تقارير
التقدّم في حيس ومقبنة.. خطة استراتيجية أم تغطية على انسحابات الحديدة؟
تمكنت القوات المشتركة المدعومة اماراتيا من التقدم غرب تعز وتحرير 7 قرى جديدة في مديرية 'مقبنة'، في سياق استمرار العملية العسكرية الأخيرة، التي تمكّنت فيها هذه القوات من تحرير عدّة مناطق هامة في مديرية 'حيس'، جنوب الحديدة.
هذا التقدّم يعد أبرز تقدّم ميداني لهذه القوات، خصوصا في محافظة الحديدة منذ نحو ثلاث سنوات، فيما يراه الشارع اليمني وجها جديدا لمتغيّرات قد تحدِث حلاً ولو لوقت قصير لأزمة طالت سنوات.
لم يُعرف بعد ما إذا كانت هذه التطوّرات تأتي ضمن استراتيجية محددة، تهدف إلى دحر الحوثيين من مدن مهمّة باتجاه إب وريف تعز، أم أنها جاءت للتغطية على انسحابات الحديدة، وستتوقف عند هذا الحد.
تفاؤل ومقارنات
وفي السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة، فيصل الحذيفي: "إن هناك تفائلا مرتفعا لدى العامة بالتقدّم في بعض مناطق الحديدة وغرب تعز، ولكن الوضع مختلف على المسرح العسكري، وكذلك في من يخطط".
وأضاف الحذيفي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "هناك مقارنات غير مُمكنة بين التقدّم الذي تحرزه القوات المشتركة اليوم في حيس ومقبنة، وبين عملية انسحاب هذه القوات من عمق مدينة الحديدة".
ويستدرك حديثه: "المزاج الشعبي يشعر بالتفاؤل تجاه ما تحققه القوات المشتركة، لأنه أصبح كالغريق الذي يبحث عن قشة كي يتعلق بها".
ويوضح أنه "لا يوجد هناك موازنة أبدا بين السيطرة على الساحل ومدينة الحديدة ومينائها أو ميناء الصليف ورأس عيسي، وبين السيطرة على قفار وجبال وبراري، كما يحدث حاليا".
ويتابع: "الانسحابات التي تمّت من الحديدة قد تكون القراءة الصحيحة لها بأنها استراتيجية عسكرية صائبة، لكن الأصل أن التحرير كان يجب أن يبدأ أولا للمناطق الداخلية والخط الرسمي، وليس للشريط الساحلي فقط، كما فعلوا سابقا".
ويستغرب الحذيفي من عدم تفكير هذه القوات -منذ أربع سنوات- بهذه الاستراتيجية، "كون تحرير المناطق الداخلية للحديدة يؤمّن الساحل".
ويستبعد الحذيفي أن يكون الانسحاب من الحديدة، وكثير من مناطق الساحل، أتى من الاندفاع باتجاه 'حيس' وغيرها، لحماية 'الخوخة' و'المخا'.
وبشأن التوقّع لهذه المعارك، والمدى الذي يمكن أن تصله مستقبلاً، يقول الحذيفي: "إن هذه المعارك يمكن تقديرها بنتائجها، وليس بمساراتها الحالية".
ويزيد: "الأيام القادمة كفيلة بتصديق التوقّعات أو تكذيبها، كون ما نراه الآن من تقدّمات لم يزل مجرد فقاعة فقط".
إنجاز كبير
من جهته، يقول المحلل العسكري، علي الذهب: "إن التحالف صوّر ما جرى من انسحاب على أنه إعادة تموضع، أو التحرر من قيود اتفاق ستوكهولم، لاسيما إذا دخلت المعارك في مناطق إب وشرعب وما جاورها".
ويستدرك القول: "لكن هناك قراءة أخرى تقول إن هذه القوات تحرّكت وفق تفاهمات غير معلنة".
ويرى الذهب أنه "يمكن أن تحقق هذه العمليات هدفها إذا ما تقدّمت هذه القوات نحو الجراحي، ووصلت إلى باجل، واستطاعت كذلك عزل محافظة الحديدة عن محافظة إب أيضا".
ويوضح الذهب أن "التقدّمات، التي أحرزتها القوات المشتركة مؤخرا في شرق الحديدة وغرب تعز، تعتبر إنجازا كبيرا، كون هذه المناطق تعد مؤخرة وإمدادا للحوثيين في كل من الحديدة وتعز".
ويضيف أن "السيطرة على هذه المناطق وتأمينها يعني قطع طرق الإمداد على الحوثيين، كما تسهل التمدد على مناطق جديدة باتجاه مذيخرة والعدين، وغيرها من محافظة إب".