تقارير

استهداف النازحين في مأرب.. تصعيد حوثي يهدد بكارثة إنسانية

02/03/2021, 09:15:31
المصدر : قناة بلقيس

مأرب أكثر المدن اليمنية استقطابا للنازحين الهاربين من قبضة المليشيا الحوثية، يقطنها أكثر من مليونين و700 ألف مدني، باتت اليوم هدفا سهلا للمليشيا.

هذه المحافظة باتت اليوم عُرضة لعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية والطيران المسيّر، ليعيش المدنيون حياة تحت خطر الموت، بسبب تعمّد مليشيا الحوثي قصف تجمعاتهم.

لم تنجح التحذيرات والتنبيهات الأممية والدولية من مخاطر هذه الكارثة الإنسانية، بل فشلت في وقف تصعيد مليشيا الحوثي.

المليشيا حوّلت بعض المخيمات إلى دروع بشرية، وفرضت عليها حصارا مطبقا، كما قامت بزرع ألغام وعبوات ناسفة في محيط وطرق بعضها، في 'صرواح' وغيرها.

حرب على النازحين

وعن أوضاع النازحين في محافظة مأرب، يوضح مدير 'وحدة النازحين' في مأرب، سيف مثنى، أن "المحافظة تحتضن أكثر من مليونين و100 ألف نازح، نزحوا من المحافظات الأخرى".

وأضاف مثنى، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "المحافظة استقبلت مؤخرا أكثر من 14 ألف نازح، نزحوا من مخيمات 'الزور' و'الصوابين' ومخيم 'مستشفى الزور' و'ذنة' بصرواح، ومن أطراف مديرية 'بني ضبيان'، إلى أماكن آمنة في مديرية 'الجوبة' و'المدينة' و'الوادي'، بسبب انتهاكات مليشيا الحوثي".

ويفيد أن "الحرب الدائرة والقصف العشوائي من قِبل مليشيا الحوثي على محافظة مأرب هي حرب -بالدرجة الأولى- على النازحين والمدنيين، كون المحافظة وكل مديرياتها تعج بالنازحين".

مثنى دعا الوكالات الدولية، وتحديدا الوكالات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، إلى القيام بواجبها تجاه النازحين في مخيمات النزوح في محافظة مأرب، والعمل على وقف القصف العشوائي الذي يهدد النازحين بالدرجة الأولى.

ويشير إلى أن "التدخلات الإنسانية من قِبل الوكالات الدولية تجاه النازحين ضئيلة جدا، مقارنة مع نسبة النزوح، وخاصة النازحين الجدد ونازحي بداية العام".

ويلفت إلى أن "مليشيا الحوثي ما تزال تتحكم بالمنظمات الدولية، كون مكاتبها الرئيسية لا تزال في صنعاء، وبالتالي ذلك ينعكس سلبا على حصة نازحي مأرب من المنح التي تقدّمها الدول المانحة". 

ويشدد مثنى في الأثناء على ضرورة أن يكون هناك مركز إنساني مستقل في مأرب، أو أن يكون هناك مركز إنساني تابع للسلطة الشرعية في عدن أو حضرموت، "بدلا أن يظل الأمر مرتبطا  بصنعاء". 

ويلفت إلى تواجد 143 مخيما في مأرب، "أبرز تلك المخيمات هو مخيم 'الجفينة'، الذي يضم أكثر من 70 ألف نازح، ويعتبر أكبر مخيم على مستوى الجمهورية".

وتحدث مثنى أن "النزوح الجديد إلى المناطق الآمنة في مأرب جراء تصاعد الحرب في عدد من مناطق المحافظة أحدث فجوة في مجال المياه والإصحاح البيئي، وفي مجال الغذاء والإيواء".

ذروة الأزمة الإنسانية

من جهتها، قالت الباحثة في منظمة 'هيومن رايتس ووتش'، أفراح ناصر، إن "ما نشهده اليوم في مأرب يعتبر ذروة الأزمة الإنسانية في اليمن".

وتضيف: "هناك كارثة إنسانية واضحة للجميع في اليمن، ومأرب تعتبر الفصل الجديد في الكارثة الإنسانية الموجودة في البلاد".

وعن سر صمت المجتمع الدولي إزاء هجمات الحوثيين على مأرب، تفيد ناصر أن "المسألة متشعّبة ومتداخلة، ولا يمكن فصل قضية مأرب عن القضية اليمنية بشكل عام".

وترى ناصر أن "الضغط لوقف الهجمات على مأرب لا ينبغي أن يكون مجرد خطابات واستنكارات، بل لا بد أن يكون هناك ضغط سياسي ودبلوماسي".

وتدعو ناصر إلى حماية المدنيين بكل الطرق، وأن تستخدم كل الطرق الدبلوماسية والسياسية لإيجاد حل لإيقاف المأساة الإنسانية في اليمن.

وتفيد أن "الوضع في اليمن تفاقم بشكل كبير، بسبب الأعمال الإجرامية من قِبل أطراف النزاع"، مضيفة أن "اليمن تشهد أسوأ كارثة إنسانية من صُنع الإنسان".

وتشير إلى أن "مليشيا الحوثي تعرقل وصول المساعدات إلى مستحقيها، وتستخدمها لصالح مجهودها الحربي، كما جاء في تقرير صادر عن منظمة الغذاء العالمي".

وتوضح أن "الكارثة الإنسانية في اليمن لها عوامل كبيرة وكثيرة، من سببها أنها أزمة إنسانية من صنع الإنسان".

وتفيد أن "الحرب في اليمن خلقت منظومة، بحيث أتاحت لأطراف النزاع استغلال الوضع الإنساني والتربح منه".

بدورها، قالت الإعلامية والناشطة المجتمعية، يسرى بيرق، إن "النازحين في محافظة مأرب يعيشون وضعا إنسانيا مزريا، ويعانون نقصا حادا في الاحتياجات الأساسية لهم".

وتضيف أن "المواجهات العسكرية، خصوصا التي تصاعدت خلال الأسابيع الماضية، زادت من معاناة النازحين، ودفعت بهم إلى النزوح مرة أخرى إلى أماكن بديلة وآمنة".

وتتابع: "اشتداد المعارك في صرواح دفعت بمئات الأسر، من التي تقطن في مخيمات النزوح، إلى الفرار بعد أن أصبحت المخيمات التي يقطنون فيها عرضة للقصف الصاروخي والنيران والاشتباكات".

وتشير إلى أن "مليشيا الحوثي تلجأ إلى استهداف مخيمات النازحين كلما تكبّدت خسائر على أرض المعركة، كنوع من الانتقام.ث".

ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء مليشيا الحوثي تصعيدها نحو محافظة مأرب واستهداف مخيمات النازحين، ترى بيرق أن "ردود الأفعال من قِبل المنظمات المحلية والدولية إزاء هذه الأعمال ما زالت ضعيفة".

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

تقارير

ما مستقبل الأزمة اليمنية بعد 10 أعوام من محاولة جلب الحل السياسي الشامل؟

الأمم المتحدة، وعبر مبعوثيها المرسلين إلى اليمن، لم تستطع، حتى الآن، إيجاد خريطة طريق للحل، ووقف إطلاق النار، وجعل مسار المفاوضات ممكنا، وسط تقارير تشير إلى تخاذلها وغض الطرف عن تصرفات مليشيا الحوثي العابثة منذ سنوات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.