تقارير

سقطريات يحولن حدائق منازلهن إلى مزارع للخضروات

02/01/2023, 08:18:07
المصدر : خاص

في حديقتها الزراعية الصغيرة، المحاذِية لمسكنها في بلدة "سوق" بضواحي العاصمة حديبو بمحافظة أرخبيل سقطرى، تقضي المواطنة السقطرية أم محمد - في الخمسين من عُمرها- معظم ساعات نهارها في ري المحاصيل الزراعية، التي زرعتها، وتعتمد عليها في الحصول على القُوت اليومي لتوفير متطلّبات أسرتها.

وجدت أم محمد، مع سقطريات أُخريات، في تحويل الحدائق المحيطة بمنازلهن فرصة للعمل والكسب، في ظل الافتقار إلى الحصول على دخل محدود يخفف من وطأة الفقر، وذلك من خلال زراعة بعض الخضروات، وبيعها في سوق العاصمة. 

ويعتمدن على الأقارب في تسويق المحاصيل في سوق حديبو، فيما ينشغلن هن بمتابعة احتياجات الحدائق الزراعية. 

- جُهد وتعب

ليست العملية الزراعية باليسيرة عند أم محمد، التي تعمل في زراعة المحاصيل منذ زهاء 20 عاما، فهي تبدأ معاناتها منذ جلب البُذور التي ارتفعت بشكل خيالي، وانعدامها في الجزيرة، ثم تأتي عملية زراعتها التي تحتاج إلى متابعة الرّي ومكافحة الحشرات، التي تسببت في تعرّض المحاصيل للتّلف ولتراجع الإنتاج، بالإضافة إلى حراسة تلك الحدائق من انتشار الثروة الحيوانية في الجزيرة، وما تسببه من إفساد للمحاصيل. 

تقضي أم محمد صباحها في سوق العاصمة حديبو للبيع، كما تقوم بزراعة العديد من المحاصيل، منها محاصيل: الطماطم، والبقل، والبسباس، والبصل، والكزبرة، ثم العودة قبل الظهيرة إلى المنزل. 

يتفاوت ما تكسبه أم محمد في السوق من يوم إلى آخر، لكن متوسط ما تكسبه بشكل يومي يتراوح بين 10000 - 15000 (ريال يمني) {12 دولارا أمريكيا)، يساعدها في تلبية جزء يسير من متطلبات الأسرة. 

تفتقر محافظة أرخبيل سقطرى إلى أي إحصائية تبيّن نسبة المساحة الزراعية في المحافظة، التي تعتمد حاليا بشكل كبير على الزراعة في الحدائق المنزلية، من خلال بعض المزارِعات، بعضهن يتخذنها كهواية والأخريات كمصدر للعيش. 

يقول عبد الباسط السقطري -مدير مكتب الزراعة في حديبو- أن النساء في الجزيرة يشغلن حيزا يفوق اهتمام الرجال بالقطاع الزراعي في الأرخبيل، وإن كانت العملية تشاركية في الغالب، حيث تتعاون الأسرة فيما بينها في عملية تهيئة التُّربة وزراعة المحاصيل وريّها، التي في غالبها تتراوح بين: البطيخ، والطماطم، والبصل، والبسباس.

ويُرجع السقطري عدم توسّع العمل الزراعي في الأرخبيل  إلى عدم التدخّل المناسب من قِبل الجهات الحكومية، والمنظّمات الدولية في المحافظة.

ويفتقر الأرخبيل أيضا إلى غياب إحصائية تبيّن الإنتاج الزراعي، أو نسبة المهتمين بالعمل الزراعي، الذي ما يزال يقتصر على المساحات المحيطة بالمنازل في بعض القرى.

وبحسب إدارة الإحصاء الزراعي، فإن عدد المزارعين في اليمن تجاوز مليونا ومائة وواحدا تسعين ألفا وتسعمائة واحدا وثمانين مزارعا، وبيّنت إحصائية أخيرة حجم المساحة الزراعية والإنتاجية من الخضروات والفواكه والبقوليات، حيث قدّرت المساحة الزراعية لمحصول الخضروات 63,502 هكتارا، في حين بلغ الإنتاج 828,293 طنا، والمساحة الزراعية للفواكه 85،708

هكتارا، فيما بلغ الإنتاج 808,433 طنا، وبلغت مساحة البقوليات 37، 927 هكتارا، والإنتاج 62,486 طنا.

- عوائق وعراقيل

وتوضّح المزارعة منيرة صابر أن جميع أفراد الأسرة يشاركون في الزراعة والتسويق في قرى الجزيرة، وأن النساء يساعدن الرجال في تحقيق قدر من تلبية احتياجات الأسرة من هذا العمل. 

وأبرز ما يشغل المزارِعات في سقطرى -بحسب منيرة- ارتفاع كلفة المشتقات النفطية، حيث يتم الرّي عبر المضخات المائية، الأمر الذي كان عاملا في تراجع حِدة الإنتاج، بالإضافة إلى أهمية وجود الحواجز الحديدية، للحفاظ على المحاصيل الزراعية من انتشار الحيوانات، ناهيك عن الحاجة إلى المبيدات لقتل بعض الحشرات، التي تتلف بعض المحاصيل.

محي الدين الشوتري
تقارير

حرية التعبير لا تزال تهمة في اليمن والحوثيون في صدارة المنتهكين

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، يحتفي العالم بحرية الكلمة، بينما لا تزال الصحافة في اليمن ترزح تحت وطأة القمع والانتهاكات. فالمهنة هناك تحوّلت إلى خطر، والصحفيون إلى أهداف خلف القضبان وفي المنافي.

تقارير

هل تُنهي التغييرات الحكومية أزمة انهيار العملة في اليمن؟

بالتزامن مع استمرار تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ناقش المجلس الرئاسي اليمني في اجتماع له بالعاصمة السعودية الرياض، مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية، دون الإعلان عن اتخاذ إجراءات للحد من التدهور المتسارع للعملة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.