تقارير
قلق واضطراب حوثي.. هل سينعكس ما يحدث في سوريا ولبنان على اليمن؟
في كل مرّة، تهدد مليشيا الحوثي بالعودة إلى الحرب واجتياح المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وتلوح بالتصعيد ضد السعودية والإمارات، لكن هذه المرة أكدت أن أي محاولة للتصعيد ضدها من قِبل أي جهة سيقابل بتصعيد أكبر ورد أقوى، محملةً ما وصفته بالعدو ما يترتب على التصعيد، ومن يتورط معه.
وأشار القيادي الحوثي مهدي المشاط، في كلمة له بمناسبة ذكرى العيد الوطني الـ30 من نوفمبر، إلى أن هناك محاولات -هذه الأيام- من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للتحريض ضد الحوثيين، ومحاولة التصعيد ضدهم، متهما واشنطن بالقيام بمحاولات فاشلة لإعادة إنتاج بعض خصومهم بعناوين وقوالب جديدة.
يأتي ذلك بالتزامن مع استنفار حوثي، حيث شهدت الأيام الماضية تحشيدات عسكرية للمليشيا إلى محافظة الحديدة الساحلية.
وقالت مصادر المحلية إن الحوثيين استحدثوا أنفاقا جديدة في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الحديدة.
-أجندة أمريكية
يقول المحلل العسكري الموالي لمليشيا الحوثي، العميد عزيز راشد: "هناك أجندة أمريكية دائما ما تستثمر على الجبهة العربية، سواء في اليمن، أو في مناطق أخرى من أجل النفوذ، ومن أجل السيطرة والتهديد، وهذا المشروع الاستعماري وارد".
وأضاف: "في هذه المناسبات يجب أن نذكر التهديدات الأجنبية والخارجية والاستعمارية؛ لأن المناسبات الوطنية تمثل هذا النوع من الاحتلال البريطاني السابق، وامتدادا للاحتلال والاستثمار الأمريكي في المنطقة".
وتابع: "أمريكا تستخدم كافة المتناقضات في الداخل، وتموّل من يستجيب لها، ويسري وفق أجندتها، ولا يسري وفق الأجندة اليمنية الداخلية والإقليمية، وبالتالي هذا الاستثمار لبعض الأطراف يمكن أن يؤدي إلى صدام، وهذا الصدام ربما يؤدي إلى تنازع كبير جدا، بغير ما نصبوا إليه، سواء الطرف الذي في صنعاء أو الأطراف السياسية الأخرى".
وأردف: "أمريكا تلعب على كل المتناقضات والأدوار، ومن يخضع لها هو الطعم والضحية".
وزاد: "لو لم يكن هناك حاضنة اجتماعية للحوثيين لما طلبت الرياض والإمارات السلام، وعدم التصعيد والهدنة، والولايات المتحدة تدرك أنها غير قادرة على المواجهة العسكرية بعد استهداف أكبر بحرية في العالم؛ منها أيزنهاور".
- حالة من القلق
يقول الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية، العميد عبد الرحمن الربيعي: "ما يدار في المنطقة العربية -على وجه التحديد- فإن اليمن لا بُد أن تكون ضمن الأجندة، سواء كانت الوطنية، أو الإقليمية، أو الدولية، وهذا لا يعني أن الحوثيين سيكونون بمنأى أو بمعزل عن ما يحدث حاليا، سواء كان في لبنان بسقوط حزب الله، أو في سوريا وسقوط المحافظات الكبيرة تباعا بشكل سريع".
وأضاف: "الحوثيون اليوم يعيشون حالة من القلق والاضطراب، لذا نلاحظ التناقض حتى في تصريحاتهم، سواء كانت التصريحات الدعائية الإعلامية، أو التهديدات التي يرسلونها ما بين الفينة والأخرى لدول الجوار.
وتابع: "قبل أيام قلائل، ناقشنا تصريحا للقيادي الحوثي، حسين العزي، الذي قال فيه إن هناك تفاهمات بين صنعاء والرياض، وإحراز تقدم في مجال خارطة الطريق، واليوم نلاحظ خطاب المشاط، وهو يكيل التهم للمملكة العربية السعودية ودول الجوار، إنها تتآمر، وهذا يدل على حالة الاضطراب العميق، والقلق والتوجس من الآتي".
وأردف: "عند قراءة المشهد الدولي اليوم، فإن حتى وإن قدّم الحوثيون تنازلات في مسألة البحر الأحمر، فإن هذه التنازلات أصبحت اليوم غير مقبولة حتى خارطة الطريق، بالرجوع إلى تصريح المندوب الأمريكي لليمن، تيم ليندركينج، عندما قال خارطة الطريق لم تعد صالحة، ولم تعد مطروحة على الطاولة".
وزاد: "حتى الحوثيون اليوم لو قدموا بعض التنازلات في البحر الأحمر، فإن العالم أصبح يدرك أن هذا الخطر قائم؛ لأن ما يقوم به الحوثيون، هم ينتهجون نفس أسلوب إيران فيما يتعلق بالمناورات، واستباق الأحداث، بتقديم التنازلات".
وقال: "خلال الأيام، التي مضت كان هناك حراك إيراني، وزيارات متعددة للمملكة، أولها زيارة وزير الخارجية الإيراني، على أساس أنه أعطى إيحاءات للمملكة أن تحيي خارطة الطريق، لكنه لم يجد استجابة، على الإطلاق، لذا الحوثيون اليوم يحاولون التقرب إلى المجتمع اليمني في الداخل عن طريق التلميحات والتصريحات أنهم بصدد دراسة، وإعادة النظر في مسألة رواتب الموظفين، وهذه كلها دغدغة للمشاعر، واستباق للأحداث؛ لأنهم يتوقعون أن دورهم آتٍ لا محالة".
وأضاف: "مسألة الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، فإن خطرها، الذي استفحل، ليس على الدول، التي عاشت الفوضى والفساد والاحتراب والقتل، كلبنان واليمن وسوريا والعراق، بل أصبحت هذه المليشيات مهددة، وخطر على السلام العالمي كليا".