تقارير

ساعات على انتهاء الهدنة .. هل ترضخ الأطراف اليمنية للضغوط وتقبل تمديدها؟

01/08/2022, 08:36:02

استفادت مليشيا الحوثي من الهدنة، التي ترفض تمديدها مؤخرا، لتحقيق مكاسب جديدة، حيث تضع شروطا أخرى مقابل التمديد، تمثلت بفتح كلّيّ لمطار صنعاء، وميناء الحديدة، ودفع مرتّبات الموظفين في مناطق سيطرتها، في حين تنصّلت -خلال فترتي الهدنة- عن كافة بنودها بما فيها فتح طرقات تعز، وتسليم مرتّبات الموظفين.

وفد عُماني وصل إلى صنعاء، أمس الأحد، لإجراء مباحثات مع قيادات مليشيا الحوثي، بهدف التشاور حول التطوّرات المتعلقة بالهدنة ومقترحات المبعوث الأممي حول القضايا الإنسانية والاقتصادية، فهل سينجح الوفد العُماني بإقناع الحوثيين بتمديد الهدنة مع الالتزام ببنودها أم ستضع المليشيات شروطا جديدة لتحقيق مكاسب إضافية؟

- ما الجديد؟

في هذا السياق، يقول الصحفي العُماني سلم الجهوري: "إن هذه الزيارة الثالثة للوفد إلى صنعاء، التي تهدف إلى تمديد الهدنة خلال الفترة المقبلة، وهناك حديث بأن الهدنة ستكون هذه المرّة لمدة ستة أشهر".

وأضاف الجهوري لبرنامج زوايا الحدث، الذي بثته قناة بلقيس يوم أمس، أن "وزير الخارجية العماني تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي، وتم خلاله مناقشة ثلاثة ملفات، أولهما ملف تمديد الهدنة في اليمن، إضافة إلى الملف النووي الإيراني، والملف الروسي - الأوكراني.

وأفاد أن باعتقاده أن تعز لن تكن بعيدا عن المحادثات، التي سيُجريها الوفد العُماني مع مليشيا الحوثي، لكون المواطن فيها يتعرّض لأضرار اقتصادية كبيرة، وعدم القدرة على التواصل ببقية المحافظات، بسبب الحصار الحوثي.

وأشار إلى أنه لو لم يكن هناك بعض القبول حول تمديد الهدنة من قِبل جميع الأطراف لما تحرّك الوفد العماني، مشيرا إلى أن الوفد كعادته يحاول في بعض المهام أن يبذل هذه الجهود المشتركة بالتعاون مع الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، وكذلك مع المجتمع الدولي حول تثبيت الهدنة من أجل تجزئة الحل الذي استعصى تنفيذه خلال السنوات الماضية، نتيجة مواقف بعض الأطراف التي لم تقدّر هذه الجهود، ولم تثمّن حياة اليمنيين.

- إدراك متأخّر 

من جهته، يقول سفير اليمن لدى اليونسكو، محمد جميح: "إن الحكومة الشرعية مؤخرا بدأت تدرك بأن سياسة التنازلات لا تصب في مصلحة المواطن، وإنما في صالح المليشيات الحوثية"، مضيفا: "هذا ما لاحظناه فعلا من خلال جني المليشيات أموالا طائلة، نتيجة فتح ميناء عدن، وفي المقابل لم تذهب هذه الأموال رواتب الموظفين، بحسب الاتفاق".

وقال جميح: "نحن نقول بشكل واضح أن المجتمع الدولي يتعامل مع مليشيا الحوثي كمريض يحتاج إلى العلاج، بينما الأصح أن ينظر له كمجرم يحتاج إلى العقاب، وليس في ذلك مبالغة أو قسوة على أحد".

وأضاف: "كلما قدّمت الحكومة تنازلا لمليشيا الحوثي تشددت أكثر، فعندما بدأت الهدنة كانت مطالبهم بأن يفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة". 

وتساءل: "مقابل ماذا؟ وهم لم يفتحوا حتى منفذا واحدا في اتجاه مدينة تعز، التي يحاصرونها من 8 سنوات".

وأكد أنه يجب أن تكون هناك وسائل ضغط على مليشيا الحوثي، مضيفا: "لا يمكن أن نصدق بأنه لا توجد وسائل ضغط عليهم، ورأينا ذلك عندما وضعتهم إدارة الرئيس الأمريكي السابق على لائحة الإرهاب كيف أثّر ذلك، وكيف استنفرت إيران".

وفي رده على سؤال ما وسائل الضغط الممكنة؟ يقول جميح: "هناك وسائل ضغط، وأقربها أن يسلّح الجيش اليمني"، متعجبا: ليس من المعقول أن تكون مليشيات غير معترف بها دوليا تمتلك صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، فيما الجيش اليمني الذي يُعترف بسلطته ممثلة لكل اليمنيين على مستوى المجتمع الدولي لا يمتلك إلا الأسلحة المتوسطة، والسلاح هو من يصنع الحرب ويصنع السلام".

وأوضح أنه "لا يمكن أن يُصنع السلام من يد ممدودة للسلام، بينما اليد الأخرى ضاغطة على الزناد، فينبغي أن تكون هناك يدان ممدودتان إلى السلام، ما لم لا يعني ذلك إلا الحرب".

وقال جميح إن "الإدارة الأمريكية الحالية تريد أن تستثمر في هدوء الأوضاع في اليمن، واستمرار الهدنة بعد أن أصبح اليمن -للأسف الشديد- ورقة انتخابية بين الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، لذلك من مصلحة بايدن أن تمدد الهدنة حتى وإن لم يذهب اليمن إلى مفاوضات، ولكن في الداخل اليمني هناك مخاطر، فإن الهدنة دون مفاوضات ما هي إلا تكريس لواقع الانقسام الحالي، ومجرد استراحة محارب، وهذا ليس في صالح اليمنيين".

-هدنة من أجل السعودية

الصحفي المؤيد لمليشيا الحوثي، طالب الحسني - من بيروت - يقول في هذا السياق: "الأمور واضحة تماما، هناك رفض من صنعاء لأي تمديد للهدنة، ما لم يكن هناك تحسين للشروط الإنسانية والاقتصادية، بما في ذلك انتزاع حق اليمن في إيرادات النفط من شبوة وحضرموت ومأرب، وتسليم رواتب الموظفين، وهذا حق سيادي لازم أن يُنتزع".

وأضاف: "الوفد العماني كما جاء في المرة السابقة من أجل البحث في تخفيف الشروط، يأتي هذه المرة لنفس الغرض، ولكن الأساس الرئيس لهذه المساعي لتمديد الهدنة هو استمرار تدفق النفط من السعودية، دون مشاكل مع اليمن".

وفي رده على سؤال لماذا تتنصل المليشيات عن فتح طرقات تعز، قال الحسني: "مسألة تعز داخلية، وقد تحل داخليا دون أن يكون هناك أي جهود دولية، فهي تتعلق بتموضعات عسكرية، وعندما يكون هناك تفاهمات لحل هذه التموضعات العسكرية القائمة منذ 2016، ربما تفتح الطرق".

وأشار إلى أن "الخطط، التي قدمتها المليشيات للأمم المتحدة، من ضمنها فتح طرق بديلة عن الطرق التي يبحث عنها طرف الحكومة"، لافتا إلى "أنها مسألة يجب أنها كانت تؤخذ بعين الاعتبار، حتى تكون هناك عملية تدرّج في فتح الطرقات، كون لها بُعد عسكري".

تقارير

إيجار العقار بالعملة الصعبة يفاقم معاناة سكان عدن

بدأ محمد الناصري، يعمل ضابطًا مع قوات الجيش، لملمة أغراض منزله المؤجر بمديرية الشيخ عثمان محافظة عدن بعد أربع سنوات من العيش فيه، وذلك عقب قرار مالك العمارة رفع قيمة الإيجار إلى 800 ريال سعودي، وهو ما يراه محمد جنونًا وانعدامًا للضمير لدى مالكي العقارات في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها والكثير من فئات المجتمع اليمني، لا سيما بعد تأخر صرف مرتبه، الذي لا يتجاوز 200 ريال سعودي، لأكثر من شهرين.

تقارير

ألمانيا تستدعي سفير الصين وتتهم بكين بتهديد إحدى طائراتها في البحر الأحمر

ألمانيا، اتهمت اليوم الثلاثاء، الجيش الصيني بتوجيه شعاع ليزر نحو إحدى طائراتها التي كانت تشارك ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي (أسبيدس) التي تهدف لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن.

تقارير

تصعيد حوثي إيراني في البحر الأحمر والحديدة.. لماذا الآن وما الرسائل؟

يرى مراقبون أن تصاعد وتيرة الهجمات الحوثية، إلى جانب الغارات الإسرائيلية على الحديدة، مرتبط بالمعادلة الكلية للصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط. ويعتبر هؤلاء أن عودة الحوثيين لاستهداف سفن الشحن تحمل إشارة ترغب طهران في إرسالها قبل بدء المفاوضات مع واشنطن، مفادها أن خيار إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب قد يُطرح على طاولة التفاوض المرتقبة.

تقارير

عودة استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر والغارات الإسرائيلية على الحديدة.. الدلالات والأبعاد

بينما كانت الأنظار تتجه إلى هدنة غير معلنة بين طهران وتل أبيب، واقتراب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، جاءت ليلة الحديدة في اليمن لتعيد الاشتعال إلى الواجهة، وتؤكد أن البحر والبر لم يعودا خارج دائرة الصراع، بل أصبحت شواطئ اليمن ساحة لردود لا تخضع لحسابات الداخل وحده.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.