تقارير

سيناريو التصعيد.. تساؤلات عن بوصلة المعركة المقبلة للحوثيين

06/09/2025, 09:03:35

تمكنت إسرائيل من قتل رئيس حكومة مليشيا الحوثي وعدد من وزرائه، بالإضافة إلى ما تشير إليه تقارير عن مقتل عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، رغم تكتم المليشيا.

في الوضع الطبيعي، يبدو مقتل رئيس الحكومة وبعض الوزراء أمرًا خطيرًا ويؤثر بشدة على أداء أي سلطة، إلا أن البعض يقول إن الأمر يختلف بالنسبة لسلطة الحوثيين، بالنظر إلى أن هؤلاء ليس لديهم دور حقيقي في تسيير شؤون هذه السلطة أو في هيكل قرار الجماعة.

- كل الاحتمالات واردة

يقول الخبير العسكري عبد الله الجفري (الموالي لجماعة الحوثي): "لن تؤثر فينا مثل هذه الضربات على مستوى وزراء أو قادة أو زعماء أو غيره حتى على مستوى القاعدة الشعبية".

وأضاف: "الإسرائيلي يحاول، بعد أن فشل فشلًا ذريعًا في مستوى المواجهة العسكرية، الآن على مستوى الجبهة الأمنية لاختراقها وزعزعة الجبهة الداخلية وإثارة الفوضى والخوف والرعب والهلع وسط المواطنين، وأيضًا إيجاد فراغ دستوري".

وتابع: "استطاعت القيادة في صنعاء أن تسد ذلك الفراغ وأن تعيّن قائمًا بأعمال رئيس الوزراء، كما تم تشييع هؤلاء الوزراء الذين قضوا نحبهم وهم يؤدون هذا الواجب المقدّس في مواجهة الإسرائيلي".

وأوضح: "لازالت القدرات العسكرية في مستوى عالٍ من الجاهزية الكاملة، وفي إطار هذه المواجهة وفي قواعد الاشتباك".

وأردف: "هناك عدد من الضربات العسكرية النوعية بصواريخ باليستية، والصواريخ التي تم تطويرها وهي صواريخ انشطارية".

وزاد: "استطاعت أن تعيد مثل هذه الضربات إلى العمق الإستراتيجي الداخلي للقيادة الإسرائيلية، وكانت من الضربات المؤلمة والموجعة، واستطاعت أن تصيب أهدافها بدقة".

ولفت: "نحن في هذه المواجهة لدينا كل الاحتمالات واردة، ونحن نعرف أننا أمام عدو تاريخي".

وبيّن: "مستمرون ولن نتخلى عن المبادئ والأهداف والثوابت التي نتمسك بها إلى جانب عدالة قضية الشعب الفلسطيني، وبالتالي نحن مستعدون للتضحية مهما كانت التداعيات".

وشدد: "هذه الضربات تزيدنا أكثر قوة وأكثر تماسكًا وتصعيدًا. نحن ندرك أن ما يصرح به الكيان الإسرائيلي يأتي في سياق الحرب النفسية، وأن هناك كثيرًا من الفبركات والادعاءات غير الصحيحة، إسرائيل دائمًا تتحدث عن انتصارات وهمية في الإعلام".

وأكد: "هذه العملية الأخيرة التي نفذها الكيان الإسرائيلي لها علاقة بالجانب العسكري، لكنه لا يمتلك بنك أهداف حقيقي، بل يستهدف المدنيين، بمن فيهم وزراء حكومة البناء والتغيير".

واستطرد: "هناك بيان رسمي صدر من الدولة (الحوثيين) وأكد على عدد الشهداء الذين تم تشييعهم، ونحن لا نخفي أن هذه الاختراقات واردة في كل دول العالم، حتى أمريكا وروسيا تعرضتا لها، وبالتالي فهي ليست أمرًا استثنائيًا. لدينا دولة مؤسسات استطعنا أن نسد الفراغ ونتجاوز الضربة رغم الألم".

وحسب اعتقاده: "اليوم الكيان الإسرائيلي يعيش أزمة كبيرة جدًا وحالة ركود اقتصادي عميقة. ورغم الضربات لا تزال قدراتنا العسكرية قوية، وقد نفذنا ضربات وصلت إلى العمق الإسرائيلي".

وقال: "لازالت القوات المسلحة (التابعة للحوثي) في معنوية عالية، والجهوزية كاملة، وفي يقظة قتالية، وإن شاء الله في الأيام القريبة القادمة مسألة الثأر لا بُد منها عاجلًا أو آجلًا".

وأضاف: "هناك تصريحات لقائد أمريكي قال إن من يُسَمَّون بالحوثيين يمتلكون من الصواريخ ما يتميّز بسرعة عالية جدًّا ولا نستطيع ملاحقتها".

وتابع: "على الأقل نحن نسند غزة بما نستطيع ونقدر عليه، وهذا ما يحتم علينا ديننا الإسلامي الحنيف لإعلاء الحق ونصرة المستضعفين".

وأوضح: "هناك تعتيم إعلامي. أحد المراسلين في قناة الجزيرة تحدث وقال: إننا لم نكتشف إلا بعد ستة أشهر أن الضربات من الحوثيين على قاعدتهم العسكرية الجوية لها تأثير كبير جدًّا".

- القادم قد يكون أسوأ

يقول الخبير العسكري العميد عبد الرحمن الربيعي: "ما حدث لرئيس الوزراء وأعضاء كثيرين من حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليًا في صنعاء، يعتبر مؤشرًا خطيرًا على مدى عمق الاختراق الموجود في جماعة الحوثي".

وأضاف: "الحوثيون كانوا يعتقدون، ولأمد طويل، أنهم محصنون من الاختراقات نتيجة لتعدد أجهزتهم الأمنية والاستخبارية، وأيضًا الحملات الكبيرة التي قاموا بها تحت مبرر ملاحقة من يقدّمون المعلومات".

وأوضح: "مع أنه من المسلَّم والمعروف أن إسرائيل وأمريكا، أو أي دولة من ذات التقنيات العالية، لا تحتاج إلى مخبرين على الإطلاق، لكن عُمق الاختراق الذي حدث، والضربة القوية والقاصمة والمؤثرة التي وقعت، وحجم الخسارة التي لحقت بالحوثيين، بالتأكيد ستكون لها تداعيات خطيرة على الجماعة من حيث عدم قدرتها على إعادة مثل هذه الاجتماعات المنسّقة التي كانت تُسَيِّر بعض الشؤون سواء كانت سياسية أو عسكرية".

وتابع: "هناك أخبار مسرَّبة من أطراف تقول إن الحوثيين ألقوا القبض على المجموعة أو الأشخاص الذين قاموا بتسريب هذه المعلومات للجهات الإسرائيلية، مع أنهم قبل أيام صرّحوا بأن مجلس الوزراء مجلس مدني سياسي عادي يعقد اجتماعات غير محصَّنة وغير محمية، واليوم يقولون قبضنا! هذا التناقض يدل على حالة من التخبّط والدّهشة التي أصابتهم لعمق هذا الاختراق".

وأشار: "زعيم الجماعة والمشاط تحدثا عقب هذه العملية في خطابات رسمية واعترفا بوجود هذا الاختراق، فيما يواصل الحوثيون عبر ماكينتهم الإعلامية التضليلية ضخ مصطلحات غير حقيقية حول المستوى العسكري أو حجم الخسائر".

وأردف: "قبل الضربة، التي استهدفت مجلس الوزراء بيومين فقط، كانت هناك ضربة أخرى، وادّعى ناطق الحوثيين أنهم تصدّوا للطيران الإسرائيلي".

واستطرد: "هنا يطرح سؤال: أين هذا الدفاع الجوي الذي قالوا إنه تصدّى للطائرات، بينما لم يستطع اعتراض الطائرات التي استهدفت صنعاء بعُمق 2000 إلى 4000 كيلومتر؟".

وأكد: "هذا اختراق خطير جدًا ويُوحي بأن القادم قد يكون أسوأ. الحوثيون منذ بداية الغارات الأمريكية ثم الإسرائيلية، وقبلها غارات التحالف لسنوات طويلة، كانوا يعتقدون أنهم محصّنون، لكن ما جرى كشف العجز والفشل".

وبيّن: "الوزراء الذين قُتلوا ليسوا مجرد واجهة مدنية، بل بعضهم من مؤسسي الجماعة وقياداتها الفاعلة. لا تزال هناك أسماء كثيرة لم يُكشف عنها حتى الآن، إما لعدم التعرف عليهم، أو لأنهم جرحى".

وقال: "قبل ثلاثة أشهر، وفي خضم الصراع الدائر بين الحوثيين وإسرائيل، لم نكن نتمنَّى أن يغامر الحوثيون ويزجّوا باليمن واليمنيين في معركة غير متكافئة، لا يملكون فيها أي وسيلة للدفاع".

وأضاف: "اليوم بدأوا بقطف الرؤوس الكبيرة، ورغم مكابرة الحوثيين فإن الخسائر فادحة".

وأوضح: "طوال سنتين كانوا يروجون بأنهم يمتلكون أعظم منظومة رادارية ودفاع جوي فريد، بينما الحقيقة أن الطائرات الإسرائيلية والأمريكية تجوب الأجواء اليمنية وتضرب المنشآت الحساسة بلا رد".

وزاد: "ما كنا نرضى أن تضرب أراضينا على يد العدو الصهيوني، وأن تلحق خسائر فادحة برجالنا ومنشآتنا، بينما الحوثيون يبررون ذلك بقضية غزة، في حين أن اليمنيين أنفسهم يعيشون أوضاعًا مأساوية من جوع وفقر وانعدام خدمات".

وأشار: "هذا يذكرنا بدعايات عبد الناصر قبل نكسة 67 حين روّج لصواريخ لم تختبر، ثم جاءت الطائرات الإسرائيلية ودمرت الطيران المصري، بينما الإعلام كان يروج لانتصارات وهمية".

وتابع: "اليوم الحوثيون يطلقون صواريخ عديدة على إسرائيل، لكن أثرها لا يقارن بما يلحقه الإسرائيلي باليمن من دمار. معظم هذه الصواريخ تسقط في البحر أو يتم اعتراضها، ولم تُصب أي منشأة إسرائيلية حساسة حتى الآن".

وأعاد التذكير: "إسرائيل دولة عدوة بلا شك، لكنها دولة تحترم شعبها، بينما الحوثيون يغامرون بالشعب اليمني في معركة غير محسوبة النتائج".

وقال: "الحوثيون استغلوا قضية غزة لاستدرار تعاطف الداخل، لكنهم في الحقيقة جعلوا اليمن مسرحًا لتجارب الصواريخ الإيرانية، ويحاولون التغطية على أزماتهم الداخلية من انقطاع الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية".

تقارير

كيف تجند إسرائيل أو أمريكا جواسيس في أوساط الحوثيين؟ الأدبيات الأمنية تجيب

بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي أودت بمعظم أعضاء حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا وفي مقدمتهم رئيس الحكومة أحمد الرهوي، في العاصمة صنعاء، أقدمت مليشيا الحوثيين على اعتقال عدد كبير من الموظفين والعاملين مع منظمات إنسانية والتحقيق معهم بتهمة التخابر مع إسرائيل على خلفية الضربات المذكورة.

تقارير

اليمنيون في الخارج.. مأساة بلا ظهير سياسي وحقوق ضائعة بين المفوضية وصمت السفارات

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، وجد مئات الآلاف من اليمنيين أنفسهم في دائرة النزوح الخارجي إلى دول عربية وإفريقية وأوروبية، حيث قادتهم الظروف الأمنية والاقتصادية إلى البحث عن ملاذ آمن، غير أنّ معاناتهم لم تتوقف عند حدود اللجوء، بل تحولت إلى سلسلة أزمات متشابكة تبدأ من صعوبة الحصول على إقامات قانونية وتنتهي بحرمان أبنائهم من التعليم.

تقارير

كيف يمكن تفسير تَعامل الأمم المتحدة المتراخي تجاه سلوك ميليشيا الحوثي ضد موظفيها في صنعاء؟

أكثر من عشر سنوات، وأربعة مبعوثين؛ هي مسيرة الأمم المتحدة في الأزمة اليمنية، مسيرة عجزت فيها الأمم المتحدة عن تقديم مقاربة عملية للأزمة، وكل الاقتراحات التي قدمتها عقّدت من مسار الأزمة أكثر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.