أخبار سياسية
تحذيرات أممية من التصعيد الأخير في مأرب
حذّرت الأمم المتحدة مجدداً من التصعيد الأخير للقتال في مأرب، وما يترتّب عليه من تفاقم للوضع الإنساني الصعب وتضاعف موجة النزوح في المحافظة.
وقال منسق الشؤون الإنسانية لدى اليمن، ديفيد جريسلي، إن الصراع والعنف المستمرين في جميع أنحاء البلاد لا يزالان يؤثران بشدة على السكان الذين هم بأمسّ الحاجة إلى إنهاء القتال، مشدداً على أنه في حال لم تحصل الأمم المتحدة على التعهدات الجديدة في الوقت المحدد، فإن الوضع سيعود إلى ما كان عليه في مارس الماضي، في إشارة إلى إمكانية حدوث مجاعة وشيكة.
ولفت إلى أنه من الأمور الحاسمة في تعافي اليمن تقديم الدّعم لموظفي الخدمة المدنية في البلاد، الذين لم يتلقَّ الكثير رواتبهم منذ عدة أشهر.
يأتي ذلك، فيما حذّرت منظمة "سام" للحقوق والحُريات من تبعات الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على مديرية 'العبدية' جنوبي مأرب، التي يقطنها أكثر من خمسة وثلاثين ألف نسمة.
وأوضحت المنظمة أن المليشيا تمنع دخول الاحتياجات الأساسية للمديرية إلى جانب قصف المزارع والمنازل بشكل غير مبرر، الأمر الذي يشكِّل انتهاكا خطيرا وصارخا لحقوق الإنسان.
وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لرفع الحصار على 'العبدية'، مؤكدةً أن المديرية تتعرّض لأسْوأ كارثة إنســـانية شهدتها محافظة مأرب منذ مدة طويلة.
وبيّنت المنظمة أنها تلقت إفادات من أشخاص داخل 'العبدية' أكدوا فيها تردّي الأوضاع الإنسانية بشكل مقلق، حيث يوجد عشرات المصابين بحاجة إلى إجلاء طبِّي عاجل، خصوصاً بعد نفاد بعض المستلزمات الأساسية من المستوصف الطبّي في المديرية.
وكان وزير الخارجية، أحمد بن مبارك، الأمم قد حثّ الأمم المتحدة والصليب الأحمر على التدخل العاجل لإنقاذ الأُسر المحاصرة في مديرية 'العبدية' جنوبي مأرب.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما مع منسق الشؤون الإنسانية لدى اليمن، ديفيد غريسلي، ورئيسة بعثة الصليب الأحمر، كاترينا ريتز.
وقال بن مبارك إن مليشيا الحوثي تمنع إمدادات الغذاء والدواء والمياه عن السكان المدنيين، وتمنع إجلاء الجرحى، وتستهدف القرى والمساكن بكل أنواع الأسلحة، منتهِكةً بذلك كل قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ودعا الوزيرُ بن مبارك الأممَ المتحدة ووكالاتها المتخصصة إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين، وإنهاء ما وصفه بـالحصار الوحشي، وإدانته كجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
ميدانياً، أفادت مصادر محلية باشتداد المعارك في مديريتي 'العبدية' و'الجوبة'، جنوبي مأرب، إثر هجمات متتالية لمليشيا الحوثي.
وقالت المصادر إن رجال القبائل في 'العبدية' يخوضون معارك استماتة ضد المليشيا، رغم انقطاع الإمدادات العسكرية بشكل تام، وتردّي الأوضاع الإنسانية.
ووفق المصادر، فإن جرحى المعارك لا يتوفّر لديهم سوى وحدة صحية واحدة، تنعدم فيها الإمكانات المطلوبة لإجراء تدخلات جراحية في أوساط المقاتلين أو المدنيين، كما يستحيل نقل الجرحى للعلاج إلى عاصمة المحافظة بسبب الحصار الذي تفرضه المليشيا للأسبوع الثالث.
وناشد بيان لسكان المديرية التحالف التدخل لإنقاذ الجرحى، وإمداد المقاتلين وإغاثة خمسة وثلاثين ألف نسمة.