تقارير

صراع البحر الأحمر ودخول إسرائيل في خط المواجهة .. هل تتحول اليمن إلى نقطة استنزاف لحرب دائمة؟

21/07/2024, 12:08:14

طائرات إسرائيلية نفذت غاراتها الجوية يوم أمس السبت، على مدينة الحديدة، مستهدفة منشآت تخزين النفط في الميناء والكهرباء، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين واشتعال الحرائق.

يعمل هذا التصعيد على تأجيج الصراع اليمني المعقّد، وارتفاع حالة التوترات الإقليمية، وزيادة الضغوط على اليمن، لتتحوّل معه البلاد إلى نقطة تقاطع عسكرية بين الشرق والغرب، ممّا أدى إلى تدخلات عسكرية مباشرة من قِبل القوى الكبرى، الأمر الذي قد يزيد من احتمال اندلاع مواجهات واسعة النطاق في المنطقة.

- تسوّل القصف

يقول الخبير العسكري الإستراتيجي والباحث في الأمن البحري، د. علي الذهب: "إن هذه المسألة يتأسف لها الكثير من اليمنيين، لكن في كل الأحوال يتحمّل المسؤولية من جلب هذه الهجمات إلى اليمن".

وأضاف: "نحن توقعنا أن يكون الرد الإسرائيلي مؤجلا، وقد حصل من قِبل إسرائيل، وفي نفس الوقت لبّى تطلّعات مليشيا الحوثي لهذه الضربة".

وتابع: "قلنا مرارا وتكرارا إن مليشيا الحوثي كانت تتسوّل هذه الضربة، منذ وقت مبكر، عندما اعترضت سفن الشحن البحري التجاري بشكل عام، وقد تحققت لها الضربات الأمريكية والبريطانية الوقائية، لكن البُعد المرتبط بالقضية الفلسطينية، وما يجري من عدوان غاشم على غزة، أرادت مليشيا الحوثي أن يكون لها مشاركة واضحة في هذه الحرب".

وأردف: "كانت المقذوفات، التي تطلقها مليشيا الحوثي، والتي لا تصل في مجملها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، محاولة لاستدعاء مثل هذه الاستجابة العنيفة، والقول إنها شريكة فعلا في هذه المواجهة".

وزاد: "سواء كانت الضربة، التي استهدفت بالطائرة المسيّرة منطقة "يافا"، من مليشيا الحوثي فعلا، أو كانت تبنّتها نيابة عن مليشيا أخرى ضمن الفريق الإيراني الإقليمي العنيف، الذي توحّد في الآونة الأخيرة، إلا أننا نقول إن مثل هذه الضربات كانت متوقعة، وقد حققت مليشيا الحوثي ما تصبو إليه، وقد حققت شرعنة عملياتها الخارجية، وشرعنة وجودها على الأراضي اليمنية، التي تسيطر عليها".

وقال: "من خلال متابعة واقعية، ما قامت به مليشيا الحوثي، أو مجرد اعترافها بعملية لم تكن وراءها، هي طائرة لم تسفر عن قتل سوى شخص واحد، والإضرار بآخرين في تل أبيب، وكان الرد عنيفا، وكانت المليشيا تتوقع ذلك، لكنها هي من تتسوّلها دون اعتبار للضحايا، ولا للخسائر المادية، التي أنشأها اليمنيون طيلة خمسين عاما".

وأضاف: "هذه الضربة سينتج عنها أضرار جسيمة على مستوى الاقتصاد، وعلى المستوى المعيشي، وهي لا تأبه بذلك على الإطلاق، وهمها الوحيد أن يقال إنها ضربت من إسرائيل، وأنها تحارب إسرائيل، دون الالتفات إلى النتائج التي حققتها، باتجاه العدو الإسرائيلي، وهي صفرية، أمام الحق باليمنيين من خسائر مادية وبشرية، وقد تطول أو تمتد هذه الخسائر".

- قراءتان للمشهد

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة الدكتور فيصل الحذيفي: "هناك موقف مبدأي من كل إنسان عاقل وحر، برفض استهداف اليمن من أي طرف كان، حتى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وخصوصا استهداف المنشآت المدنية".

وأضاف: "ما رأيناه، وما سمعناه، وشاهدناه، هو استهداف منشآت مدنية، لا علاقة لها بالحرب، ولا بتهديدات مليشيا الحوثي، سواء ضد الكيان الإسرائيلي، أو دول الجوار".

وتابع: "هناك قراءتان لما يخص المشهد، القراءة الأولى ترى أن العلاقة بين إيران وإسرائيل وأمريكا وبريطانيا علاقة تخادم غير رسمي، وكل طرف يحاول أن يفعل فعلا يستفيد منه، ويفيد منه الطرف الآخر".

وأردف: "مليشيا الحوثي في اليمن، أو مليشيا الحشد الشعبي في العراق، أو مليشيا حزب الله في لبنان، يؤكل الثوم في فمها، والمستفيد هي هذه الدول المتخادمة مع بعضها، والمتضرر هي الدول التي تطحنها رحى الحرب، كاليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين".

وأشار إلى أن "القراءة الثانية تقول إن هناك عداء فعليا ما بين إيران والمنظومة الغربية عموما، وهناك ثارات متبادلة بينهما، وفعل ورد فعل، لكن لكي يتم الانتقام بشكل غير مباشر يجري الانتقام عن طريق أطراف أخرى".

تقارير

المبادرات الخيرية في رمضان.. اليمنيون يواجهون الظروف الاقتصادية بالتكافل والتراحم

كان رمضان أصعب الشهور عليه، يسمع أصوات العائلات وهي تجتمع حول موائد الإفطار، ويشم روائح الطعام تتسلل من النوافذ، لكنه كان يكتفي بالنظر إلى سقف غرفته منتظرًا أذان المغرب، دون أن يجد ما يفطر عليه.

تقارير

العرشي يتحدث لبرنامج الشاهد عن تحول الخلاف السياسي بين شركاء الوحدة اليمنية إلى حرب مسلحة

يستعرض برنامج الشاهد، في الحلقة الثانية عشرة، مع الدبلوماسي والسياسي اليمني يحيى حسين العرشي، الدور السعودي في تغذية الصراع بين الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض، وكيف تحول الخلاف السياسي بين شركاء الوحدة إلى حرب مسلحة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.