أخبار سياسية
التصعيد العسكري للحوثيين في مأرب ولحج وتعز.. هل هو رد على تلويح الشرعية بمعركة حاسمة؟
تصعد ميليشيا الحوثي في جبهات مأرب ولحج وتعز، التي أنهكتها الهدنة الفارغة، بقصف الجيش والمدنيين بالمسيرات والمدافع. ورغم الغارات الأمريكية المستمرة، لا تزال الميليشيا تقدم نفسها كقوة وحيدة تخوض معاركها ضد الجميع وفي جميع الجبهات.
على الضفة الأخرى، أعلن رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، عن عامل حسم، فيما بدا أنه يحاول الاستفادة من الضربات الأمريكية التي تطال مواقع الحوثيين، لكن حتى اللحظة، لا جبهة تحركت، ولا قرار معركة صدر، ولا فاعلية سياسية أو عسكرية في سياق الحسم والنصر المنشود.
تضارب الأجندات والمصالح
يقول الكاتب والمحلل السياسي نبيل البكيري، بأنه بعد ما يقارب أكثر من عامين من تشكل ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، تحوّل المجلس من عامل حل إلى عامل مشكلة في إدارة الأزمة وإدارة السياسة في اليمن.
وأضاف: كان هناك رأس واحد هو الذي يدير المشهد سلبًا وإيجابًا، لكن اليوم نحن أمام ما يقارب ثمانية رؤوس، ولكل رأس توجه ومصالح وإشكاليات وتوجهات واستقطابات، وبالتالي كل هذا أدى إلى تشتت القرار المركزي والقرار السيادي لليمن.
وتابع: هذا بلا شك انعكس على كثير من السياسات، وأوضح مثال هو هذه المرحلة التي تمر بها الأزمة في اليمن، حينما تنقلب المعادلة الدولية وتتحول من حالة المراوحة في التعاطي مع ميليشيا الحوثي إلى محاولة شبه إجماع دولي للخلاص من هذه الميليشيا، لكن نرى أن العامل الأضعف الآن في إدارة هذه الأزمة واستغلال هذه الظرفية السياسية الدولية والإقليمية، هو جانب الحكومة الشرعية.
وأردف: هذا الفشل الذي نراه في الحكومة الشرعية لا يعود إلى قلة الإمكانيات، ولا إلى قلة الخبرة والتجربة، فيما يتعلق بالمعارك، بقدر ما يتعلق بتضارب الأجندات والمصالح.
وزاد: إذا تم تجاوز مسألة تضارب الأجندات والمصالح، أنا باعتقادي أن الشرعية اليمنية وحدها لا تحتاج إلى تحالف دولي، ولا تحتاج إلى أي تدخل أجنبي في القضاء على ميليشيا الحوثي.
وقال: الكارثة والإشكالية الكبيرة الكامنة هي كيف ندير القرار السيادي الوطني؟ وكيف يستطيع مجلس القيادة أن يلملم ذاته ويلملم هذه الإمكانيات اليمنية المتناثرة من الساحل الغربي إلى حضرموت إلى عدن إلى شبوة إلى مأرب إلى تعز إلى ميدي. كل هذه القوى، أنا باعتقادي، لو وجدت وحدة القيادة والسيطرة والإرادة الوطنية الواحدة، قادرة على أن تصنع فارقًا وتسقط هذا الانقلاب وتستعيد الكرامة والسيادة اليمنية.
معركة التحرير والخلاص قادمة
يقول الباحث في التاريخ السياسي والعسكري عنتر الذيفاني: نحن تحدثنا في لقاءات سابقة أن الإخوة في مجلس القيادة الرئاسي، معظم أعضاء المجلس يمتلكون تشكيلات مسلحة وجيوشًا، وأن على كل عضو من أعضاء المجلس أن يتجه إلى جبهة من الجبهات.
وأضاف: اليوم نتحدث ونحن أكثر تفاؤلًا وأملًا بأن المجلس قد التأم، نحن نقول هذا الكلام ونحن على اطلاع بما يدور، واليوم الشرعية أكثر تماسكًا وأكثر التحامًا، ومعركة التحرير والخلاص قادمة.
وتابع: ميليشيا الحوثي تمارس هذه الاعتداءات بشكل مستمر، وقوات الجيش والمقاومة ترصد هذه الاعتداءات، ولا يعني هذا أن الميليشيا هي التي ستفرض الواقع، فمن سيفرض الواقع اليوم هو الجيش والمقاومة في كل جبهات القتال، في عموم اليمن جميعًا.
وأردف: ميليشيا الحوثي تريد من وراء هذه الاعتداءات أن تصوّر أن الضربات الأمريكية والجيش الوطني هم شيء واحد، وتوهم الناس والمغرر بهم من خلال هذا الربط، وأنها ما تزال هي الأقوى، وفي الحقيقة لم تعد هي الأقوى، والبادئ أظلم، وستعض أصبع الندم عليها قريبًا.
وزاد: معركة الخلاص قادمة، ومعركة التحرير قادمة، واليوم التكتل الوطني للأحزاب السياسية يناقش ما بعد الحوثي وكيف يشرك الجميع في إدارة مؤسسات الدولة، ومهما حاول الحوثي أن يربط بين الضربات الأمريكية وبين قوات الشرعية من الجيش الوطني والمقاومة، فهذا إنما يريد أن يوهم الناس به.
وقال: معركتنا معركة يمنية خالصة، ولا علاقة لنا بمعركة ميليشيا الحوثي مع الأميركيين، ولا علاقة لنا بالمعركة مع أحد، فمعركتنا قادمة في الوقت المناسب الذي يحدده العسكريون والقيادة العسكرية نفسها.
وأضاف: بحسب تقديري أن معركة الحسم قريبة، وقريبة جدًا، قد لا يتخيل الحوثي متى هذا القريب جدًا، ونحن في منتهى الجهوزية في 64 جبهة، وسوف تنقض على الحوثي في يوم من الأيام القريبة.