تقارير

"حمى الضَّنَك".. العلاج بشكل خاطئ يفاقم المرض

20/05/2024, 14:08:31
المصدر : خاص

يعاني السكان في محافظات يمنية عديدة من انتشار الحُميات، وخاصة مرض "حمى الضنك"، الذي يُصيب سنويا الآلاف منهم.

كما يتم تسجيل حالات وفيات، بعضها بسبب الممارسات الخاطئة في علاج المرض، أو لعدم قدرة المواطنين على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، في ظل تدهور الوضع الصحي والاقتصادي في اليمن، مع استمرار الحرب منذ 2015.

ويزداد الوضع سوءا في المحافظات التي لا يتم فيها تنفيذ حملات رش ضبابي لمكافحة البعوض، وبشكل دوري قبل انتشار المرض بين المواطنين على نحو واسع.

وحمى الضنك هو عدوى فيروسية تنقلها بعوضة من نوع "الزاعجة"، ويسبب أعراضا شديدة، ومضاعفات قد تودي بحياة المصاب.

وغالبا ما يلجأ المواطنون إلى استخدام وسائل مختلفة لمكافحة البعوض، وتجنب المرض، منها تغطية خزانات المياه المكشوفة، استخدام الناموسيات، وكذا الكريمات والأجهزة الطاردة لهذه الحشرة، والتبخير ببعض المواد الطبيعية.

- أخطاء شائعة بالعلاج

إصابة المواطنين المتكررة بحمى الضنك جعلت الوصفات الشعبية متداولة بينهم بكثرة، حتى إن الكثير منهم لا يذهبون إلى الطبيب للعلاج ومعرفة نوع المرض إلا إذا تفاقمت الحالة الصحية لهم، ولذلك فالبعض منهم يصابون بمضاعفات، أو تتدهور حالتهم بشدة.

الدكتورة أميمة الأصبحي -معيدة في قسم "الباطنية" بكلية الطب في جامعة تعز- ذكرت أن أكثر خطأ يقوم به أغلب المرضى عند معاناتهم من حمى، وتعب، وفتور، ونوم كثير، وألم أسفل الظهر، وصداع، هو أنهم يتجهون فورا إلى الصيدلية، ويتم صرف لهم مهدئات وبعض الفيتامينات، وأحيانا مضاد حيوي وريدي، دون خضوعهم للفحص، مما يعرضهم -إذا اتضح أنهم مصابون بالضنك- إلى أن تتأثر مناعتهم سلبا، ويتفاقم المرض، ويدخلون في مضاعفات بشكل أسرع، وقد تكون النتيجة قاتلة.

يقول الأصبحي لـ"موقع بلقيس" إن بعض الأطباء لاحظوا أن مرضى الضنك، الذين استخدموا الحمضيات بشكل مفرط، تفاقمت حالتهم الصحية، وتناقصت لديهم أعداد الصفائح الدموية، التي قد يدخل بسببها المريض في نزيف، فضلا عن أن بعض الأعراض تزداد حدتها، كفقدان الشهية، والغثيان الشديد، إذ تفرز المعدة كمية كبيرة من الحمض ما يسبب لهم الألم، ويصبحون غير قادرين على تناول الطعام.. "غير أن ذلك غير مثبت بدراسات علمية بعد"، كما أكدت أميمة.

وأفادت أميمة بأن كثرة السوائل الوريدية تشكل خطرا؛ لأن مريض الضنك تكون الصفائح الدموية وكريات الدم لديه قليلة، فيقل بسبب استخدام تلك المحاليل عددها، وينخفض تركيزها.

ولفتت إلى أن أكل المريض وشربه فمويا أفضل بكثير لرفع الصفائح الدموية من السوائل الوريدية؛ لأنها لا تظل فيها، إذ يبقى بالأوعية الدموية منها فقط الثلث.

تعزز أخصائية التغذية سارة العبسي، ما أفادت به الدكتورة أميمة بخصوص الحمضيات، وتقول لموقع "بلقيس" إن التمر الهندي قد يخفض الصفائح الدموية إذا تم استخدامه – بإفراط- أثناء الإصابة بالمرض، فضلا عن درجة حِمضيّته القوية التي تؤثر سلبا على المَعِدة.

- تغذية جيّدة ونصائح

هيثم الدبعي -أخصائي تغذية- ينصح المريض المصاب بحمى الضنك بالتركيز على صحته، وتقوية مقاومة جسمه لهذا المرض، وذلك من خلال تناول كميات كافية من الماء والسوائل؛ للحفاظ على الترطيب، وتجنب الجفاف، إضافة إلى تناول وجبات خفيفة بشكل متكرر، بدلا من كميات الطعام الكبيرة والثقيلة، وتقوية جهاز المناعة بكمية كافية من البروتينات، مثل: اللحوم، أو الدواجن، أو السمك، وكذا البقوليات، كما ذكر لـ"بلقيس".

وينصح الدبعي كذلك بتناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل: الخضار، أو شوربة الخضار، والفواكه.

بدورها، تشير الدكتورة أميمة إلى فوائد أوراق البابايا، التي يقوم البعض بغليها وشربها أو استخدامها كعصير، بغرض زيادة إنتاج الصفائح الدموية، وكذا أهمية الحمضيات، التي بدورها تعمل كمضادات أكسدة تساعد في القضاء على الشوارد الحرة، التي تزيد من الإنهاك وتقلل المناعة، لكنها شددت على أهمية الاعتدال في استخدامها.

تنصح الدكتورة أميمة المرضى، الذين يعيشون في مناطق يكثر الإصابة فيها بالضنك، بالفحص أولا عند الإصابة بأعراض الضنك، ليتلقوا العلاج المناسب.

كما تحثهم على عدم الحركة بكثرة عند الإصابة بالمرض، وعدم التعرض للإنهاك، وكذا تقليل نشاطهم اليومي؛ للمحافظة على الصفائح الدموية، وكذا استخدام فيتامين "سي"، وخافض الحرارة المناسب، ومسكن الألم الآمن الذي لا ينتمي لمضادات الالتهاب غير "الستيرويدية"، مثل: الكيتوبروفين، والبروفين، التي قد تسبب النزيف، وقد تكون قاتلا.

بحسب أخصائية التغذية سارة، فإنه لا يوجد علاج محدد لمرض حمى الضنك، كما أنه يصعب تشخصيه إلا بفحوصات دقيقة؛ كون أعراضه تتشابه مع أمراض أخرى كالإنفلونزا، والتيفوئيد، ولذلك فغالبا ما يتم التركيز على تغذية المريض، بجانب بعض الأدوية الخفيفة.

تقول العبسي لـ"موقع بلقيس" إنهم غالبا ما ينصحون المريض بأخذ عصير أوراق البابايا؛ نظرًا لأن الأشخاص المصابين بحمى الضنك يعانون من انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وهذه طريقة جيدة لزيادتها، وتحسين الجهاز المناعي، وذلك لاحتوائها على فيتامينات ومضادات للأكسدة، إضافة إلى عصير الجوافة، الذي يحتوي على فيتامين "ج".

وتعد الأطعمة، المعززة للمناعة والغنية بالحديد، مهمة لمريض الضنك، وفقا لسارة، التي أشارت إلى أهمية الثوم، والكركم مع الحليب، والبيض والأسماك والخضروات الورقية، بالإضافة إلى الأغذية غير الغنية بالدهون، للمساعدة على تعافي المريض.

ومن المتوقع أن تتأُثر اليمن سلبا بالتغيرات المناخية التي من شأنها أن تزيد من أعداد الإصابة ببعض الأمراض؛ أبرزها حمى الضنك، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتغيّر أنماط هطول الأمطار، خاصة مع تعرّض بعض المحافظات، خلال السنوات الأخيرة، للفيضانات.

تقارير

هل يُعكس تعافي الريال تحسُّنًا اقتصاديًا حقيقيًا، أم أنه خداعٌ ومضاربةٌ مكشوفة؟

شهد الشارعُ اليمني في الآونةِ الأخيرةِ تراجعًا ملحوظًا ومفاجئًا في سعرِ صرفِ الدولارِ مقابلَ الريال، حيثُ انخفضَ في مناطقِ الحكومةِ المعترفِ بها دوليًا إلى ما دون 2000 ريال، بعد أن لامسَ سابقًا حاجزَ 3000 ريالٍ يمنيٍّ للدولارِ الواحد.

تقارير

تقرير: قطاع النفط والغاز في اليمن يواجه شللاً شبه كامل رغم ثرواته الهيدروكربونية

كشف تقرير تحليلي حديث عن التدهور الحاد الذي يشهده قطاع النفط والغاز في اليمن، على الرغم من امتلاك البلاد احتياطيات هيدروكربونية كبيرة في حوضي المسيلة ومأرب–شبوة، مؤكداً أن القطاع يعاني شللاً شبه كامل يمتد على طول سلسلة القيمة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.