تقارير

الأمم المتحدة تحذر: تصاعد النزاع في اليمن يعمّق معاناة النساء والفتيات ويتطلب استجابة فورية

12/06/2025, 18:21:10

ذكرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير حديث صادر عنها أن تصاعد النزاع في اليمن منذ أواخر عام 2024 فاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة في البلاد، حيث خلّف آثارًا مدمرة على النساء والفتيات بشكل خاص.

وأوضح التقرير أنه خلال الأشهر الماضية، تسببت الهجمات العنيفة التي شهدتها مناطق متعددة في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتهجير آلاف الأسر، إضافة إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، في مقدمتها ميناء الحديدة ومطار صنعاء اللذان تعرضا لهجمات مباشرة في مايو، مما أدى إلى قطع طرق الإمداد الحيوية ووقف إيصال الغذاء والوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية.

شلل شبه كامل

وأشار التقرير إلى أن العمليات الإنسانية في اليمن أصيبت بحالة من الشلل شبه الكامل، حيث تم إغلاق العديد من المرافق الصحية وتوقف توزيع المواد الغذائية وتعطلت خدمات الطوارئ، خاصة في المناطق القريبة من خطوط التماس.

ووفق التقرير فانه خلال الفترة بين يناير ومايو 2025، أُجبر أكثر من ستة آلاف شخص على النزوح من ديارهم، فيما أشارت التقارير إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء ينتمون إلى أسر تعيلها نساء، وهو ما يفاقم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها النساء النازحات. وتتعرض النساء في هذه الظروف القاسية لفقدان مصادر الدخل وغياب الحماية، كما تضطر بعضهن إلى اللجوء لآليات تكيف سلبية تزيد من تعرضهن للعنف والانتهاكات.

صعوبات متزايدة

وأوضح التقرير، أنه تم إغلاق العديد من المرافق الصحية، وتوقفت برامج توزيع الغذاء، وتعطلت خدمات الطوارئ، لا سيما في مناطق خطوط التماس. وتواجه نحو 9.6 مليون امرأة وفتاة في اليمن صعوبات متزايدة في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية للأمهات، والمياه النظيفة، والدعم النفسي والاجتماعي.

وأشار التقرير إلى أن تدمير المرافق الصحية وخزان مياه رئيسي حرم أكثر من 400 امرأة حامل ومرضعة و9,600 طفل من خدمات الرعاية الصحية. كما تم تسجيل نزوح أكثر من 6,000 شخص بين يناير ومايو 2025، 26% منهم من أسر تعيلها نساء، مما يفاقم معاناة أكثر من 2.3 مليون امرأة نازحة تعيش بالفعل في ظروف صعبة في أنحاء البلاد.

ولفت تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى ان النساء والفتيات يواجهن تحديات متزايدة في الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية للأمهات والمياه النظيفة والدعم النفسي والاجتماعي، في ظل أوضاع تتفاقم يومًا بعد يوم. كما أدى تدمير المرافق الصحية وخزان مياه رئيسي إلى حرمان مئات النساء الحوامل والمرضعات وآلاف الأطفال من الرعاية الصحية المنقذة للحياة.

نافذة ضيقة

ورغم تعقيد المشهد الميداني، أشار التقرير إلى أن التهدئة الهشة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في صنعاء تفتح نافذة ضيقة لكنها حاسمة لإعادة إطلاق الاستجابة الإنسانية وتوسيع نطاق المساعدات التي تراعي احتياجات النساء والفتيات. وشدد التقرير على ضرورة انتهاز هذه الفرصة بشكل عاجل لتكثيف الجهود الإنسانية والبدء في استعادة الخدمات الأساسية للسكان المتضررين من النزاع.

توصيات

وفي هذا السياق، دعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقريرها، إلى توسيع نطاق خدمات الحماية المخصصة للنساء والفتيات، مع ضمان الوصول الآمن إلى خدمات التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي في مواقع النزوح والمناطق الأكثر تضرراً، خصوصاً في الأماكن التي تدفع النساء والفتيات إلى تبني خيارات خطيرة للبقاء. كما شدد التقرير على أهمية استمرارية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والخدمات القانونية للناجيات من العنف، وخاصة في المناطق التي شهدت تراجعاً في حجم المساعدات أو دماراً في البنية التحتية.

كما حذرت الهيئة من ارتفاع مخاطر زواج الأطفال في مواقع النزوح التي تشهد ضعفاً في آليات الحماية، مشيرة إلى ضرورة تنفيذ حملات وقائية مستعجلة تستهدف الأسر ومقدمي الرعاية لزيادة الوعي حول مخاطر الزواج المبكر باعتباره من أخطر استراتيجيات التكيف التي تلجأ إليها العائلات في أوقات الأزمات. وأكد التقرير ضرورة توفير بدائل تعليمية آمنة للفتيات النازحات اللاتي انقطعن عن الدراسة بسبب النزاع، مع تقديم برامج دعم نفسي لمساعدتهن على تجاوز آثار الحرب.

ملاجئ طارئة آمنة

ودعت الهيئة في تقريرها إلى الإسراع في توفير ملاجئ طارئة آمنة ومناسبة للنساء والفتيات في مخيمات النزوح، بما يضمن احترام الخصوصية ويقدم خدمات حماية فعالة تراعي أوضاعهن. كما أشار إلى أهمية إعادة تأهيل مرافق الأمومة والصحة الإنجابية في المناطق المتضررة من القصف وتوسيع نطاقها، بما يضمن حصول النساء والفتيات النازحات على الرعاية الصحية الضرورية.

وأكد التقرير أهمية استئناف الخدمات المتعلقة بتوفير الوثائق الثبوتية، لمساعدة الأسر النازحة والأسر التي تعيلها نساء على التسجيل للاستفادة من المساعدات الإنسانية، كما أوصى التقرير بضرورة نشر فرق طبية ونفسية متنقلة لتقديم الدعم في مواقع النزوح والمناطق المحرومة من الخدمات، مع التركيز على علاج آثار الصدمات النفسية وتقديم رعاية صحية متكاملة للأمهات والفتيات.

وشدد التقرير على أهمية تسريع عمليات إصلاح البنية التحتية المتضررة مثل شبكات المياه والكهرباء، بهدف تسهيل وصول المجتمعات النازحة إلى الخدمات الأساسية والحد من مخاطر الحماية التي تنتج عن انعدام هذه الخدمات. وأكدت الأمم المتحدة ضرورة تنفيذ تدخلات مجتمعية واسعة النطاق لمعالجة الآثار النفسية التي تعاني منها النساء والفتيات جراء الصدمات، خاصة تلك المرتبطة بالخوف والاكتئاب والضغوط النفسية الحادة.

من جانب آخر، دعا التقرير إلى تحسين فرص وصول المساعدات الإنسانية وتعزيز الأمن الغذائي للنساء النازحات، من خلال إزالة العوائق المرتبطة بانعدام الوثائق ودمار أنظمة التوزيع المحلية، مع ضرورة إنشاء برامج مستدامة لدعم سبل العيش مثل برامج النقد مقابل العمل والتدريب المهني والمشروعات الصغيرة التي تستهدف النساء المتضررات.

وأكد التقرير، على أهمية استئناف إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق التي تعطلت فيها الممرات الإغاثية بفعل تصاعد القتال، مع التركيز على المواقع التي تضررت بشكل بالغ وتواجه النساء فيها صعوبات شديدة في الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى.

واختتم التقرير بالتأكيد على ضرورة توثيق وتحليل آثار النزاع على المدنيين، مع إيلاء اهتمام خاص للمعاناة التي تواجهها النساء والفتيات، بهدف تحسين التخطيط الإنساني وتوجيه الاستجابة بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية على الأرض.

تقارير

لماذا تُضخم واشنطن من قدرات الحوثيين؟

يواصل مسؤولون أمريكيون التهويل غير المسبوق لمليشيا الحوثيين وتسويقها بشكل مثير للسخرية، لم يقتصر على وصف المواجهات معها في البحر الأحمر بأنها "أعقد وأشد اشتباك بحري منذ الحرب العالمية الثانية"، بل وصل الأمر إلى الزعم بأن تلك التجربة "تُدرَس بعناية" ضمن تحضيرات الجيش الأمريكي لاحتمالات المواجهة مع الصين، في ربط غير منطقي بين مليشيا جبلية فوضوية والصين بوصفها القوة النووية والعسكرية والاقتصادية الصاعدة التي تشكل التحدي الأكبر للهيمنة الأمريكية في العالم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.