تقارير
إحصاءات مقلقة.. تحدّيات ومعاناة يعيشها مرضى السرطان في اليمن؟
الرابع من شهر فبراير من كل عام هو اليوم العالمي لمرضى السرطان، الذي يحل على اليمن بإحصاءات تثير القلق، حيث أعلن مسؤول في مكتب الصحة بتعز ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان بنسبة 34 % في المحافظة، خلال العام الماضي، مقارنة بسابقه 2023".
مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، تيسير السامعي، قال: "خلال العام الماضي 2024، تم تسجيل 1626 حالة إصابة بالسرطان في المدينة"؛ الأمر الذي يثير التساؤل حول التحدِّيات والمعاناة التي يعيشها مرضى السرطان في اليمن؟ وما أوضاع المراكز الصحية في البلاد، ودور السلطات الصحية الحكومية؟".
- رقم مفزع
تقول مديرة إدارة الإعلام في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز، امتياز الزبير: "هناك ارتفاع كبير في الإصابة بالسرطان في محافظة تعز في العام 2024، حيث رصدنا في مركز الأمل 1626 حالة إصابة جديدة بالسرطان".
وأضافت: "في العام 2023، كانت حالات الإصابة بالسرطان 1211 حالة، وهو رقم مفزع، أن يرتفع عدد الحالات خلال عام واحد نحو 415 حالة".
وتابعت: "نحن نقول دائما إن هذه الأعداد فقط التي تصل إلى مركز الأمل، ويتم تقييدها وتقديم الخدمات اللازمة لها، لكن هناك أيضا حالات تتوجّه إلى المستشفيات الحكومية، وربّما لا يتم تشخيصها، وتتوفّى دون تشخيص، أو يضطر المريض للسفر إلى صنعاء، أو إلى القاهرة، أو الهند".
وأوضحت: "قد يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، ومحافظة تعز محافظه كبيرة، وعدد سكانها كبير، ولا نستطيع أن نقول إن هذه الحالات فقط التي أصيبت بالسرطان".
وأردفت: "نحن في مركز الأمل بتعز نستقبل حالات من عدة محافظات، ليس فقط من محافظة تعز، نستقبل من جميع المحافظات، لكن مركز الأمل هو يتوسط أربع محافظات، ويقدم خدماته لهذه المحافظات، وتعتبر
محافظة تعز نموذجا".
وزادت: "إذا قلنا إن محافظة تعز هي الأكثر سكانا، فبالتالي هي نموذج للارتفاع على مستوى اليمن، وليس لدينا إحصاءات واضحة على مستوى اليمن؛ بسبب غياب دور الحكومة، والصراع الحاصل في البلاد، ولكن بالتأكيد أن الحالات تزيد إلى الأمام، خاصة في ظل غياب البيئة الصحية، والواعي، وانتشار الأمراض والحروب".
وقالت: "كل هذه الأشياء تجعل من المؤكد أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد مرضى السرطان".
- مؤشر خطير
يقول مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، تيسير السامعي: "ربما لا تكون هذه الإحصاءات الحقيقية؛ لأن هناك كثيرا من الأمراض لا يسجلون، أو لا يتم تسجيلهم؛ لأنهم قد يسافرون إلى الخارج، أو أنهم يتلقون علاجهم في مستشفيات خاصة".
وأضاف: "العدد قد يكون أكبر بكثير، والزيادة في أعداد الحالات، التي تم تسجيلها، مخيفة، فأن يرتفع مؤشر الإصابة بين 2023 و2024 قرابة 34%، فهذا يعتبر مؤشرا خطيرا جدا".
وتابع: "من خلال الإحصاءات في مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية، وجدنا أن المركز يستقبل متوسط 135 حالة شهريا، وهذا يعتبر ضغطا كبيرا جدا على المركز".
وأردف: "الطاقة الاستيعابية للمركز لم تعد قادرة على استقبال هذه الأعداد الكبيرة من المرضى، لذا نحن اليوم بحاجة إلى مركز أكبر، أو ربما مستشفى متكامل لعلاج هؤلاء المرضى".
وأشار إلى أن "الجهات الصحية لا تستطيع بإمكانياتها توفير أدنى خدمات لهؤلاء المرضى، ومن يقوم بعلاج مرضى السرطان هي المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، وهي مؤسسة مجتمع مدني، ومع ذلك تقوم بدور الدولة للأسف الشديد:.
وقال: "أنا -كمسؤول الإعلام في مكتب الصحة- أقول إن ضعف الإمكانيات ليس تقصيرا من الدولة، لا يوجد أي تقصير، ولكن الإمكانيات شحيحة جدا، لا يوجد إمكانيات، نحن نشتغل بإمكانيات متدنية جدا، ونقدم ما نستطيع تقديمه حسب الإمكانيات المتاحة".