تقارير
بعد 6 سنوات من توقفها.. هل تنطلق معركة تحرير الحديدة؟
بعد سبع سنوات من انطلاق أولى معارك تحرير محافظة الحديدة، لا تزال المحافظة أسيرة بيد ميليشيا الحوثي الإرهابية، فيما تخيم سحابة من الأسى والخذلان، على ذكرى تحرير مديرية الخوخة الواقعة جنوبي المحافظة، والتي شهدت معارك عنيفة، شكلت حينها شعلة أمل لأبناء تهامة الذين تطلعوا إلى يوم يتحررون فيه من ظلم واستبداد الميليشيا ويستعيدون حقهم في العيش بأمن وكرامة، إلا أن التخاذل والتآمر حال دون استكمال مسيرة التحرير.
من المؤسف أن تتزامن ذكرى تحرير مديرية الخوخة مع تلاشي وتفكيك القوات التي كان لها الدور الأبرز في تحقيق ذلك النصر، فقد كانت ألوية المقاومة التهامية بقوامها من أبناء الحديدة، تمثل نواة قوة حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن أرضها، لكن الأحداث اللاحقة أدت إلى تهميش وتفكيك هذه القوات، لتحل محلها مكونات عسكرية أخرى لا تمثل أبناء المنطقة ولا يبدو أنها معنية بحمل همومهم وتطلعاتهم، الأمر الذي يثير التساؤل حول مستقبل الحديدة ومسار معركة التحرير؟
مثلت تلك المعارك نقطة تحول هامة، وكشفت عن إمكانية دحر الميليشيا المدعومة من إيران، إلا أن التخاذل الداخلي والتآمر الخارجي حال دون استكمال التحرير، وتمكن الحوثيون من البقاء في المحافظة ليستمروا في تهديد الملاحة الدولية وزرع الألغام وتجنيد الأطفال، وحولت ميناء الحديدة إلى منصة لتهريب الأسلحة وتمويل حربها العبثية ضد اليمنيين.
الأحداث الجارية في سوريا كشفت عن زوايا مهمة في المشهد اليمني، حيث تتوجس ميليشيا الحوثي من تحركات قد تهدف لإنهاء سيطرتها على الحديدة وشريطها الساحلي، وتهدد بالتصعيد. فيما يرى مراقبون أنها تهديدات دافعها الخوف وليس القدرة، الأمر الذي يدعو للتساؤل، هل تنطلق معركة تحرير الحديدة؟ وهل ستتمكن القوات المشتركة التي تسيطر على الساحل الغربي بتركيبتها الحالية من تحقيق النصر وتحرير المحافظة من قبضة ميليشيا الحوثي؟
تحدي كبير
يقول الصحفي والناشط السياسي وديع عطا، في ذكرى تحرير أول مناطق الحديدة نستقبلها دائما في كل سنة باعتزاز وكان يفترض ان تستمر لما بعدها وصولا إلى قلب مدينة الحديدة مركز المحافظة، ومنها وصولا إلى ميدي.
وأضاف: كانت حينها المعارك قد بدأت من ميدي وبالتوازي مع المعارك التي كانت قد انتهت من تحرير المخا وصولا الى مناطق يعني شمال المخا وصولا كذلك إلى بوابة الحديدة الجنوبية التي هي الخوخة كأول مناطق كنا نعتز ونفتخر تماما بهذه البطولة وهذه الملحمة التي سطرها ابطال المقاومة التهامية والحراك التهامي جنبا إلى جنب مع ابطال العمالقة الذين كانوا معهم في هذه المعركة وسطروا بدمائهم اجمل لوحات البطولة والفداء.
وتابع: الموضوع كان فيه تحدي كبير تحدي نفسي وتحدي عسكري كبير لأن ميليشيا الحوثي كانت قد تمركزت في الخوخة وكانت قد استعدت ايضا لمعركة حاسمة.
وأردف: بإصرارهم حينها اقتحموا بكل ما تعنيه كلمة الاقتحام، مدينة الخوخة من جنوبها وحرروها تقريبا خلال ساعات، وكانت حينها ميليشيا الحوثي جر بعدها أذيال الهزيمة باتجاه التحيتا شمالا وكذلك كانت عناصرها تفر إلى المناطق التي لا تزال في قبضتها.
وزاد: كاعتراف أيضا للتاريخ أيضا طيران التحالف كان عاملا حاسما في هذه المعركة، وكان متدخلا بشكل لافت واستهدف النقاط العسكرية الحوثية التي إلى حد كبير ساهمت في إخلاء المواقع العسكرية المتقدمة أو المتأخرة وسهلت للمقاتلين من دخول مدينة الخوخة.
وقال: حينها شعر أبناء الحديدة الذين هم كانوا نازحين حينها سواء في تعز أو في عدن، بأن مدن الحديدة ستتساقط تباعا وهذا ما حصل فعلا يعني حينما استمرت المعركة ووصلت طلائع التحرير إلى مشارف مدينة الحديدة، وكانوا على مرمى مدفع تقريبا من مدينة الحديدة.
مراوغة دبلوماسية
يقول المحلل السياسي احمد شوقي، إن الظروف الحالية والتغيرات التي حصلت في المنطقة هي تعتبر مؤشر بحد ذاته إلى إمكانية تدشين معركة عسكرية وخصوصا في محافظة الحديدة.
وأضاف: بالنظر إلى التدخل الدولي في اليمن حاليا من الناحية الدبلوماسية، هو يقوم على هدف إيقاف الهجمات الحوثية، على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وربما اتخاذ إجراءات بهذا الشأن قد تكون عسكرية من خلال السيطرة على محافظة الحديدة وعلى ميناء الحديدة الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد لميليشيا الحوثي والذي مارست من خلاله أعمال التخريب.
وتابع: المؤشرات قائمة لكن هناك مراوغة في الدبلوماسية الدولية ما بين الحديث عن ان اتفاقية التهدئة قد تكون في حاله موت سريري أو ربما قد تنتهي بإمكانية العمل بها أو الاستمرار فيها، وبين أيضا الحديث عن فرص محتملة لاستئناف التفاوض بهذا الشأن.
وأردف: هذه المراوغات أيضا تعمل تشويش بالنظر إلى عدم وجود رؤية واضحة بالنسبة للصراع في اليمن وإلى المفاجآت التي حصلت خلال الفترة الماضية والتي قد تحدث مثلها في اليمن وقد لا تحدث أصلا وأن يكون هناك تسوية خصوصا مع أن الحوثيين الآن يدركون مدى ضعف موقفهم بالنظر إلى ضرب الأذرع الإيرانيةوتخلي إيران عن حلفائها في سوريا وفي لبنان.
وزاد: من المحتمل قيام معركة, لكن حتى هذه المعركة أيضا تحتاج إلى تجهيزات داخلية من خلال إعادة ترتيب البيت الداخلي سواء من الناحية السياسية أو من الناحية العسكرية من أجل خوض مثل هذه المعركة.
بانتظار القرار السياسي
يقول الضابط في الجيش الوطني اليمني، الرائد سعيد القليصي، إن الجديد على الوضع ميدانيا هناك مناوشات يومية وهذا لا يخفى على أحد خاصة في الجبهات المتاخمة لمدينة الجراحي جنوبي الحديدة حيثما تتواجد القوات المشتركة مع ميليشيا الحوثي.
وأضاف: بالنسبة لغرب تعز كان هناك مناوشات قبل يومين واستشهد فيها ضباط وبعض قيادات ميليشيا الحوثي.
وتابع: الميليشيا ما زالت تخرق الهدنة غير المعلنة، على امتداد الجبهات، ليس فقط في الساحل وإنما في تعز وفي ميدي وفي مأرب وفي الجوف.
وأردف: المؤسسة العسكرية في الجيش الوطني اليمني، هي تحتاج فقط القرار السياسي لتبدأ المعركة، وأنا حسب معلوماتي وحسب متابعتي في الجبهات كل القوات بكافة تشكيلاتها من جيش وطني ومقاومة وحراس جمهورية، وعمالقة، وأيضا في تعز كل القوات مدربة على أعلى مستوى، حيث استغلت الهدنة وتدربت وتسلحت وتنظمت، وما ينقصها سوى القرار السياسي فقط لبدء المعركة.