تقارير
قبل انتهاء ولايته.. ما الذي يسعى إليه بايدن من خلال تصعيده ضد الحوثيين في اليمن؟
يدخل اليمن مرحلة تعد الأكثر عنفا مع تصاعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية، على عدة محافظات، لاسيما مع تأكيد واشنطن عزمها على تكثيف ضرباتها في اليمن قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن في العشرين من الشهر الجاري، وفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين.
وأشار التقرير، الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن إدارة بايدن تخطط لاستهداف مواقع متعلقة بالصواريخ الحوثية، في اليمن؛ نظرا لتكرار إطلاقها باتجاه إسرائيل، وأن بايدن منح الجيش الأمريكي تفويضا واسعا لتنفيذ هذه الضربات.
كما طالبت الإدارة الأمريكية من إسرائيل مراجعة الأهداف، التي تقصفها في اليمن، في إطار المعركة ضد مليشيا الحوثي للتأكد من أنها عسكرية، وليست مدنية.
في السياق، قال سياسي إيراني إن بلاده تنظر إلى أن دور ما تسميه "محور المقاومة" انتقل إلى الحوثيين عقب سقوط نظام بشار الأسد.
- الوقت بدل الضائع
يقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج: "بايدن كان متناقضا، خلال الأربع سنوات عهده، بإزالة جماعة الحوثي الإرهابية من قائمة الإرهاب، وتصنيفها كجماعة إرهابية من قِبل دونالد ترامب، ثم تراجع مرة أخرى".
وأضاف: "كان هناك تناقض في الإدارة الديمقراطية في موضوع اليمن بشكل واضح، وكذلك حتى في مواضيع أخرى؛ مثل الموضوع السعودي، وتأثيره على السعودية، وإيقاف الحرب، من خلال الهدنة، كان جزءا من الضغط الأمريكي".
وتابع: "لذلك، الآن، جو بايدن يلعب في الوقت بدل الضائع، ولم يعد لديه وقت، في يوم 20 يناير سيتم تنصيب دونالد ترامب، لذا هو يحاول أن يرسل رسالة قبل ذهابه، لكن ليس لهذه الرسالة أي جدوى".
وأردف: "في الحقيقة، الجميع ينتظر الآن، سواء الحوثي أو المجتمع الإقليمي أو الدولي، ما سينجم عنه من أعمال من الإدارة الجمهورية القوية القادمة، إدارة دونالد ترامب".
وزاد: "بالنسبة للحوثيين هم استدعوا هذا العدوان، واستدعوا ضرب المنشآت، رغم أنهم لا يمتلكون مقومات الدفاع، لا في الموانئ، ولا في المطارات، ولا في كل المنشآت المدنية، وهم يختبئون وسط المدنيين منذ انقلابهم على السلطة، ووصلوا إلى صنعاء، ولذلك يجب أن يكون هناك تفريق بين ضرب المنشآت المدنية والأعيان المدنية، وبين استهداف جماعة الحوثي كجماعة عسكرية منتشرة في اليمن".
وقال: "هناك لقاءات للجماعة الحوثية معروفة للمواطن اليمني العادي، فيمكن أن تستهدف تلك اللقاءات والاجتماعات والقيادات العسكرية الحوثية، وهناك أيضا تبجح لهذه المليشيا وتعمل العروض العسكرية كما حدث في الحديدة وغيرها، ولذلك مفترض أن يستفاد منها".
- ما مصير الحوثي؟
يقول الخبير العسكري السوري، العقيد هشام المصطفى: "بايدن يعيش لحظاته الأخيرة، هذه الأيام أو آخر لحظات حكمه، التي لم يتبقَّ منها إلا أسبوعان على تولي ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، والموقف الذي كان يمثله بايدن، خلال الأربع سنوات الماضية، كان موقفا هزيلا وضعيفا، سواء تجاه إيران، أو تجاه أذرعها في المنطقة، سواء في اليمن المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية، أو في لبنان حزب الله الإرهابي، أو في سوريا والعراق".
وأضاف: "لن تفيد تصريحات بايدن، اليوم، ولن تغيِّر من الأمر شيئا، وأعتقد أن من كان يقرر عن بايدن، خلال الفترة الماضية، وخاصة منذ انطلاق الثورة الفلسطينية، أو طوفان الأقصى، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أما بايدن فقد كان شخصية هزلية وضعيفة".
وتابع: "اليوم، نحن على أعتاب استلام رئيس قوي، كما هو معروف عن الرئيس ترامب، بأنه رجل يعادي إيران، وهو من أول من استهدف الأذرع الإيرانية، باستهداف قاسم سليماني وغيره".
وأردف: "اليوم، برأيي وبتصوري أن تلك التوجيهات من إدارة بايدن جاءت متأخرة، ويريد، من خلالها، أن يضع لمسات أخيرة في نهاية ولايته، لكن أعتقد، وبنسبة كبيرة، بأن القادم مع ترامب سيكون مختلفا، وبنكهة مختلفة، حيث سيتم الإجهاز على ما تبقى من أذع إيران في المنطقة".
وزاد: "حتى نكون منطقيين وواقعيين، فمهما قدمت إيران من دعم لمليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن لن يعادل ذلك نصف ما قدمته لمليشيا حزب الله الإرهابية في لبنان، وبالتالي شاهدنا كيف انتهى حزب الله بعد أن تم قتل قيادات كبيرة منه، وخاصة رأس ذلك الحزب، حسن نصر الله، وهذا يعني أن مصير الحوثي لن يكون أفضل حالا من مصير حزب الله".
وقال: "مليشيا الحوثي، في النهاية، هي مليشيا مدعومة إيرانيا، لكن لن يكون الدعم المقدم من إيران يصل إلى نصف الدعم الذي قدمته إيران لمليشيا حزب الله، واليوم إيران تعاني من هزائم متكررة، من هزيمتها في سوريا".
وأضاف: "إيران تهدف من دعم تلك المليشيات، سواء الحوثي أو حزب الله أو حتى المليشيات العراقية، إلى حلمها بإعادة الدولة الفارسية، وهذا حلم إبليس بالجنة، كما يقال".
وتابع: "أنا باعتقادي أن نهاية الحوثي مع استلام ترامب الإدارة الأمريكية ستكون اقتربت، ونبشرهم أن يتحسسوا على رؤوسهم، فكما هزمت إيران وأذرعها في سوريا ستهزم إيران وذراعها، اليوم، في اليمن".