أخبار سياسية
مجلس الأمن.. تصريحات تعكس صراع القوى الدولية بشأن اليمن
قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن التوترات الإقليمية المرتبطة بحرب غزة تؤدي إلى تباطؤ وتيرة جهود السلام، وخاصة مع التصعيد العسكري في البحر الأحمر.
وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي، أعرب غروندبرغ عن قلقه إزاء الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن والهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن وتصنيفهم المتوقع من قبل الولايات المتحدة جماعة إرهابية.
وأعرب المبعوث الأممي إلى اليمن عن تفاؤله بشأن التأكيدات التي تلقاها بأن جميع الأطراف تفضل الطريق إلى السلام.
وطالب بإعادة التركيز على حماية التقدم الذي تم إحرازه نحو التوصل إلى اتفاق، خاصة بعد الالتزامات التي قدمتها الأطراف نهاية العام الماضي.
وقال الوسيط الدولي إن خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة قيد المناقشة، وتمثل مستقبلا بديلا وطريقا نحو التعافي المشترك للشعب اليمني.
من جهته، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن من تفاقم الوضع الإنساني جراء التصعيد في المنطقة والبحر الأحمر على وجه التحديد.
وقالت مديرة مكتب العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لدى اليمن، إن أكثر من نصف سكان اليمن محتاجون للمساعدات وخدمات الحماية.
وتوقعت أن يعاني أكثر من 17 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وفي السياق ذاته، قالت الولايات المتحدة إن الضربات الجوية على اليمن تأتي في إطار حق الدفاع عن النفس وتهدف لوقف الاعتداءات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
واتهم ممثل واشنطن في مجلس الأمن، إيران بدعم أفعال الحوثيين المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتزويدهم بترسانة من الأسلحة لاستخدامها في مهاجمة السفن التجارية.
وكشف ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن عن تأجيل بدء سريان قرار تصنيف جماعة الحوثيين"منظمة إرهابية"، لتفادي التأثيرات الإنسانية المحتملة على المدنيين باليمن.
بدورها، دافعت مندوبة المملكة المتحدة في مجلس الأمن عن الهجمات البريطانية الأمريكية على اليمن قائلة إنها تأتي دفاعا عن النفس.
وقالت المندوبة البريطانية، إن الحوثيين مستمرون بهجماتهم المزعزعة للاستقرار في البحر الأحمر، ما يعطل حرية الملاحة ويهدد بتصعيد إقليمي أكثر.
واعتبرت أن هجمات الحوثي غير مبررة وتهدد بتعميق المعاناة الإنسانية في اليمن.
في المقابل، عبرت الصين عن قلقها من التصعيد المستمر في البحر الأحمر، لا سيما الأعمال العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
واعتبر مندوب الصين في مجلس الأمن، أن هذه الهجمات فاقمت من المخاطر الأمنية في المنطقة وقوضت العملية السياسية اليمنية.
من جهتها، حملت الحكومة مجددا مليشيا الحوثي مسؤولية جر اليمن إلى ساحة صراع دولي لأغراض دعائية وادعاءات مضللة .
جاء ذلك في كلمة أدلى بها السفير عبدالله السعدي أمام مجلس الأمن، أكد فيها على الحق السيادي للحكومة في حماية المياه الإقليمية لليمن.
وقال إن ما تقوم به مليشيا الحوثي من تصعيد في البحر الأحمر سببه استمرار سيطرتها على الموانئ، وتهديداتها لطرق الملاحة الدولية. وشدد على أن تعزيز الأمن والاستقرار في البحر الأحمر وباب المندب، لن يتأتى إلا باستعادة مؤسسات الدولة وبسط سيادتها وسلطاتها على كامل التراب اليمني.
ونوه السعدي بأن بعض سياسات المجتمع الدولي تجاه اليمن ساهمت في بقاء وتعزيز سيطرة المليشيات. داعيا إلى خلق مقاربة واقعية، وضرورة تصحيح السرديات المغلوطة في التعاطي مع الوضع باليمن.