تقارير
الثلاثون من نوفمبر.. يوم تحقيق الحلم
بعد سنوات من الكفاح المسلح والحراك السياسي، الذي قادته قوى وطنية واجتماعية مختلفة، تحقق الحلم برحيل آخر جندي بريطاني من عدن، وذلك في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
اليوم تتجدد المخاوف بشأن محاولات إحياء مشاريع الهيمنة الخارجية، وجاءت هذه المرة تحت غطاء التحالفات الإقليمية؛ متمثلة بالتحالف السعودي - الإماراتي من طرف، والتدخل الإيراني من طرف آخر عبر أدواته (مليشيا الحوثي).
بعد أكثر من نصف قرن على الاستقلال، بدت مشاريع الهيمنة الخارجية تطل برأسها، إذ تتسابق الرياض وأبوظبي على شرق وجنوب البلاد، حيث تسعى الإمارات إلى السيطرة على الموانئ والجُزر اليمنية؛ أبرزها جزيرتا سقطرى وميون وبناء قواعد عسكرية لها، بالإضافة إلى دعم كيانات مسلحة تعمل على تقويض الوحدة اليمنية، فيما السعودية تعزز نفوذها شرق البلاد.
أما الطرف الإيراني فإنه يواصل دعم أدواته مليشيا الحوثي، التي انقلبت على الدولة، وسيطرت على مؤسساتها، ونهبت المال العام والخاص، وتاجرت بقُوت المواطنين، واتجهت نحو عسكرة البحر الأحمر، الذي بات اليوم يشهد أكبر تواجد عسكري للقوات الغربية على مر التاريخ، وتمارس المليشيا دورها العسكري ضمن ما يسمى "محور المقاومة" الإيراني.
"تعود ذكرى الاستقلال في وقت نشعر فيه أن سيادة بلادنا تتعرض للتهديد من جديد.. نرفض كل أشكال التشطير والاحتلال، ونطالب باستعادة الدولة، ووحدة واستقلال القرار اليمني"، يقول المواطنون، فيما عدد من الساسة يتوارون خلف أجندات خارجية.
بين الأمس واليوم، يظل الثلاثون من نوفمبر شاهداً على نضال اليمنيين من أجل الحرية والكرامة، وأنهم في مسار ثوري لا يتوقف، ويبقى الأمل معقوداً على التكاتف الشعبي والقوى الوطنية والجيش لاستعادة الدولة، والتصدي لمشاريع التشطير والهيمنة الخارجية.