تقارير

في ظل التحشيد وانسداد أفق الحل السياسي.. هل ينتظر اليمنيون جولة جديدة من الحرب؟

23/02/2025, 09:37:04

وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، برفع الجاهزية القتالية للجيش، وذلك خلال اتصال هاتفي بوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة، مشددًا على الاستعداد للتصدي الحازم للميليشيا الحوثية وأعمالها العدوانية ومخططاتها الإرهابية، والمضي قدمًا في معركة استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب.

تزامن ذلك مع إعلان قبائل مذحج وحِمْيَر، في حشد بمأرب، عن ميثاق شرف قبلي قالت إنه ملزم، يؤكد موقفها الثابت ضد الحوثيين، والتزامها بنهج المقاومة الشاملة حتى استعادة اليمن وتحقيق سيادته الوطنية.

في السياق ذاته، تواصل ميليشيا الحوثي حشد مقاتليها باتجاه مأرب، وأطلقت مؤخرًا ما أسمته بـ”المسيرة الراجلة” من البيضاء حتى مأرب.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن قد حذّر، في آخر إحاطة له، من انزلاق البلاد إلى حرب جديدة في ظل التوتر العسكري القائم وانسداد الأفق السياسي.

قلق حوثي

يقول رئيس تحرير موقع “مأرب برس”، أحمد عايض، إن ميليشيا الحوثي تحشد منذ شهور بشكل مستمر على تخوم محافظة مأرب، ولا يقتصر الأمر على التحشيد والاستعداد فقط، بل نفذت عشرات المحاولات الهجومية باتجاه مواقع الجيش الوطني من عدة اتجاهات، وتحديدًا من الجهة الشمالية والجنوبية والغربية.

وأضاف: “هذه الزحوف العسكرية، التي كانت مستمرة حتى قبل يومين، شملت هجومًا مسلحًا مدعومًا بطيران مسيّر ونيران كثيفة، لكنها باءت بالفشل، حيث تم استهداف عتاد وقوات الميليشيا الحوثية بشكل كبير”.

وتابع: “الجيش الوطني على أهبة الاستعداد، وما اتصالات العليمي بالقيادات العسكرية إلا تذكير بأن مأرب لم تهدأ يومًا منذ إعلان الهدنة في عام 2022 حتى اليوم”.

وأردف: “ميليشيا الحوثي وقياداتها يشعرون بقلق بالغ تجاه الاستعدادات العسكرية، لا سيما بعد ما ظهر لوسائل الإعلام من تجمعات واستعراضات عسكرية واستعدادات قبلية، والتي بدأت قبل أكثر من شهر ونصف، حيث تتجمع قبائل اليمن لتعلن جاهزيتها واستعدادها للمواجهة المسلحة ضد الميليشيا الحوثية، موجهة بذلك عدة رسائل إلى التحالف والمجلس الرئاسي”.

وزاد: “ميليشيا الحوثي تخشى هذه الاستعدادات على أرض الميدان في محافظة مأرب، كما أن أكثر ما يقلقها هو المتغيرات الإقليمية، خاصة بعد نجاح الثورة السورية في الإطاحة بأحد أركان محور الممانعة في زمن قياسي”.

وقال: “هذه المتغيرات أربكت الميليشيا الحوثية، ودَفَعَتْها إلى تغيير خطابها الإعلامي، فبعد أن كان يركز على غزة، بدأ يوجه أنظاره إلى مأرب وتعز، مدّعيًا أن أميركا وإسرائيل متواجدتان هناك، ما يفسّر حشدها المستمر للمقاتلين”.

وأضاف: “هذا هو السبب الرئيسي وراء استمرار الميليشيا الحوثية في الدفع بمقاتليها نحو مأرب، وليس كما يروج البعض بأن هدفها السيطرة على منابع النفط، إذ سبق أن حاولت ذلك مرارًا وتكرارًا في عز قوتها، لكنها فشلت، وتكبدت خسائر بشرية هائلة، كما ورد في تقارير غربية وصحافة أميركية، خاصة خلال المعارك التي قادها السفير الإيراني قَتِيلُ مأرب”.

وتابع: “القبائل في مأرب، من خلال بياناتها المتكررة، تعبّر عن نفاد صبرها، والجميع ينتظر قرارًا سياسيًا وعسكريًا من الشرعية، حيث لا ترغب أي جهة في اتخاذ خطوة انفعالية تؤدي إلى تكرار أخطاء الماضي، وهو ما يسعى إليه الحوثي”.

وأردف: “الحوثي لطالما استفاد من تفكك الجبهات، حيث يسعى دائمًا إلى تهدئة جميع الجبهات، ثم التفرغ لإسقاط محافظة بعينها. لكن هذه المرة، ووفق الاتفاقيات بين أعضاء مجلس الرئاسة والتكتلات العسكرية، فقد تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة، ما يعني أنه في حال اندلاع المعارك، لن تكون مأرب وحدها محور القتال، بل ستشتعل جبهات أخرى مثل الحديدة وتعز، ما يزيد من ارتباك الحوثيين”.

وزاد: “الميليشيا الحوثية تعاني أيضًا من ضعف كوادرها العسكرية، إذ أن غالبية المقاتلين الذين تدفع بهم إلى المعركة هم أطفال تم حشدهم من المدارس، ولا يمتلكون الخبرة القتالية الكافية، فضلًا عن تراجع القناعة بأيديولوجيتها داخل صفوفها”.

مؤشرات لمرحلة جديدة

يقول المحلل السياسي والعسكري، الرائد مصطفى القحفة، إن توجيهات الرئيس العليمي برفع الجاهزية القتالية تأتي لرفع المعنويات، كما تُعدّ استعدادًا للتصدي الحازم من قِبَل الجيش والأمن والمقاومة الشعبية، وأيضًا القبائل المحتشدة في مأرب.

وأضاف: “هذه التعليمات والاتصالات من الرئيس العليمي إلى القيادات العسكرية تشير إلى مرحلة جديدة من الحرب في اليمن، حيث يواصل الحوثيون حشد مقاتليهم نحو مأرب، وأطلقوا مسيرًا راجلًا من البيضاء إلى مأرب”.

وتابع: “التصعيد المستمر للحوثيين، في ظل التوتر العسكري القائم، ينبئ بانسداد الأفق السياسي، كما أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، الذي حذر من انزلاق البلاد في حرب جديدة”.

وأردف: “الجيش الوطني يبدو الآن في حالة جيدة نسبيًا، وهذه التوجيهات من رئيس مجلس القيادة برفع الجاهزية القتالية، والتشديد على الاستعداد للتصدي لهجمات الميليشيا، تؤكد أننا أمام مرحلة جديدة من الحرب”.

وزاد: “الخطط التي وضعتها وزارة الدفاع منذ توجيه الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي، بدمج الجيش، لم تظهر نتائجها بشكل علني حتى الآن، لكن العلاقات التي يقيمها العليمي مع أعضاء مجلس الرئاسة والتكتلات العسكرية سيكون لها دور فاعل على الأرض، سواء في مواجهة التحديات في ظل التوتر العسكري القائم، أو في ظل انسداد الأفق السياسي”.

وختم بالقول: “هذه التكتلات العسكرية سيكون لها دور محوري في رسم خارطة الطريق المستقبلية، إذ أن العدو واحد، وهو ميليشيا الحوثي”.

تقارير

زكريا.. قصة إلهام تتحدى الإعاقة من أجل الوصول إلى المدرسة في تعز

يواجه الطفل زكريا الخبتي (16 عامًا) من قرية بني علي في مديرية الوازعية بمحافظة تعز، تحديات كبيرة بسبب الإعاقة التي تعرض لها في عام 2020 نتيجة انفجار لغم فردي في أحد الجبال المطلة على قريته أثناء قيامه برعي الماشية. وقد أسفر الحادث عن بتر قدمه اليمنى، ما أدى إلى إعاقة مستديمة.

تقارير

كيف يمكن للأحزاب اليمنية أن تستعيد مصداقيتها في ظل هذا التناقض بين خطابها وسلوكها؟

رغم أن الأحزاب السياسية اليمنية كانت فاعلًا أساسيًا في المشهد السياسي، إلا أنها غابت عن أبرز التحولات التي عصفت بالبلاد، خاصة في العقد الأخير من تاريخه، حيث تنصّلت من مسؤوليتها عن الكوارث السياسية والاقتصادية التي ساهمت في تفاقم الأزمات الوطنية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.