تقارير

انقسام في اليمن.. إسرائيل جذر الشر أم إيران رأس الأفعى؟

21/06/2025, 10:46:34

بالنظر إلى الجرائم التي ارتكبتها كل من إيران وإسرائيل بحق العرب، لم يكن أحد يتخيّل أن العملية العسكرية الإسرائيلية على إيران، ورد إيران عليها، ستثير انقسامًا واضحًا في الشارع العربي، وخاصة في اليمن.

لا أحد يدعم إسرائيل كونها العدو الأول لكل العرب، ولكن الانقسام كان في الموقف من إيران، فريق يرى أنها ليست هي من دمرت البلدان العربية المعنية، بل أنظمة أو جماعات داخلية استفادت من دعمها في سعيها لبناء نفوذ إقليمي يمكنها من مواجهة القوى الغربية.

على الجانب المقابل، يرى فريق أن إيران هي من دمرت أو سحقت أربع دول عربية بشكل غير مسبوق تاريخيًا، وأن اليمنيين كانوا على رأس قائمة الشعوب التي اكتوت بنارها، وذلك بدعمها لمليشيا الحوثي.

- إسرائيل جذر المشكلة

يقول الناشط السياسي محمد المحيميد: "يجب أن ننظر للأمور بشكل إستراتيجي وكلي؛ إسرائيل هي ذراع متقدم للحضارة الغربية أو الإمبراطورية الغربية الإمبريالية في المنطقة".

وأضاف: "في تقديري وقراءتي الشخصية، كل ما تعانيه المنطقة بما فيها الدول العربية وإيران ومنطقة الشرق الأوسط كلها جزء من المشكلة الأساسية فيها، وهي إسرائيل".

وتابع: "إسرائيل هي جذر المشكلة: التخلف الذي نعاني منه، الأزمات السياسية، الأزمات الاقتصادية، الأزمات الأمنية في كل العالم العربي والمنطقة، سببها إسرائيل".

وزاد: "وبالتالي عندما تأتي اللحظة التي نشعر فيها بإمكانية زوال هذا الكيان الغاصب الذي دمرنا جميعًا وليس فقط فلسطين، نكون أمام فرصة حقيقية".

وأوضح: "مخطئ من يظن أن إسرائيل فقط تحتل فلسطين أو أجزاء منها، فالشعوب العربية الأخرى تتأثر أيضًا، ومن يتجاهل ذلك يتجاهل المشهد بشكل كلي".

واستطرد: "أنا في قراءتي الشخصية، 7 ملايين إسرائيلي ما هم إلا ذراع وقاعدة متقدمة للعالم الغربي الذي يريد الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بكل ما فيها من ثروات معدنية وبشرية وموقع إستراتيجي".

وشدد: "هذا هو امتداد الصراع التاريخي ما يسمى بصراع الحضارات بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية".

ويرى: "المشكلة مع إيران ليست إلا ثمرات لهذا الكيان المزروع في قلب الأمة الإسلامية".

واستدرك: "صحيح هناك خلافات ومشاكل كبيرة بين العرب وبعض الدول العربية وإيران، ولكن عندما يكون هناك صراع بين إيران وإسرائيل، لا ينبغي أن نقف مع جذر المشكلة".

وقال: "لا أقول نلتزم الحياد، بل أقول لماذا لا نشجع إيران على القيام ضد إسرائيل طالما أنها تسدد جزءًا من الدين الذي ارتكبته بحق بعض الدول العربية".

وأضاف: "أما من يقول نقف مع إسرائيل ضد إيران، فأقول له ما البديل؟ وهل ستحل مشاكلنا كلها؟".

ولفت إلى أن "الذي تسبب في الوضع في اليمن وسوريا ولبنان هي إسرائيل قبل أن تكون إيران".

وذكَّر: "جماعة الحوثي أسقطت الدولة في 2014 ودخلت صنعاء، ولم تكن إيران السبب الرئيسي في ذلك، من يقول هذا يريد أن يغالطنا".

وأكد: "الحوثي أسقط الدولة بسبب أسباب داخلية، خلافات سياسية نعلمها بين الأحزاب والمكوّنات اليمنية السياسية الداخلية، وبسبب أوضاع لها علاقة بالربيع العربي والثورات التي قامت في ذلك".

وبيَّن: "الأثر الإيراني لم يبدأ فعليًا في الداخل اليمني إلا من بداية إطلاق الطائرات المسيّرة والصاروخية في 2017، أما سقوط صنعاء فكان بسبب داخلي".

وقال متسائلًا:

"ماذا يمكن أن تفعل إيران عندما نقدم لها أوطاننا على طبق من ذهب؟" مجيبًا: "ستملأ هذا الفراغ، يجب أن نكون واقعيين ونعترف بالحقيقة".

وأضاف: "ماذا ستفعل إيران إذا تم محاربتها، في سوريا عندما رفع الغطاء الغربي والغطاء الإسرائيلي عن بشار سقط بشار ورحلت، وبالتالي كل التمدد الذي حصل لإيران كان بسبب السماح الغربي والإسرائيلي لذلك التمدد".

ويرى أن "إيران شكل من أعراض الإمبريالية الغربية التي لا تريد الرحيل من المنطقة".

وأردف: "إسرائيل لا تمثل 7 ملايين يهودي في المنطقة، بل هي امتداد لما يقارب مليار نسمة من الأوروبيين والأمريكيين وحضارتهم الفتاكة بالأسلحة والاقتصاد الكبير، لذلك يجب أن ننظر للموضوع بهذا الشكل".

وقال: "نحن لا نحارب إسرائيل فقط اليوم، غزة لا تقاوم إسرائيل فقط، لكن من يمد إسرائيل بكل هذه الترسانة من الأسلحة والأموال هم الأوروبيون والأمريكيون".

واختتم حديثه: "الخطر ليس في إسرائيل فقط، بل في الهيمنة الغربية الإمبريالية، وإيران عرض من أعراض هذه الإمبريالية، هم من سمحوا لإيران أن تتمدد في العراق، من سلم العراق لإيران؟ من تسبب في احتلال العراق؟ نيتنياهو نفسه كان يحرض على إسقاط صدام حسين، وعندما غزت أمريكا صدام حسين سلمت العراق لإيران".

وزاد: "الاقتتال الداخلي في الدول العربية، وترك ندوب في ضمائرنا، لا يعني أن نتغاضى عن أن المجرم الأساسي الذي علمهم هذا الإجرام وهو الاستعمار الغربي الممثل بإسرائيل في المنطقة".

- إيران العدو الأخطر

بدوره، يقول الأكاديمي والباحث الدكتور عبد الوهاب العوج: "نحن لا نختلف حول إسرائيل، إنها دولة احتلال واستيطان، لكن أن نلقي التهمة بأن إسرائيل هي سبب تخلف المنطقة وضياعها، هذا خطأ".

وأوضح: "إيران خطورتها كبيرة جدًا لأنها تنخر من الداخل، وهناك أطماعا واضحة لها"، مؤكدا "خطورتها أشد من إسرائيل".

وتابع: "الرئيس الشهيد صدام حسين قال منذ مجيء الخميني إن هناك تصديرًا للثورة الإسلامية الشيعية إلى المنطقة ومحاولة إعادة الإمبراطورية الفارسية من خلال هذه الدعوة المذهبية الطائفية التي تمزق الدول العربية".

وأضاف: "دخلت إيران حرب ثماني سنوات حتى أعلن الخميني في 1988 قبوله بوقف الحرب كمن يتجرّع السم، وهذه المشاهد تكررت عندما حصل احتلال العراق بمساعدة إيران، واحتلال أفغانستان بمساعدة إيران".

وأكد: "خطورة إيران أنها تمزق أوطاننا العربية، وتريد جعل المنطقة العربية تابعة للإمبراطورية الفارسية".

وأشار: "إسرائيل دولة احتلال لكنها تتوسع ضمن محيط معين محدد، أما إيران فقد نشرت نفوذها في أربع دول عربية وعاثت فيها فسادًا من خلال المليشيات الشيعية المتطرفة التي تؤمن بولاية الفقيه".

وبيّن: "ما حدث من قتل لمئات الآلاف في العراق، وسوريا، واليمن، وتعطيل الدولة في لبنان، كلها تدل على أن إيران هي العدو الأخطر"، مؤكدا: "خطورتها أكبر من دولة تحتل الأرض العربية وهي إسرائيل".

وقال: "لدينا اتفاقات سلام في مصر والأردن، لا يوجد حل مع إيران إلا بإسقاط النظام الإيراني، نظام ولاية الفقيه".

تقارير

مدرستان في وطن واحد.. الانقسام التعليمي يُعمّق جراح اليمن

في اليمن، لم تعد الحرب تكتفي بتقسيم الجغرافيا والسياسة؛ بل امتدت إلى تقسيم التقويم المدرسي، والمناهج الدراسية، وحتى نُظم الامتحانات، إذ أعلنت وزارتا التربية في صنعاء وعدن -الخاضعتان لسلطة الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا- عن بدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 في تاريخين مختلفين، وفق تقويمين، ومناهج، ونُظم تربوية متباعدة، ما يُعمّق الانقسام الوطني ويهدد مصير جيل بأكمله.

تقارير

تواطؤ أممي وتحايل حوثي.. كيف تحولت "نوتيكا" إلى منصة لتهريب النفط وتمويل الحرب؟

كانت السفينة «صافر» العائمة قرب سواحل اليمن في البحر الأحمر تُعد قنبلة موقوتة، لكن بفضل الأمم المتحدة، تحولت إلى قنبلتين، وفوق ذلك أصبحت أداة جديدة لتعزيز اقتصاد ميليشيا الحوثي الحربي، ووسيلة لتربّح الموظفين الأمميين، ومحطة لعبور النفط الإيراني والروسي المهرّب.

تقارير

كيف استلهم الحوثيون مساوئ الطائفية في إيران وبعض الدول العربية؟

بعد استكمال سيطرتها على المساجد في المدن الرئيسية وإغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم فيها، بدأت مليشيا الحوثيين حملة ممنهجة للسيطرة على المساجد وإغلاق مدارس تحفيظ القرآن في المدن الثانوية والأرياف النائية، ويتخلل ذلك حملات قمع وترويع واعتقالات، مثل قتل أحد أبرز معلمي القرآن في محافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، والسيطرة على عدد من المساجد في بعض أرياف محافظة إب بعد طرد أئمتها أو اعتقالهم، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في المحافظة ذاتها، وامتداد هذه الحملة إلى محافظة البيضاء، وقد تتسع في الأيام المقبلة لتشمل مناطق أخرى تسيطر عليها المليشيا.

تقارير

سبع سنوات من العجز.. هل تحولت "أونمها" إلى غطاء أممي للحوثيين؟

رغم فشلها الذريع في أداء مهامها طوال أكثر من سبع سنوات، صوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) حتى 28 يناير 2026، ما اعتبره مسؤولون يمنيون ومراقبون بمثابة "شرعنة أممية للعبث الحوثي"، وتكريس لوضع شاذ يخدم المليشيا على حساب المدنيين والدّولة اليمنية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.