تقارير
طريق تعز - التربة.. تعثر متكرر يخيّب آمال السكان
خلال الأشهر الماضية، توقف العمل في بعض قطاعات مشروع تأهيل طريق تعز - التربة بشكل كلي، ويأتي هذا عقب تعثر متواتر أثار استياء سكان مدينة تعز، وخيّب آمالهم في سرعة تعبيد الشريان الجنوبي الوحيد للمدينة؛ ليخفف عنهم المعانات التي خلفها إغلاق مليشيا الحوثيين الطرق الرئيسية منذ العام 2015.
مرّ عام تقريباً على تسليم السلطة المحلية في تعز شركات المقاولات لتنفيذه، و9 أشهر على تدشين العمل، و4 أشهر على انقضاء المدة المحددة لإنجازه، ومع ذلك لم تتجاوز نسبة الإنجاز حالياً 20% وفقا لمصادر متطابقة.
رئيس اللجنة المجتمعية الإشرافية للمشروع، المهندس سلطان الحكيمي، ذكر -في مطلع أبريل الجاري- على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن العمل متوقّف بشكل كلي في كافة قطاعات المشروع، عدا أعمال بسيطة في المقطع الأول والثاني؛ لكنها لا تشكِّل نسبة كبيرة من العمل.
الحكيمي أعرب، أيضاً، عن أسفه وحزنه وصدمته من البطء الشديد في تنفيذ المشروع، والتعاطي السلبي للسلطات المحلية وصندوق صيانة الطرق في عدن.
كما أشار إلى وجود خلل إداري بين الصندوق والجهات المنفذة، وشدد على ضرورة تدخل جهات حكومية لحل كافة الإشكاليات.
ولفت، في مارس الماضي، إلى وجود مخالفات فنية في الأعمال المنفذة في الخط الذي يمد سكان مدينة تعز بمختلف متطلبات الحياة.
- معاناة متفاقمة
وساء حال الطريق كثيراً بعد خلع طبقة الإسفلت القديمة، ما فاقم معانات المسافرين والسائقين والمركبات، وأعاق وصول البضائع، وضاعف تكلفة نقلها وأسعارها.
قال السائق والناشط المجتمعي وعضو نقابة السائقين، صلاح الرحال، لموقع "بلقيس": "المعاناة مستمرة، والشاحنات تستهلك وقودا كثيرا وإطارات، وتتعرّض للكثير من الأعطال.
وأضاف: "قبل أيام، انكسرت وصلتي كمان لشاحنتي في طريق الضباب بسبب الحفر، وكلفني شراء بديل لهما 300 ريال سعودي، (95 ألف ريال بالعملة المحلية)، وهذه الآثار مرشحة للزيادة مع تساقط الأمطار".
ويصاب المسافرون عبر الطريق بالتعب، ويغرقون بالأتربة، التي تخنق المرضى، وتعرضهم لمضاعفات صحية، كما يذكر الشاب عصام خالد (29 عاماً) لموقع "بلقيس".
وأضاف: "المعانات ستتفاقم في عيد الفطر الحالي بالتزامن مع تزايد المسافرين من وإلى مدينة تعز، وهذا يصيب المواطنين بخيبة أمل كبيرة".
واستبشر المواطنون، في أبريل العام 2022، بخبر توقيع صندوق صيانة الطرق والجسور في العاصمة المؤقتة عدن مع شركات المقاولات عقود تنفيذ مشروع تأهيل الطريق، البالغ طوله 70 كيلو مترا، وذلك خلال الفترة “مايو – أكتوبر 2022"، بتكلفة 10 مليارات ومائة وواحد وتسعين مليون ريال.
وأوكل إنجاز المقطع الأول، الممتد من جولة نادي الصقر داخل المدينة إلى مفرق يفرس، لشركة "إرم ستار"، أما الثاني من مفرق يفرس إلى مفرق الصافية فأوكل لشركة "المليكي"، فيما أوكل المقطع الثالث، الممتد من الصافية إلى مدخل مدينة التربة، لشركة "الخضيري"، على أن يتم التنفيذ في وقت واحد لضمان سرعة الإنجاز.
في يوليو الماضي، وقّع وزير الأشغال العامة حينها، مانع بن يمين، على العقود، وبدأ العمل منتصف أغسطس الماضي، وفي سبتمبر الماضي أوقفت شركات المقاولات العمل فجأة، وسحبت معداتها وآلياتها من كافة المقاطع.
- مخاض عسير
مطلع يناير الماضي، ذكر صندوق صيانة الطرق أن التوقّف جاء على خلفية خلافات ناجمة عن عدم التزام الشركات بالمواصفات الفنية، ولفت إلى توصُّله إلى حلول معها؛ لتعاود العمل بعد أيام، لكن ذلك لم يحدث، حيث استأنفت شركة "المليكي" فقط العمل في المقطع الثاني، ولكن ببطء ملحوظ، في حين لم تستأنف بقية الشركات العمل في المقطعين الأول والثالث، حسب مصادر مطلعة.
مشرف المشروع، المهندس أكرم الحميري قال لموقع "بلقيس": "المشروع لم يخضِع لأي صيانة في سنوات الحرب، وكان مليء بالمشاكل والعراقيل، وتم تجاوزها؛ لينطلق العمل بعد عيد الفطر في المشروع بأكمله".
- أسباب التعثر
أثار تعثر المشروع ردود فعل متباينة، ففي 7 يناير الماضي، اتهم ناشطون -في بيان صادر عن وقفة احتجاجية نظموها أمام المبنى المؤقت للمحافظة- "الأيادي العابثة وعصابات النهب الفاسدة بالسعي لإيقاف المشروع، وتقاسم ميزانيته".
مصدر مسؤول في المحافظة قال لموقع "بلقيس" -دون أن يدلي باسمه-: "إن التعثر الحاصل في المشروع يرجع إلى تلاعب المسؤولين المعنيين بمخصصاته المالية، وقيام كل مسؤول بنهب نسبة منها".
مهندسون ذكروا، أيضاً، أن تنفيذ المشروع خلال موسم الأمطار توقيت خاطئ، ومؤشر إلى وجود فساد، ولفتوا إلى احتواء العقود على بند يمنح الشركات المنفذة الحق في المطالبة بمبالغ إضافية لمواجهة أضرار الأمطار.