أخبار سياسية
تقرير حقوقي يوثق 21 ألف انتهاك لمليشيا الحوثي بحق الطفولة منذ 10 سنوات
ذكرت منظمتان حقوقيتان أنهما وثقتا أكثر من 21 ألف انتهاك طالت الأطفال بين يناير 2015 ويوليو 2025، على يد مليشيا الحوثي، شملت القتل والإصابة والاختطاف والتجنيد القسري والتشريد والحرمان من التعليم والرعاية الصحية.
وقالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إنها قدمت بالتعاون مع رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة، تقريرًا مفصلًا بعنوان "أطفال اليمن بين القتل والتجنيد" إلى الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في قصر الأمم المتحدة بجنيف، كشفت فيه حجم الانتهاكات المروعة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق الطفولة في اليمن منذ انقلابها المسلح عام 2014.
وأشار تقرير المنظمتين إلى أن 9914 طفلًا سقطوا بين قتيل وجريح خلال هذه الفترة، بينهم 3897 طفلًا قتلوا على يد مليشيا الحوثي، من ضمنهم 276 رضيعًا. كما أصيب 6417 طفلًا بجروح متفاوتة، بينهم مئات تعرضوا لإعاقات دائمة نتيجة الألغام التي زرعتها المليشيا.
وأوضح التقرير أن محافظة تعز تصدرت قائمة الضحايا، تلتها الحديدة ومأرب وعدن ومحافظات أخرى، فيما جندت المليشيات أكثر من 30 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا للقتال في صفوفها، وقتل الآلاف منهم في الجبهات.
وأكدت الشبكة أن الانتهاكات لم تقتصر على القتل والإصابة، بل شملت 598 حالة اعتقال واختطاف بحق أطفال، و51 حالة اغتصاب ارتكبها قياديون ومشرفون حوثيون. كما حُرم نحو 2.5 مليون طفل من حقهم في التعليم بعد تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية أو مراكز إيواء.
وأضاف التقرير أن الانقلاب الحوثي دفع ما يزيد على مليوني طفل إلى سوق العمل، في ظروف قاسية وخالية من أي ضمانات، نتيجة تدهور الوضع المعيشي وانقطاع الرواتب.
وأشار إلى أن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي خلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني 17 مليون طفل من الحاجة للمساعدات الإنسانية، بينهم 400 ألف طفل يعانون من سوء تغذية مهدد للحياة. كما يفتقر 6 ملايين طفل إلى المياه والدواء، ويعيش 7 ملايين طفل تحت خط الجوع.
وأكدت الشبكة اليمنية أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل، وترقى إلى جرائم حرب تستوجب المساءلة.
ودعت المجتمع الدولي إلى إدراج القيادات الحوثية ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، وفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام القضاء الدولي.
وشددت على ضرورة تحرك مجلس الأمن والأمم المتحدة بخطوات فاعلة لحماية الطفولة اليمنية، وتجنيبها ويلات الحرب والانتهاكات المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.