تقارير

احتجاجات وتحشيد سياسي في حضرموت.. أبعادها ومحركاتها؟

07/08/2025, 11:38:29

تشهد محافظة حضرموت، منذ أيام، احتجاجات متواصلة على خلفية مطالبات بتوفير الخدمات الأساسية، بالتزامن مع تصريحات حكومية تحذّر من استغلال المطالب الحقوقية العادلة لصالح أجندة تخدم ميليشيا الحوثي.

 يأتي ذلك بالتوازي مع حالة من الاصطفاف والتحشيد السياسي الذي يسيطر على حضرموت، كبرى محافظات البلاد من حيث المساحة الجغرافية، والمحافظة النفطية، ضمن صراع يحمل أحيانًا طابعًا هوياتيًا ومناطقيًا، تحركه مشاريع وأجندات إقليمية.

- فراغ في الإدارة

يقول السياسي وعضو مجلس الشورى صلاح باتيس، إن ما يجري في محافظة حضرموت أشبه ما يكون بفراغ في الإدارة المحلية وفي السلطة المحلية، فغياب السلطة المحلية عن الواقع، خاصة أن المحافظ الآن منذ أكثر من سبعة أشهر تقريبًا غير موجود داخل المحافظة، والأداء الضعيف للسلطة المحلية ربما انعكس على وضع الناس في الجانب الخدمي والاقتصادي والسياسي. 

وأضاف: هناك تشتت في الإدارة، حتى إنه عندما خرج الناس من بيوتهم في المظاهرات، ربما لأول مرة أرى مظاهرات عفوية، لا تحمل صورًا لزعماء، ولا أعلامًا، ولا شعارات تخدم أحزابًا سياسية أو مكونات، فقط أخرجهم الحر من انقطاع الكهرباء، والأوضاع المتردية في المحافظة. 

وتابع: لا توجد سلطة محلية تتفاهم معهم، أو حتى تستعين بالعقلاء في هذه المحافظة، التي أعتقد أنها نموذج بوجود العقلاء والمكونات والتنوع السياسي الموجود.

 وأردف: تستطيع السلطة المحلية بتواجدها وحضورها، وتستطيع القيادة السياسية الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، أن تتفاهم مع المكونات السياسية في محافظة حضرموت: حلف قبائل حضرموت، مرجعية قبائل حضرموت، الأحزاب السياسية، مؤتمر حضرموت الجامع، مجلس حضرموت الوطني.

 وزاد: هذه كلها متواجدة على الأرض، ولا يوجد بينها خلاف فيما يتعلق بحضرموت، ربما الخلاف فيما يتعلق بعلاقة حضرموت بالآخر، فالبعض يرى أن حضرموت تستحق الحكم الذاتي كمحافظة، والآخر يقول إقليم في إطار الدولة الاتحادية ومخرجات الحوار، وآخر يقول إقليم في ظل دولة الجنوب، لكن في كل الأحوال، يلتقي الحضارم على هدف واحد، وهو أن تأخذ حضرموت حقها، بحيث تصبح على الأقل محافظة نموذجية في البلد.

- نتيجة الإهمال

يقول الناطق باسم حلف قبائل حضرموت، الكعش السعيدي، إن ما يدور في حضرموت منذ يوليو الماضي هي مطالبات حقوقية، في البداية تبناها حلف قبائل حضرموت، وتُعتبر مطالب حقوقية في حدها الأدنى. 

وأضاف: نتيجة لذلك الإهمال المتعمد من رأس هرم السلطة في مجلس الرئاسة والحكومة، كانت هذه هي النتائج الطبيعية التي حذر منها حلف قبائل حضرموت، ومؤتمر حضرموت الجامع، وكل القوى السياسية في المحافظة، بأن حضرموت تنشد الحياة المدنية، وتنشد الدولة، وتنشد الأمن والاستقرار، وتحذّر من دخول المحافظة إلى ما لا يُحمد عقباه. 

وتابع: هذه الأشياء حذر منها حلف قبائل حضرموت وكل القوى مرارًا وتكرارًا، ولكن لا سامع لصوت الحق، وحضرموت هي الباقية من الوطن، وتحمل اسم الدولة والنظام، وتحافظ على الأمن والاستقرار في الجانب العسكري والأمني والسياسي.

وأردف: حضرموت أُهملت منذ عقود طويلة، وكانت في نظر السلطة والدولة غنيمة، وليس لها حق أن تُدار من أبنائها، أو أن تُحل مشاكلها الداخلية، أو أن ترسم ملامح الدولة. 

وزاد: بهذا الإهمال، وصل الحال بالمواطن إلى ما لا نهاية، حيث أصبح المواطن الحضرمي اليوم لا يقدر على قوت يومه، وفي المقابل هي محافظة تعيش في خيراتها وثرواتها، وتسند الدولة بنسبة 80% من موازنتها، ومع ذلك لم يُذكر جميل هذه المحافظة، لا من الدولة، ولا من مجلس الرئاسة، وإنما أُهملت وتُركت لتُدار من قبل مماحكات سياسية، وتوجهات ومصالح ضيقة لا تخدم الوطن ولا حضرموت بشكل خاص.

تقارير

"كينتاوروس" والردع اليوناني لاستهداف سفنها في البحر الأحمر؟

لم تكن مشاركة اليونان في عملية "أسبيديس" الأوروبية مجرد التزام بروتوكولي بحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل انطلقت بدافع وطني صريح لحماية مصالحها البحرية والتجارية الإستراتيجية، بعد تعرض سفن مملوكة ومُدارة من شركات يونانية لهجمات متكررة من قِبل جماعة الحوثي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.