صحيفة عبرية: الحوثيون يوسّعون جرأتهم في البحر الأحمر وسط غياب الردع الدولي

حذّرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية من تصاعد جرأة جماعة الحوثي في البحر الأحمر، عقب تمكنها من تنفيذ هجومين وُصفا بـ«المعقدين» الأسبوع الماضي، استهدفا سفينتين تجاريتين وأسفرا عن غرقهما ومقتل عدد من أفراد طاقميهما، وسط غياب أي تدخل عسكري من القوى البحرية الدولية.

وأشارت الصحيفة في تقرير تحليلي إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران بدوا «أكثر جرأة من أي وقت مضى»، بعدما نفذوا هجمات منسقة على السفينتين «ماجيك سيز» و«إترنيتي سي» اللتين ترفعان علم ليبيريا، في المياه الدولية على بُعد نحو 51 ميلاً بحرياً من السواحل اليمنية.

ووفق التقرير، هاجمت الجماعة أولًا السفينة «ماجيك سيز» باستخدام زوارق صغيرة سريعة وطائرات مسيّرة انتحارية، ما أدى إلى غرقها بعد أن أُنقذ طاقمها المؤلف من 22 فردًا، بينهم عدد كبير من الفلبينيين. وفي اليوم التالي، تكرر المشهد مع السفينة «إترنيتي سي» التي كانت تقل 25 شخصًا بينهم 21 فلبينيًا، حيث قُتل عدد من البحارة وفُقد آخرون، بينما أنقذت سفن مارة نحو عشرة منهم. وظهرت مزاعم باختطاف بعض البحارة من قبل الحوثيين.

ووصفت الصحيفة هذين الهجومين بأنهما «من أكثر عمليات الجماعة تعقيدًا» منذ بدء استهدافها السفن في نوفمبر 2023، مشيرة إلى أن العملية استغرقت أيامًا، وشملت اعتراض السفن، تعطيلها، الصعود على متنها ثم تفجيرها، دون أن تتدخل أي من القوات البحرية الدولية.

ورغم تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي تحت مسمى «حارس الازدهار» لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، إلا أن التقرير تساءل عن سبب عدم تدخل السفن الأميركية أو البريطانية أو الفرنسية وحتى الصينية المنتشرة في المنطقة.

ولفت إلى أن حاملتي الطائرات الأميركيتين «USS Carl Vinson» و«USS Nimitz» رُصدتا مؤخرًا في بحر العرب والمحيط الهندي، وهما قادرتان على الوصول إلى مسرح الهجمات خلال أقل من يوم، إضافة إلى وجود قواعد بحرية وجوية لدول كبرى في جيبوتي القريبة، لكنها لم تُسجل أي استجابة مباشرة لمنع الهجمات أو إنقاذ الضحايا.

وخلص التقرير إلى أن جماعة الحوثي باتت تتصرف بـ«ثقة متزايدة» في ظل ما أسماه «غياب الردع الفوري»، مما يثير مخاوف من توسع عمليات الجماعة مستقبلًا. كما أشار إلى أن الحوثيين استهدفوا أكثر من 70 سفينة منذ بداية حملتهم البحرية، بعضها لا تربطه أي صلة مباشرة بإسرائيل، رغم ادعاءاتهم أن هجماتهم تأتي دعمًا للفلسطينيين في غزة.

وحذّر محللون نقلت عنهم الصحيفة من أن الهجمات الأخيرة تُظهر تطورًا نوعيًا في قدرات الحوثيين على تنفيذ ضربات دقيقة طويلة المدى، مستخدمين تكتيكات منسقة واستخبارات متقدمة، ما يعكس دعمًا خارجيًا متصاعدًا.

ويرى الخبراء أن استمرار مثل هذه العمليات دون رد رادع سيزيد من تهديد الأمن البحري الإقليمي، وقد يؤثر بشكل مباشر على استقرار حركة التجارة الدولية عبر أحد أهم الممرات المائية في العالم.