تقارير

رفض إحياء العمل الحزبي.. ما سر تناقض المجلس الانتقالي؟

02/05/2024, 12:13:55

موقفان متناقضان للمجلس الانتقالي، خلال يومين فقط، ففي اليوم الأول يشارك الأمين العام للمجلس في اجتماعات الأحزاب والتكتلات المساندة للشرعية، وفي اليوم التالي تجتمع الهيئة السياسية للانتقالي لمهاجمة الاجتماع ومخرجاته.

ونددت الهيئة السياسية للانتقالي، في اجتماع لها، بما سمتها محاولات إعادة إحياء الأحزاب اليمنية، محذّرة إياها من الاستمرار في عقد أنشطة وتحرّكات وصفتها بالاستفزازية في العاصمة المؤقتة (عدن).

وكانت مدينة عدن، وبرعاية المعهد الأمريكي الديمقراطي، احتضنت، على مدار يومين، اجتماعات للأحزاب والمكوّنات التي اتفقت على إنشاء تكتل واسع لمواجهة مليشيا الحوثي ودعم الحكومة، والتأكيد على حل القضية الجنوبية كقضية رئيسية.

- تناقض صريح

يقول عبد الكريم السعدي رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية: "أنا لم أطالع بيانا واضحا من الانتقالي حول هذا الموضوع، أو هذا الحدث بالذات، يعني هناك هيئة سياسية أنا لم أسمع عنها من السابق".

وأضاف: "الهيئة السياسية هي هيئة مغمورة تقريبا لا وجود لها فعليا على الواقع، تحدثت عن حضور الأمين العام".

وتابع: "يفترض أن البيان، الذي صدر، يصدر عن الناطق الرسمي، ويصدر عن قيادة الانتقالي، تحدد موقفا من حضور الأمين العام؛ لأن الحاضر ليس شخصية عادية، هو الأمين العام للجماعة، جماعة الانتقالي".

وزاد: "بالتالي، يفترض أن التصريح النفي يأتي من الرئاسة، ومن هيئة الرئاسة، وعبر الناطق الرسمي، وليس عبر الهيئة السياسية، أو شيء من هذا القبيل".

واستطرد: "بالنسبة لي، إذا سلمنا أنه بالفعل هناك بيان صدر عن جماعة الانتقالي تنفي أو تدين، أو أيا كان موقفها، فيفترض أنها أولا تدين وجود عيدروس الزبيدي ضمن أحزاب يمنية أيضا في مجلس القيادة الرئاسي، هذا الوضع لا يختلف نهائيا، كلاهما في تجمعات فيها أحزاب يمنية".

وأردف: "نحن أمام تناقض صريح في مواقف الإخوة في  الانتقالي، عجزوا عن صياغة خطاب يقنعون به أتباعهم وموظفيهم، وأعضاء كشوفات مرتباتهم، بأنهم فعلا يمثلون قضية".

ويرى أن "الانتقالي، الآن، واضح انه قد عقد العزم على التواجد في إطار التسوية القادمة، التي حسمتها المشاورات السعودية - الحوثية، ولم يعد هناك مجال للحديث خارجها".
 
وأشار إلى أنه "لم يعد هناك مجال أمام الجماعات التي شكلتها السعودية سوى الانتظار لنتائج المفاوضات الحالية، وما الصراع الحالي بين جماعات المجلس الرئاسي إلا على من سيكون موجودا أساسا في التسوية النهائية مع الحوثيين".

- أخطاء سياسية!

يقول رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام -الموالي للمجلس الانتقالي- د. عيدروس النقيب: "بالنسبة لاجتماع الأحزاب والقوى السياسية، الذي عُقد في عدن، أولا هذه الأحزاب أين هي؟ وما هي؟ وأين قاعدتها الجماهيرية؟ وما حضورها؟ وماذا قدمت للشعب الجنوبي الذي تحكمه؟ هذه الأحزاب تحكم الجنوب بالتعذيب والتجويع وسياسات الإفقار، واستمرار سياسات ما بعد 7/7".

وأضاف: "لم يتغير في وضع الجنوبيين إلا ما هو إلى الأسوأ، وطبعا لا يمكن إعفاء المجلس الانتقالي من الوقوع في أخطاء سياسية في إطار التعامل، أو المشاركة بالحكومة، ثم رفض المشاركة في الأحزاب".

وتابع: "أعتقد أن الطرفين يبحثان رسالتين إلى جماهيرهما، هذه الأحزاب عبأت جماهيرها ضد الانتقالي، وأنه صناعة أجنبية -كما قلتم- وأنه عميل للخارج، وأنه يريد تمزيق اليمن، وكان لازم تعمل هذه الرسالة في اجتماعها بعدن، والانتقالي أيضا عبأ جماهيره أن هذه قوى احتلال، وأنها جماعات يعني فاسدة".

وأردف: "كان لا بُد أن يقنع هذه الجماهير بالرسالة التي بعث بها من خلال بيانه، لكنني تمنيت من الانتقالي ألا يستخدم لغة التهييج، ولغة الشتيمة، وأن يتكلم في السياسة".

وزاد: "هذه الأحزاب لم تجد قرية واحدة في شمال اليمن تؤيدها، ثم تأتي لتبحث عن قواعد ومؤيدين في الجنوب، لا يوجد أي منطق في الموضوع".

وقال: "ولذلك أعتقد أن المشهد كله هو خطأ في خطأ، والمؤسف جدا أن يأتوا انقيادا للمعهد الديمقراطي، ولم يفكروا أن يجتمعوا بدون المعهد الديمقراطي".

وأضاف: "ملاحظتي، منذ البداية، منذ اتفاق الرياض، ومنذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، أن على المجلس الانتقالي أن يكون شريكا في السلطة، وفي الرئاسة، وفي الحكومة، ويسخِّر وجوده هذا لتلبية احتياجات الجماهير".

وأوضح أن "الجماهير لم يعد يهمها موضوع استعادة الدولة، وموضوع الحرية والاستقلال، هذه ممكن تكون قضية مؤجلة، لا يستطيع أحد أن يتنازل عنها، لا الانتقالي ولا غير الانتقالي، ولو تنازل عنها أحد هو سيعزل نفسه عن الشعب الجنوبي".

وتابع: "على الانتقالي أن يغيّر نهجه، ويعمل من أجل حل معضلات الناس، أو الخروج والعودة إلى الشارع".

وبيّن أن المجلس الانتقالي لم يلقَ شعبية كما كان عندما كان معارضا، أما الوجود في الحكومة، وانتقاد الأحزاب المشاركة في الحكومة، أعتقد أن هذا الخطاب السياسي بحاجة إلى تصويب".

تقارير

مليشيا الحوثي تجبر الأكاديميين على حضور دورات عسكرية.. ما النتائج والآثار؟

تواصل مليشيا الحوثي إخضاع أكاديميي جامعة إب، وباقي الجامعات الأهلية، على المشاركة في دورات عسكرية جديدة بعد أسابيع من دورات سابقة؛ أجبرتهم على الحضور فيها ضمن برامج تدريبية تنظمها في مختلف المديريات.

تقارير

كهرباء عدن.. ثقب أسود يعصف بحياة الناس

استمرار أزمة الكهرباء دون حلول في عدن يشعل موجة احتجاج وغضب تعم سكان العاصمة المؤقتة، إذ وصلت ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى زهاء اثنتي عشرة ساعة متواصلة؛ بسبب نفاذ الوقود مما دفع الناس إلى الشوارع.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.