تقارير

تشهد إقبالا كبيرا.. محلات بيع الأرجيلة..باب اليمنيين للهروب من الواقع

21/03/2021, 16:15:49
المصدر : غرفة الأخبار

أحدثت الحرب الدائرة، التي تدخل عامها السابع بعد أيام، نتائج كارثية، وتأثيرات كبيرة في حياة اليمنيين، مثل تدهور الوضع الاقتصادي، وفقدان الوظائف، والبطالة، والفراغ، وتردي الأوضاع المعيشية، وسوء العامل النفسي لدى كثير من اليمنيين، الذين كشفت دراسة سابقة لصندوق الأمم المتحدة للصحة والسكان أن واحدا من كل خمسة منهم يعاني اضطرابا نفسيا، للحرب دور هو الأبرز في ذلك، بحسب الدراسة.

شملت نتائج الحرب وتأثيرها طرق المعيشة، والتفاصيل البسيطة، ومختلف الجوانب في حياة اليمنيين، وعاداتهم اليومية، ما أفقدهم الأمل ودفع الكثير منهم للبحث عن أبواب للهروب من الواقع المظلم، وإن بطرق أشدّ قتامة، لا تخلو من الضرر.

نوافذ "الولعة".. أبواب للهروب

على مدى عقود مضت، ظلت أسواق القات هي باب الهروب الكبير لليمنيين من واقعهم السيّئ، والملاذ الأخير لهم بحثا عن نشوة مؤقتة ينتزعونها رغم الظروف.

 "فأمام كل إحباط يواجهه اليمني كانت بوصلته تشير نحو سوق القات" يقول عبدالرحمن حسين، وهو شاب يعمل نادلا يقدّم 'الشيشة' ومتطلباتها للزوّار في إحدى الاستراحات المخصصة بصنعاء، رغم تخرجه من كلية التجارة، عام 2016. 

"القات وحده لم يعد يكفي كما يبدُ"، يقول حسين مشيرا إلى ازدياد المقبلين على التدخين وزوّار الاستراحات، التي تقدّم 'الشيشة' والدخان بمختلف صنوفه.

يضيف لـ'بلقيس': "أنا أعمل في هذا المكان، لأني لم أجد عملا في مجال تخصصي، كذلك الكثير من الزبائن المعروفين هنا يأتون يوميا لأنهم بلا عمل".

 ويختم ساخرا: "كلما اختفى أحد زبائننا التقليدين أياما، نفكر أنه قد وجد عملا".

التدخين.. إقبال كبير

أمام أحد مقاهي 'الشيشة' في شارع 'حدة'، وقف عزيز عبدالله (19 عاما) يحدّث صديقيه بأسلوب مختص خبير، مفاضلاَ بين أصناف المعسلات، مبينا مزايا كل صنف وعيوبه، ليتفقا على اختيار 'المعسل'، الذي سيفتتحان به علاقتهما ب'الشيشة'

"لم يمر وقت طويل منذ اكتشفت الشيشة، لكنّي أدمنتها، وأجد فيها فسحة من الأحداث والواقع السيئ" يقول عبدالله، الذي كانت بدايته مع 'الشيشة' من باب التجربة قبل أن يجد نفسه منضما إلى الآف اليمنيين الذين تجذبهم 'الشيشة' و'المداعة' والتدخين بشكل عام.

 يضيف: "لم نكن نعرف هذه الأشياء، وإن عرفناها فكنا ندرك أنها للكبار فقط، أما الآن فالجميع يدخنون".

 وبينما يرى أن دوافع الإقبال على 'الشيشة' تختلف لدى كل شخص، يؤكد أن "سنوات الحرب والأوضاع المتردية خنقت اليمنيين جميعا، الجميع يبحث عن متنفس، الجميع يريد أن ينسى ولو لساعات في اليوم".

أجيال

مضت خمس عشرة سنة منذ انقطعت أم ياسين عن 'المداعة'، التي اعتادت تدخينها مع زوجها، لكنها عادت للتدخين مؤخرا بعد أن أحيت ابنتها هذه العادة في البيت،  تقول: "ما دريت إلا وقد روحت بالمداعة للبيت، ورجعت أمدّع معها"..

من جانبه، يعتبر بشير (43 عاما)، مالك أحد محلات بيع المعسلات في حي 'السنينة'، أن تدخين 'الشيشة' و'المداعة' بات أمرا مألوفا وطبيعيا جدا، مع ازدياد المقبلين عليها بشكل ملحوظ.

 يضيف: "سابقا كان دخول النساء إلى محلات المعسل أمرا نادرا، بحكم الثقافة المحلية، أما الآن فهو عادي ومألوف".

ويؤكد أنهن أكثر إقبالا من الرجال، حيث لا تخلو مناسبة نسائية من 'الشيشة' أو 'المداعة'، كما يأتي الفحم في قائمة المصروفات المتطلبة للأعراس النسائية، وسواها من المناسبات الخاصة.

وفيما ترجح كفة النساء في الإقبال على المعسلات و'التنباك'، يحذّر بشير من تنامي ظاهرة التدخين من خلال السجائر الالكترونية بين الأطفال والمراهقين، "وهي لا تقل ضررا عن أي وسيلة أخرى للتدخين وقد تكون أخطر".. كما يقول.

انتعاش السوق

"ظاهرة التدخين وانتشارها بكثافة انعكست إيجابا على المستثمرين في المجال من أصحاب المشاريع الصغيرة"، يقول حسين.

 ويضيف: "لم يعد الأمر حصريا على الشوارع الرئيسية، الآن لا تخلو حارة من محل متخصص في التدخين وأدواته"، لافتا إلى انتشار المقاهي الخاصة والمحال التجارية المتخصصة في التدخين وأدواته، التي تلقى رواجا كبيرا، وتشهد السوق تنافسا كبيرا بين التجار في تقديم كل جديد، ومحاولة الابتكار، حيث يقدم كل محل لزبائنه خلطته الخاصة التي يتميّز بها.

رغم الفقر

تحرص أم ياسين على توفير قيمة ما تحتاجه من حاجات 'الكيف' وأدواته الخاصة أولا، وإن كان ذلك على حساب احتياجاتها الأخرى: "قد اسمها ولعة، ما نفعل؟" تقول.

 وتختم: "إن التوليفة اليومية، بالإضافة إلى الفحم، تكلفها بين 700 ريال وألف ريال، بينما تتراوح قيمة المداعة بين 20 ألف ريال و 30 ألف ريال، بحسب الصناعة وجودة المعدن الذي تُصنع منه، ويبدأ ثمن الشيشة من 7000 ألف ريال، وقد يجتاز حاجز العشرين ألف ريال، ويتحكم تصميمها وحداثتها في الثمن غالبا".

وفيما يعد الهروب من الواقع السيئ وتردي الأوضاع سببا رئيسيا في انتشار التدخين، بحسب مدافعين، يرى آخرون أنه يُسهم في تردي الوضع المادي لمدمنيه و'يزيد طين الواقع بلة'.

تقارير

لحم العيد يغيب عن فقراء اليمن .. كيف أصبح الكيلو يساوي نصف راتب؟

في أحد أحياء مدينة عدن القديمة، جلست أم يوسف، وهي أرملة خمسينية، أمام بسطة صغيرة تبيع عليها أعواد البخور وبعض الخردوات، وبيدها آلة حاسبة تحاول من خلالها “حساب المستحيل”: كم يتبقى من راتب ابنها الجندي بعد دفع إيجار المنزل وفاتورة الماء؟ وهل يمكن أن تشتري نصف كيلو لحم لأطفالها في عيد الأضحى؟

تقارير

"ليس بيدنا شيء".. كيف يمكن قراءة تصريحات طارق صالح بشأن الحوثيين؟

أثار تصريح أدلى به طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يسمى بالمقاومة الوطنية، موجة واسعة من الجدل في الشارع اليمني، حيث ألمح في تصريحه إلى عجز سلطته عن مواجهة مليشيا الحوثي قائلا، إن أمريكا دخلت اليمن وخرجت بلا نتيجة، ونحن لا نستطيع أن نحارب الحوثي لأنه ليس بيدنا شيء.

تقارير

تسليح الجيش اليمني.. عقبات مزمنة وتحديات راهنة

مع امتلاك مليشيا الحوثيين لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة يصل مداها إلى فلسطين المحتلة أو أي دولة خليجية، يتضح مدى اختلال موازين القوة الجوية بين مليشيا الحوثيين من جهة، والحكومة الشرعية والمكونات المناهضة للحوثيين من جهة أخرى، وهذا الخلل ما كان له أن يزداد عمقا لولا طريقة إدارة التحالف السعودي الإماراتي للأزمة اليمنية منذ اندلاع عملية "عاصفة الحزم" وحتى اليوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.