أخبار سياسية

كيف يستغل الحوثيون الضربات الأميركية لتعزيز دعايتهم ومواصلة عمليات التجنيد؟

24/04/2025, 07:27:42

مع تصاعد الغارات الجوية الأميركية والعقوبات الاقتصادية على الحوثيين، يحاولون تحويل هذا الضغط إلى أداة دعائية وتحشيدية، مستخدمين الحرب الإعلامية والتعبئة العسكرية لزيادة التجنيد، بحسب محللين.

بعد أربعة أيام من مقتل 80 شخصاً في غارة أميركية استهدفت ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، نشرت الجماعة مقطعاً مصوراً بعنوان “حاضرون للقتال”، تم إنتاجه بتقنيات احترافية، يظهر تدريبات عسكرية مكثفة لعناصر ملثمين يطلقون النار على رموز تمثل الولايات المتحدة، وإسرائيل، وبريطانيا.

ومع اشتداد الحرب في غزة منذ أكتوبر 2023، وضع الحوثيون أنفسهم في خانة “المساند للمقاومة الفلسطينية”، وأعلنوا شن هجمات على إسرائيل وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب.

وهو ما ردّت عليه واشنطن بحملة غارات بدأت في 15 مارس الماضي، وأودت بحياة أكثر من 200 شخص في اليمن، وفق بيانات الحوثيين.

ويرى توماس جونو، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة أوتاوا، أن الحوثيين يستغلون الحملة الأميركية كأداة دعاية لتصوير أنفسهم “كمقاومين” وتعزيز التجنيد، لكنه شكك في مدى فعالية هذه الجهود على المدى البعيد.

في السياق ذاته، تشير تقارير إلى مشاركة آلاف اليمنيين في مسيرات مؤيدة للجماعة، مع تكثيف حملات التجنيد، بما فيها تجنيد الأطفال، وهو ما حذّرت منه منظمة “هيومن رايتس ووتش”، مشيرة إلى أن أعمار بعض المجندين لا تتجاوز 13 عاماً.

وبالتوازي، تواصل قناة “المسيرة” بث مقابلات لجرحى سقطوا في الهجوم على رأس عيسى، يعلنون فيها دعمهم لغزة، في محاولة لتعزيز الخطاب العاطفي للجماعة.

لكن محمد الباشا، الخبير بالشأن اليمني والمقيم في واشنطن، يرى أن استهداف البنية الاقتصادية للحوثيين “يأتي بكلفة بشرية باهظة” وقد يؤدي إلى تصعيد في عمليات التجنيد الحوثية كرد فعل على تلك الضربات.

في المقابل، يؤكد محللون أن الحملة الأميركية ألحقت أضراراً غير مسبوقة بالبنية العسكرية للجماعة، خاصة عبر استهداف مراكز القيادة والاتصالات. ويقول ماجد المذحجي، من مركز صنعاء للدراسات، إن هذه المرة تختلف عن الحملات السابقة، كونها تستهدف “القيادات الحوثية بشكل حثيث”، لكنه يحذر من أن تأثيرها قد يكون مؤقتاً ما لم تُتبع بخطوة برّية أو سياسية.

لم تقتصر الحملة الأميركية على الغارات الجوية، بل اتجهت واشنطن إلى خنق الحوثيين اقتصادياً، عبر استهداف الموانئ الحيوية مثل رأس عيسى وفرض عقوبات مباشرة على المصارف الداعمة للجماعة.

وفرضت الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي عقوبات على بنك اليمن الدولي، ضمن حملة تضييق مالي موجهة للبنوك العاملة في صنعاء، مما دفع العديد منها إلى التفكير في الانتقال إلى عدن، وفقاً للخبير في “معهد رويال يونايتد سيرفيسز” براء شيبان.

شيبان أشار إلى أن “الضرر الاقتصادي أكبر بكثير من أثر الضربات العسكرية”، مضيفاً أن “الناس باتوا مرهقين، والوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته، والجميع يبحث فقط عن نهاية لهذه الدوامة العنيفة”.

وفي ظل استمرار الغارات وتصاعد العقوبات، يبدو أن الحوثيين يستثمرون الوضع لتوسيع خطابهم التعبوي، بينما تواجه البلاد تداعيات إنسانية واقتصادية متفاقمة.

ومع غياب أي مسار سياسي فعّال، تتصاعد المخاوف من أن يتحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، يكون اليمنيون هم الخاسر الأكبر فيها.

أخبار سياسية

أبرز المناطق التي استهدفتها المقاتلات الأمريكية خلال الساعات الماضية

شنّ الطيران الحربي الأميركي، فجر اليوم الخميس، سلسلة غارات جوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثيين شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، وفي محافظة مأرب شمال شرقي البلاد، في تصعيد جديد للحملة العسكرية الأميركية في اليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.