية، فإن القيادي الحوثي علي النوعة  اقتحم مكتب صندوق النظافة وسط المدينة برفقة مسلحين، بعد تأخر تسليمه مبالغ مالية يحصل عليها شهريًا من الصندوق بطرق غير قانونية. وأفادت المصادر بأن النوعة ومرافقيه عبثوا بمحتويات المكتب وأثاروا حالة من الذعر، قبل أن يطردوا الموظفين ويهددوا بإغلاق المكتب بالأقفال والسلاسل الحديدية إذا تكرر تأخير دفع الأموال.

وأدان مسؤولون في نقابة البلديات بمحافظة إب هذا الاعتداء، واعتبروه تعديًا سافرًا على مؤسسة خدمية حيوية ومخالفة صريحة للقانون، مطالبين بوضع حد لتدخلات القيادات الحوثية النافذة في عمل الصندوق والتحكم في موارده.

وحذر النقابيون وموظفون في الصندوق من تداعيات توقف العمل نتيجة هذه الممارسات، مشيرين إلى أن أي إضراب جديد قد يؤدي إلى أضرار صحية وبيئية تهدد سكان المدينة بأكملها.

ويعرف القيادي النوعة، المكنى بـ”أبو الحسن”، بسجله في اقتحام المكاتب الحكومية والمؤسسات الأهلية وفرض جبايات وإتاوات بالقوة لصالحه الشخصي. وسبق له أن أغلق مقر صندوق النظافة لمدة أسبوع كامل بعد تأخر استلام نصيبه من الإيرادات، كما اقتحم مكاتب حكومية أخرى بينها مكتب الضرائب.

من جانبهم، عبّر موظفون في الصندوق عن استنكارهم لما وصفوه بـ”جريمة الدهم والابتزاز”، مؤكدين أن القضية تتعلق بنهب وتقاسم إيرادات الصندوق على حساب مئات العمال الذين حُرموا لسنوات من مستحقاتهم المالية. وأوضح أحد الموظفين – تحت اسم مستعار “عمار” – أن مجموعة محدودة من القيادات الحوثية، معظمها من خارج المحافظة، تحتكر موارد المؤسسات الإيرادية وتفرض أموالًا إضافية على مختلف الفئات في إب عبر حملات ابتزاز منظمة.

ويفاقم هذا الوضع الميداني تدهور النظافة في المدينة، حيث تتراكم القمامة أمام المحال التجارية والمنازل، في وقت يتهم فيه السكان القيادات الحوثية بإهمال إدارة الصندوق والاستيلاء على إيراداته، بما في ذلك الدعم المقدم من المنظمات الدولية لحملات النظافة. كما يشير الأهالي إلى أن الجماعة تعمدت تعطيل خدمات الصندوق بمصادرة رواتب العمال وإيقاف نفقات تشغيل المعدات، بل وإخضاع العاملين لدورات تعبوية وقتالية على حساب مهامهم الخدمية.

وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف من انفجار أزمة بيئية في المحافظة، في ظل استمرار الصراع على موارد الصندوق، وتنامي الاتهامات للجماعة باستخدام الخدمات العامة كورقة نفوذ مالي وسياسي، على حساب صحة ورفاهية ملايين المواطنين في إب.