تقارير

الحرب أو السلام.. ما خيارات الشرعية تجاه مليشيا الحوثي؟

21/12/2024, 09:20:25

منذ أسابيع تشهد الرياض اجتماعات متواصلة، طرفها الأول مسؤولو الشرعية، وخصوصا رئيس وأعضاء مجلس القيادة، على الطرف الآخر مسؤولون من كل الدول ذات العلاقة بالأزمة اليمنية.

تأتي هذه الاجتماعات المتواصلة في حين يتصاعد الحديث عن تطورات خاصة بالملف اليمني، ولكن وجهتها لا تزال حتى اللحظة غير واضحة المعالم.

هناك من يراها تحضيرات لعملية عسكرية واسعة ضد مليشيا الحوثي بوصفها آخر أذرع إيران في المنطقة بعد هزيمة حزب الله وسقوط نظام الأسد، فيما يرى آخرون أن الأمر لا يخرج عن البحث عن صيغة أفضل لحل سياسي.

- توحيد القوات العسكرية

يقول مدير المرصد الإعلامي اليمني رماح الجبري: "بلا شك أن اليمن لن تكون بعيدة عن الصراع في المنطقة، أو التحركات أو التغيرات التي حدثت في المنطقة، سواء في سوريا أو لبنان، واتصالها باليمن بشكل كبير".

وأضاف: "هذا كان له ارتداد كبير بالنسبه لليمن، وحالة من الحماس والتفاؤل لدى الشعب اليمني".

وأشار إلى أن "هناك متغيرات بالنسبة للساحة اليمنية، وحالة من التفاؤل والحماس لدى الكثير من المتحمسين لتنفيذ سيناريو مشابه لما حدث في سوريا في اليمن؛ للخلاص من المليشيا الحوثية".

وأوضح أن "هذه الخطوات لا تزال تُتدارس، ولم يكن هناك أي تصور واضح معلن (بشأنها)".

وتابع: "ليس كل ما يتم إقراره أو اعتماده أو العمل عليه يتم إعلانه للإعلام".

واستطرد: "هناك الكثير من التفاصيل يجب أن تتحرى القيادة عدم بثها للإعلام، وربما أنها تتخذ موقفا مغايرا في الإعلام ليكون هناك تحرك جاد وحقيقي".

وأكد: "هناك مخاوف إقليمية كثيرة من أي تحرك عسكري، وسيناريو مثل ما حدث، أو سيناريو عودة الحرب في اليمن؛ نظرا للتجارب السابقة".

وزاد: "يسعى المجتمع الدولي حاليا إلى توحيد الحكومة أو مجلس القيادة الرئاسي، والقوات المشتركة، واعدا بالدعم الكامل لهزيمه المليشيا الحوثية".

وأردف: "شرطه الوحيد البقاء قوة واحدة يستطيع أن يدعمها، وجيشا واحدا يستطيع أن يدعم تسليحه، واقتصادا واحدا يستطيع أن يدعمه".

وقال: "أي دعم للحكومة اليمنية يجب أن يكون في إطار وزارة الدفاع"، موضحا أن "الخطوة الأولى حاليا التي يجري العمل عليها هي توحيد القوات العسكرية، وإيجاد جيش وطني قادر على إدارة المعركة العسكرية، وجيش يمكن أن يكون ضامنا لنتائج إيجابية".

وأضاف: "الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي إن لم يكونوا مستعدين للحرب أو استعدوا لها فقد اخطأوا بحق أنفسهم وبحق اليمنيين".

وتابع: "المفترض أنه، خلال السنوات الماضية، كان المجلس يجري استعدادات كبيرة بل ويعمل على الاستعداد العسكري؛ لأن الجماعة الحوثية لن تعي ولن تفهم ولن تتفاهم بخيارات السلام".

واستدرك: "لكن الوضع في اليمن تربطه الكثير من التشعبات والتعقيدات، والارتباطات الإقليمية والدولية".

وبيّن: "ألقت التشابكات والمواقف الدولية بضلالها على الملف اليمني، وأجلت توقيع خارطة الطريق التي أعلن عنها مع نهاية العام الماضي 2023".

ولفت إلى أنه "بعد عام من إعلان خارطة الطريق، هناك متغيرات جوهرية في هذا الموضوع، وهناك تغيّرات ينبغي على الحكومة أن تستفيد منها".

ويرى أن "السلام في اليمن لم يعد بالطريقة التي تتمنّاها المليشيا الحوثية منذ بداية العام"؛ مؤكدا أن "خارطة الطريق تثبت المكاسب السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية للمليشيا الحوثية التي حققتها خلال الفترة الماضية".

واعتبر أن "المليشيا الحوثية ضعفت وفقدت الكثير من المقوِّمات والعوامل المؤثّرة، وأصبحت في منحنى الضعف".

وقال: "خارطة الطريق لم تعد قابلة للتنفيذ، وعلى الحكومة الشرعية ومجلس القيادة أن يستفيدا من هذه الظروف".

وأضاف: "لا توجد فرصة أكثر من هذه الفرصة؛ لأن المملكة العربية السعودية داعمة لخيارات الحرب مع المليشيا الحوثية وهزيمتها، وتسعى إلى هزيمتها وليس إلى تمكينها؛ لأن الحوثية أثبتت أنها ذراع إيرانية وأنها عدو خصم حقيقي للمملكة".

وتابع: "مليشيا الحوثي لم تلتزم بأي من المعاهدات والمصالح والاتفاقيات الدولية، بل تقدم نفسها كعصا مليشياوية وذراع إيرانية، ولم تقدم نفسها كدولة".

يعتقد الجبري أن "لقاءات اللواء محمود الصبيحي المكثفة مؤخرا مع أعضاء مجلس القيادة، ومع السفراء، ربما تهيِّئ لمكانٍ ما لقيادة معركة عسكرية".

ويرى أن "مؤشرات خيارات السلام تبتعد ويقترب خيار الحرب"، متوقعا أن تكون "هناك آليه جديدة، أو هناك تحالف دولي لهزيمة المليشيا الحوثية في خلال الأسابيع وربما الأشهر القادمة".

- خارطة الطريق

يقول الصحفي عبد العزيز المجيدي: "من الواضح أن الحدث السوري الكبير ألقى بضلاله على تفاعلات المشهد الداخلي اليمني بصورة كبيرة، وأطلق الكثير من الخيال ربما للناس باتجاه أن هناك سيناريو مشابها قد ينطلق في اليمن".

وأضاف: "الناس لديهم الكثير من الحق؛ باعتبار أن المشروع الإيراني قد قُسم ظهره في سوريا، وأن مشروع ما يسمى بالهلال الشيعي قد انكسر بصورة كبيرة وإستراتيجية في منطقة الشام".

وأوضح: "كان الناس ينتظرون أن تكون هناك انعكاسات لهذا الحدث الكبير على المشهد اليمني؛ أدى ذلك إلى تحرّكات تتعلق بمسألة اجتماعات مكثفة للمجلس القيادي الرئاسي؛ للمرة الأولى ربما المجلس يلتئم بكامل أعضائه في العاصمة السعودية الرياض".

وتابع: "حتى الآن لا أحد يستطيع أن يجزم بالضبط ما الذي كان يدور في أروقة هذه الاجتماعات، وهذه الأنشطة والتحركات التي عقدت حتى مع مبعوثين دوليين وسفراء".

وأشار: "يكاد تكون هناك معلومات متضاربة ترشَّح من لقاءات الاجتماع؛ تتحدث بعضها عن أن ضغوطا إقليمية تتحدث عن مسألة فرض خارطة الطريق، والذهب باتجاه تسوية سياسية؛ باعتبار أن الظروف قد نضجت من أجل الذهاب باتجاه التوقيع على هذا الاتفاق؛ باعتبار أن الحوثي أيضا ربما قد وصل إلى مرحلة من الضعف".

وأردف: "يمكن لهذه الأطراف أيضا ممارسة شكل من أشكال الوصاية بصورة أو بأخرى على البلاد، لكن في كل الأحوال هذه المعلومات المتضاربة حتى الآن ليست -إلى حد كبير- صحيحة".

وكشف: "ما هو شبه مؤكد أن النقاشات التي تدور في أروقة مجلس القيادة الرئاسي نقاشات تتعلق بأجندة متعلقة ربما بخلافات بينه وبين الحكومة".

وتابع: "للأسف، يبدو أن الأطراف اليمنية لا زالت وفية ومخلصة لفكرة الهندسة التي صُممت عليها؛ باعتبار أن مجموعة أطراف يمثلون ربما مصالح مجموعة دول، وبالتالي يتشاكسون فيما بينهم من أجل تحقيق هذه المصالح بصورة أو بأخرى".

وزاد: "على ما يبدو أن من أراد أن يُصمم واجهة الشرعية بهذه الصورة أراد أن يمضي بصراع بيني لفترة طويلة، بحيث أن هذه الأطراف تنشغل عن ما يفترض أنها واجباتها ومهامها، سواء ما يتعلق بالاستحقاقات العسكرية، وما يتعلق بالاستحقاقات الاقتصادية".

ويرى أن "المجلس لا يبدو أصلا أنه كان منشغلا بدرجة رئيسية بالحدث الكبير، وانعكاساته على الداخل اليمني".

ولفت إلى أن "الملف اليمني أصبح حبيس تجاذبات وتقاطعات إقليمية ودولية".

يعتقد المجيدي أن "الإشكالية الكبيرة تتعلق بمسألة العامل الداخلي، ومدى قدرته على حلحلة الأمور بأي اتجاه؛ كان سواء باتجاه السلام وباتجاه الحرب، وهذا الأمر مفقود، ويكاد يكون غائبا إلى حد كبير".

وقال: "نحن مرتبطون بما سيقرره الآخرون، حتى في اللحظات التي كان هناك ربما بعض الأطراف التي تحاول أن تدفع الأمور باتجاه إعادة الخيار العسكري؛ كانت وجهة نظر الأمريكيين بأن هذا الأمر يجب أن لا يتم الذهاب باتجاهه".

وأضاف: "لم تكن هناك أي استفادة من هذه المتغيرات على المستوى الداخلي؛ باعتبار أن القوى اليمنية للأسف -كما قلنا- لازالت تضع رهانها بصورة كاملة مع الأطراف الإقليمية الفاعلة، وبالتالي تنتظر ماذا سيفعل هؤلاء من أجل أن يقرروا بأي اتجاه يمضوا".

وأشار إلى أن "الحوثيين يشعرون بالرعب من الحدث الذي حصل في سوريا، وبالتالي كانت هناك تصريحات كثيرة تشي بخوف وذعر في أوساطهم".

ويعتقد أن "انعكاس الحدث السوري على المستوى الداخلي قد يؤدي إلى انتفاضة شعبية مشابهة لما حدث في بعض المناطق".

ويرى أن "المقاربات الدولية -إلى حد كبير- تمضي باتجاه مواجهة الحوثيين بوسائل مختلفة".

تقارير

"قانون دعم فاتورة المرتبات".. تشريع حوثي جديد لنهب حقوق الموظفين

بعد مضي أكثر من 8 سنوات مذ توقفت عملية صرف مرتبات موظفي وحدات الخدمة العامة، ومنتسبي الجيش والأمن في صنعاء، والمناطق الخاضعة للجماعة، أقدمت مليشيا الحوثي على إصدار قانون دعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة بشكل مخالف للدستور والتشريعات في البلاد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.