تقارير
عملية جديدة يعلنها التحالف.. هل ستكون تكرارا لفشل سابق؟
قناة بلقيس - خاص
أثار إعلان المتحدث باسم التحالف السعودي - الإماراتي، العميد تركي المالكي، انطلاق عملية جديدة سمَّاها "حرية اليمن السعيد"، في كافة المحاور والجبهات، تساؤلات عديدة، عمّا سيعقبها.
المالكي لم يذكر تفاصيل كثيرة عن تلك العملية التي قال إنها لن تكون عسكرية، لكنها تهدف إلى تحقيق النماء والازدهار، وستستمر في كافة المحاور، حتى تحقيق الاستقرار لليمن.
اللافت في الأمر هو أن ذلك الإعلان جاء من محافظة شبوة التي تم تحريرها من قِبل قوات الجيش وألوية العمالقة المدعومة من التحالف، وكذا في الوقت الذي حاولت فيه مليشيا الحوثي التقدّم في مأرب طوال أشهر، وتوتر وتصعيد متزايد في المهرة وحضرموت.
و "حرية اليمن السعيد" ليست الأولى التي أعلنها التحالف، فهي الثالثة بعد عمليتي "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل".
- مناورات دبلوماسية
تعقيدات كثيرة تعيشها اليمن منذ تدخل التحالف في مارس/آذار 2015 وحتى اليوم، فالشمال ما يزال يخضع أغلبه لمليشيا الحوثي، أما الجنوب فالمخاوف تزداد من توقف المعارك عن شبوة فقط.
ويعتقد أستاذ إدارة الأزمات والصراعات في جامعة الحديدة، نبيل الشرجبي، أن ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي يدخل ضمن المناورات الدبلوماسية لطرف التحالف مع الحوثيين، سواء من حيث توقيتها، أو مضمونها الذي جاء في أكثر من اتجاه، فهو سياسي، واقتصادي تنموي، ثم عسكري، مع إعطاء مغريات كبيرة تمثلت في وعود جعل اليمن تنخرط في المنظومة الخليجية الواسعة.
ويرى في حديثه لـ"بلقيس" أن ما ذكره المالكي طرح فيه "الكثير من الدهاء والخبث والحنكة"، لأن ذلك يعني وعودا لطرف الحوثيين من الاستفادة من فرص السلام، في حال تحقق وهم جزء من تلك العملية.
وعن دلالة تزامن الإعلان عقب تحرير شبوة، ذكر الشرجبي أن ذلك يجعل تلك المبادرة أكثر قبولا ومصداقية.
- توجّه دولي
من جهته، لا يبدو الكاتب والباحث موسى عبدالله قاسم متفائلا من أي تصريحات يطلقها التحالف السعودي - الإماراتي، بشأن استعادة الشرعية، بسبب حدوث تراجعات كبيرة لقوات الجيش، كما حدث في الجوف ونهم والبيضاء وساحل الحديدة.
لكن، وبرغم ذلك، يقول قاسم لـ"بلقيس" إن العملية الجديدة يبدو أنها مختلفة عن العمليات السابقة، لأن هناك توجها دوليا -تحديدا أمريكي- لكسر مليشيا الحوثي السلالية، خصوصاً بعد تعنّتها في القبول بكل مقترحات التسوية لإطلاق عملية السلام ووقف الحرب.
وبحسب قاسم، فإن صمود مأرب في وجه هجمات مليشيا الحوثي على مدى عام أعطى إشارة للمجتمع الدولي إلى أن رفض هذه المليشيا ودحرها هو الطريق الأسهل لوقف الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين، برغم رهانهم على سقوط تلك المحافظة، وبالتالي فرض معادلة جديدة على الشرعية للقبول بالحوثي وشروطه.
- مصير المواجهات الحالية
وعقب تحرير شبوة، بدأت ألوية العمالقة والجيش التحرّك عسكريا نحو حريب في مأرب، وكذا مديرية 'نعمان' في البيضاء.
في صعيد ذلك، يستبعد المحلل السياسي الشرجبي استمرار تلك المعارك، كونها غير قابلة لذلك، بسبب أن التوجّه الدولي العام غير مرحّب بمثل ذلك التوجّه، إضافة إلى أن التحالف وبخاصة الإمارات التي لها شروط لاستمرار تلك المواجهات، ويصعب تلبيتها.
وتابع "هدف هذه المعارك هو إعادة شرعنة بعض الأطراف غير الرسمية (المليشيات)، لتنخرط في صوغ مقررات سلام اليمن في المرحلة القادمة"، مشيرا إلى أن "واقع اليمن الجديد يتطلب إيجاد حالة عامة ونهائية تتسم بها اليمن وباقي الأطراف بوضعية توازن الضعف".
أما الباحث قاسم فيتوقع أن يُغيّر دخول قوات العمالقة المدججة بالأسلحة النوعية والدعم الجوي كثيراً من الحقائق على الأرض في حال استمر تقدّمها، وكانت العملية التي أطلقها التحالف مختلفة عن العمليات السابقة، للخروج من المتاهة التي باتت تعيشها اليمن.
وأثار الإعلان عن تلك العملية سخرية واسعة في أوساط اليمنيين، الذين قارنوا بين واقعهم طوال سنوات الحرب ورداءته، الذي يزداد سوءا، والتطلّعات الكبيرة التي تحدث عنها المالكي، فبدا وكأنه يتجاهل المعطيات الكثيرة في البلاد.
يُذكر أن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد أن التصعيد العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى حلول مستدامة للصراع في البلاد، وذلك في ختام زيارة قام بها إلى بريطانيا، التقى فيها عددا من كبار المسؤولين البريطانيين.