أخبار سياسية
شركات الشحن العالمية تترقب نتائج محادثات السلام في غزة قبل العودة إلى البحر الأحمر
أفاد موقع "فريت ويڤز" (FreightWaves) الأمريكي المتخصص في شؤون النقل البحري وسلاسل الإمداد، بأن شركات الشحن العالمية لا تزال تتريث في استئناف عبورها عبر البحر الأحمر وقناة السويس، على الرغم من المفاوضات الجارية في مصر بين إسرائيل وحركة "حماس" حول مقترح أمريكي لوقف الحرب في غزة.
وأوضح التقرير أن نحو 90% من بنود الاتفاق المقترح تم التوافق عليها، بحسب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي أشار إلى أن بعض القضايا العالقة — مثل جدول الانسحاب المرحلي وإطلاق الأسرى والمحتجزين — لا تزال محل نقاش.
وأشار الموقع إلى أن الحرب التي اندلعت أواخر عام 2023 تسببت في اضطرابات كبيرة بحركة التجارة البحرية العالمية، وذلك بعدما أجبرت هجمات الحوثيين في اليمن، منذ مطلع عام 2024، شركات الشحن على تغيير مساراتها بعيدًا عن البحر الأحمر، واللجوء إلى طرق أطول وأكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح.
ونقل التقرير عن رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، قوله في 2 أكتوبر الجاري إن إيرادات الهيئة من رسوم عبور الحاويات تراجعت بنسبة تصل إلى 60% خلال الأشهر الأخيرة، وانخفض متوسط عدد السفن العابرة يوميًا من 75 إلى 32 سفينة فقط، منذ بداية حرب غزة.
كما أشار التقرير إلى أن شركات الشحن لم تستأنف عملياتها في البحر الأحمر حتى خلال فترات الهدنة المؤقتة، مثل تلك التي سرت في يناير الماضي، قبل أن تنهار مجددًا في مارس، رغم أن التحويلات عبر طرق بديلة ساهمت في تحقيق أرباح كبيرة للناقلين خلال عام 2024.
وذكر الموقع أن استمرار التوترات الإقليمية، إلى جانب السياسات التجارية للإدارة الأمريكية الحالية التي أثّرت على الطلب في الخطوط الملاحية العابرة للمحيط الهادئ، ساهما في دفع أسعار الشحن نحو أدنى مستوياتها منذ عام 2023.
وفيما يتعلق بالجهود العسكرية، أوضح التقرير أن العمليات البحرية الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر لم تفلح حتى الآن في تحييد خطر الحوثيين، على الرغم من تكثيف الضربات الجوية داخل اليمن. كما تطرّق إلى وقوع خسائر أمريكية تمثلت في سقوط طائرات — بعضها بنيران صديقة، وأخرى نتيجة حوادث أثناء الهبوط أو مناورات طارئة.
وفي عام 2025، صعّد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية، مما أسفر عن إغراق سفينتين على الأقل وسقوط ضحايا في صفوف أطقمها. كما نُفذت هجمات منسقة باستخدام صواريخ، وزوارق مفخخة مسيّرة، وعمليات اقتحام استهدفت سفنًا تجارية تابعة لجنسيات متعددة.
كما رصدت البحرية الملكية البريطانية في 3 أكتوبر استمرار التشويش على أنظمة تحديد المواقع (GPS) في مناطق البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي، ما يزيد من تعقيد بيئة الملاحة في المنطقة.
وفي السياق ذاته، نقل الموقع عن فنسنت كيرك، الرئيس التنفيذي لشركة "إيه. بي. مولر – ميرسك"، تأكيده أن شركات الشحن لن تعود إلى البحر الأحمر حتى بعد وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، ما لم يتحقق استقرار أمني فعلي.
وفي تصريح مماثل، شدد سورين توفت، الرئيس التنفيذي لشركة "إم. إس. سي"، على أهمية التريث وعدم التسرع في استئناف الرحلات البحرية عبر البحر الأحمر قبل التأكد من تحسن الوضع الأمني.
من جهته، صرّح جيريمي نيكسون، الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن نتوورك إكسبريس"، بأن التوترات الجيوسياسية، وفي مقدمتها الهجمات في البحر الأحمر، تفرض ضغوطًا متزايدة على سلاسل الإمداد العالمية، متوقعًا استمرار تحويل مسارات السفن عبر رأس الرجاء الصالح في المستقبل القريب.