تقارير
مستقبل التعليم مجهولاً في اليمن.. لماذا تواصل الحكومة تجاهل معاناة المعلمين؟
في اليمن معلمون يتمنون توفير أبسط حقوقهم المشروعة خاصة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والأساسية، وسط دعوات للحكومة الشرعية بحل الأوضاع.
إضراب واحتجاجات في مشهد يعكس حالة عجز المعلم، عن العطاء أكثر، دون أن يجد فرصة لكسب لقمة عيشه. مطالبه واضحة وهي حقوق مكفولة بالدستور والقانون؛ صرف الرواتب المنقطعة، والعلاوات العالقة والمتأخرة، لآلاف المعلمين والعاملين في السلك التعليمي، في عدد من المحافظات اليمنية.
يبدو حال المعلم، اليوم، في أسوأ صورة متخيلة، سواء في المحافظات اليمنية المحررة أو الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، ما يجعل مستقبل التعليم مجهولا لمئات، الأجيال اليمنية القادمة.
احتجاجات للمعلمين في تعز والمهرة وعدن وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة، أما المناطق الخاضعة للحوثيين فإن المعلم فيها، لا يجد راتبه منذ أكثر من 7 سنوات، ولا يجد حقه حتى في الاحتجاج أو الإضراب أو المطالبة بحقه، لأن مصيره سيكون السجن والتعذيب.
توفير لقمة العيش
يقول أمين عام نقابة المعلمين بتعز، عبد الرحمن المقطري، إن المعلمين لا يريدون أكثر من سد حاجاتهم الضرورية فالمرتبات لم تعد تفي باحتياجات المعلمين وأسرهم.
وأضاف: المعلمون يطالبون اليوم أولا بصرف المرتبات ثم زيادة المرتبات، لأن المرتبات لم تصرف لشهرين نوفمبر وديسمبر وهذه المرتبات لا تكفي، فهناك غلاء في المعيشة بشكل مرتفع ومستمر، وانخفاض للقيمة الشرائية للريال، لذا كان لابد للمعلمين أن يخرجوا عن هذا الصمت.
وتابع: المعلم اليوم يطالب بتوفير لقمة عيشه واحتياجاته نقول بالحد الأدنى، ناهيك عن أن المرتب الآن لا يفي بقيمة إيجار السكن.
وأردف: عمل المعلمون أكثر من عمليه احتجاجية منها المسيرات والوقفات الاحتجاجية، وأيضا نحن الآن في طور وضع الشارات الحمراء في محافظه تعز، خلال هذا الأسبوع، وإذا لم يصرف الراتب إلى نهاية يوم الخميس، سنعلن الإضراب الشامل حتى تصرف المرتبات.
وعود كاذبة وخذلان
يقول الإعلامي والتربوي من عدن، برهان مانع، ما يقارب أكثر من ست سنوات عجاف خاضتها النقابات أكثر من إضراب ولم تحصل إلا على وعود كاذبة، تم خلالها خذلان للمعلمين والمعلمات، واستمر وضع المعلمين من سيء إلى أسوأ، واصبح اليوم المعلم يستلم راتب أقل من 50 دولار.
وأضاف: راتب المعلم لا يغطي احتياجاته ومتطلباته الأسرية، لمدة أسبوع، ومطالب المعلمين اليوم في محافظة عدن ليست الراتب المنقطع الذي لن يسقط بالتقادم، يطالبون بهيكلية الأجور بما يتناسب مع الغلاء الذي نعيشه اليوم، نتيجة ارتفاع صرف العملة.
وتابع: المعلمون يطالبون أيضا بصرف العلاوات وطبيعة العمل والتأمين الصحي، الغائبة منذ سنوات، وهناك أصوات ووقفات احتجاجية، أمام السلطة المحلية وقريبا ستكون هناك وقفة للاتحاد العام للنقابات، أمام مبنى مفوضية الأمم المتحدة، من أجل أن يرى العالم كله معاناة المعلمين والمعلمات من أبناء عدن والقطاع العمالي بشكل عام.