تقارير

فرص هزيمة الحوثيين.. هل الشرعية جاهزة للتعامل مع الوضع الجديد؟

10/05/2024, 16:51:12

عشر سنوات من الفرص السانحة لهزيمة الحوثيين ضيعتها الشرعية اليمنية رغم امتلاكها كل الأدوات الرابحة في هذا الصراع، بدءا من الاعتراف الدولي بها كسلطة شرعية، والتفاف الإقليم معها، ورفض المجتمع اليمني لانقلاب الحوثيين وسيطرتهم، وصولا إلى العديد من الأوراق السياسية والعسكرية المهدرة، التي عجزت الشرعية عن استخدامها.

ورغم أن الحوثيين وفّروا كل ظروف هزيمتهم بمشروعهم الإمامي المتخلّف غير القابل للحياة والتنكيل باليمنيين، إلا أن الطرف المقابل لم يكن ولو لمرّة واحدة جاهزا لاستغلال تلك الفرص، والتعامل بمقتضيات المسؤولية الوطنية.

اليوم وقد تغيّرت نظرة المجتمع الدولي للحوثيين، ومالت المعادلة الدولية ولو قليلا لصالح السلطة الشرعية، واكتشف الجميع خطر بقائهم على ضفاف البحر الأحمر ومضيق باب المندب، هل الشرعية جاهزة للتعامل بالمسؤولية المطلوبة، وصياغة علاقاتها مع العالم بما يوفِّر الخلاص من هذه الأخطار؟ أم أن مسلسل إهدار الفرص السانحة سيستمر؟

- أين الخلل؟

يقول الكاتب الصحفي أحمد شوقي أحمد: "أعتقد أن الحكومة الشرعية، منذ بداية الحرب، مع الأسف الشديد، أهدرت الكثير من الفرص، وهذا يعود إلى عدة عوامل".

وأضاف: "أولا أن الحرب نفسها كانت مفاجئة بالنسبة لليمنيين؛ لم تكن المجتمعات اليمنية والمحافظات اليمنية جاهزة لمثل هذا الصراع، الذي جاء على حين غرة".

وتابع: "الأمر الآخر أيضا يتعلق بالرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي استحوذ على نصيب الأسد، في سنوات الحرب، يعني الآن عشر سنوات منها ثماني سنوات حكم فيها الرئيس هادي، وكان شخصا نموذجا للفشل السياسي والإداري والقيادي والعسكري والشخصي على نطاق واسع".

وتابع: "الرئيس عبد ربه منصور هادي كان -للأسف الشديد- مهملا للعمل العسكري".

وأشار إلى أنه "لم تكن هناك عملية إشراف مباشرة على القيادة العسكرية والمقاومة الشعبية، لم يكن هناك تواصل مع الميدان".

وأوضح: "كان للأسف منعزلا عن هذه العمليات العسكرية، التي كانت تتم على الأرض، ولم يقم الرئيس هادي بإدارة للمعركة، ولا إدارة غرفة العمليات".

وأردف: "القيادة العسكرية، التي كانت تذهب إلى الرئيس هادي من أجل أخذ الدعم منه، أو التفاعل معه، أو التعاطي معه، أو طرح مشكلتها عليه، كان دائما يقوم بإحالتها إلى العسكريين في دول التحالف العربي، ويرفض أن يقوم بعملية توفير الاحتياجات اللازمة، أو أن يكون هو قناة الاتصال، أو حتى القناة الأساسية للتعامل ما بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية".

ويرى أن "الرئيس هادي -للأسف- كان السبب في هذه العملية، بعد ذلك جاء المجلس الرئاسي، والمجلس الرئاسي مع -الأسف الشديد- يتشكل من قادة لمجموعات عسكرية، وكل قيادي في هذه المجموعة العسكرية لديه توجه سياسي، ولم يتم توحيد الرؤى، ولم تكن هناك خطة واضحة لمواجهة الحوثيين".

- استغلال الفرص

يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي: "إن الوقت حان لكي يراجع الجانب السياسي، أو من يدير الشرعية، الأداء الذي مرّ بمسؤولية وبأمانة، وبكل لحظة تاريخية تتوافق أو توازي ما يعانيه الشعب اليمني".

وأضاف: "الشعب اليمني يدفع ثمنا كبيرا، ولم يظهر أي استسلام لهذه المليشيا، سواء في أي محافظة، أو في أي مكان".

وتابع: "اليمنيون يخرجون في صنعاء، وفي كل المحافظات، برسائل سنوية في العاشر من سبتمبر، وفي كل الجمعة يقاطعون كلمات عبدالملك الحوثي، يخرجون من المساجد، حينما يصعد الخطيب الحوثي".

وزاد: "يرفضون كل التضييق الذي يحدث، هذه كلها رسائل المجتمع تقول إن هذه العصابة معزولة، وعلى الحكومة الشرعية أن تتخذ إجراء، أو أن تتخذ نهجا سياسيا يوازي طموحات الشعب اليمني".

وأردف: "الأزمة اليمنية أزمة متشعبة ومعقدة دوليا وإقليميا، ولا أحد ينكر ذلك، لكن هناك فرص، وهناك نماذج في التاريخ، وفي العصر القريب".

واستطرد: "فمثلا في مصر، في عام 1973م، كانت الظروف ربما مشابهة لما اليمن فيه اليوم، التدخلات الدولية كانت حاضرة، وكانت هناك القوى العظمى كانت تحاول أن تفرض ضغوطا معينة على المصريين، لكنهم استطاعوا أن ينفذوا، وتجاوزوا واستغلوا الفرص".

وأوضح: "مثل هذه الفترة، نحن نحتاج إلى قيادة ذكية ذات خيال سياسي إستراتيجي تستطيع أن تستغل الفرص".

تقارير

الدولار الواحد بـ 1720 ريالاً.. ملامح أزمة اقتصادية جديدة تهدد اليمنيين

سجل الريال اليمني انخفاضا كبيرا أمام الدولار ليتجاوز مستوى 1720 ريال للدولار في عدن ومحافظات جنوب وشرق البلاد، وذلك حسب تجار ومتعاملون بشركات صرافة، وجاء ذلك وسط موجة غير مسبوقة من الغلاء وارتفاع أسعار السلع ما ينذر بكارثة اقتصادية ومجاعة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.