تقارير

ما مكاسب الحوثيين المحتملة وخسائرهم من الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

16/06/2025, 12:00:06

لم تكتفِ ميليشيا الحوثي بما أحدثته من دمار نتيجة حربها على اليمنيين، وانقلابها على السلطة الشرعية، وإدخالها البلاد في حرب داخلية مدمرة ومعقدة، بل جرّت اليمن إلى المعتركات الإقليمية، وأصبح البلد يدفع فواتير صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، مما تبقّى له من هامش للحياة.

تتباهى الميليشيا بأن البلاد، المدمَّرة أصلًا، باتت إحدى ساحات المواجهة بين إسرائيل وإيران، وتعتبر ذلك “إنجازًا” تُحسب لها.

وبعد أن باتت ميليشيا الحوثي جزءًا من الحرب الإقليمية المشتعلة بين إيران وإسرائيل، يتساءل كثيرون: ما المستقبل الذي ينتظرها؟ وهل سيغفر لها العالم الأضرار التي ألحقتها بالملاحة الدولية؟ وعندما تهدأ المواجهات وتجلس الأطراف إلى طاولة المفاوضات، هل سيدخل الحوثيون ضمن الصفقة أم يُقدَّمون كقرابين؟

تغيّرات خطيرة

يقول المحلل السياسي الدكتور عبدالوهاب العوج إن “التغيرات الحاصلة خلال الأيام الثلاثة الماضية خطيرة جدًا على أذرع إيران في المنطقة، ومنها ميليشيا الحوثي”.

ويضيف: “لم يكن أحد يتوقع أن تمتلك إسرائيل قدرة استخباراتية عالية تتيح لها استهداف قيادات الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني، وحتى مسؤولين كبارًا في البرنامج النووي الإيراني، وسط قصف متواصل بدأ يوم الجمعة وما زال مستمرًا”.

ويتابع: “هناك دلالات قاطعة على وجود ترتيبات لعملية عسكرية كبرى، والحوثي لا يعدو كونه ذراعًا بسيطًا يمكن القضاء عليه بسهولة لو أرادوا ذلك منذ وقت مبكر”.

ويشير إلى أن “الهجوم البحري الإسرائيلي على ميناء الحديدة، وانسحاب السفن الحربية من دون أي رد من الحوثيين، يؤكد أن الميليشيا تمر بحالة من التخبط والارتباك ولا تعرف كيف تتصرف”.

ويؤكد: “القيادة الإيرانية، التي كانت تمدّ الحوثيين بالمعلومات والتوجيه، لم تعد معنية بما يحدث في البحر الأحمر أو بمصير الحوثي، لانشغالها بما تتعرض له هي نفسها من استهداف عسكري واستخباراتي لمراكز القيادة والسيطرة والمطارات”.

ويخلص إلى أن “هناك تحولًا نوعيًا كبيرًا لصالح إسرائيل، وانكسارًا واضحًا في المحور الإيراني، كما قال نتنياهو: نستهدف رأس الأفعى، أما الأذرع فقد تم القضاء على معظمها. وبالتالي، فإن الحوثيين في اليمن هم أكبر الخاسرين مما حدث في الأيام الأخيرة”.

اختراق أمني كبير

من جانبه، يقول الخبير في القضايا السياسية والعسكرية، العميد عبد الرحمن الربيعي، إن “القصف الإسرائيلي الذي استهدف هدفًا حساسًا في صنعاء، يُعد أول عملية نوعية بهذا الشكل والحجم، رغم بعد المسافة، ورغم أن اليمن ظلت لسنوات بعيدة عن العمل الاستخباراتي المباشر سواء من الموساد أو غيره”.

ويضيف: “الكثير من المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد صرّحوا في وقت سابق بأنهم سيصلون إلى رأس القيادة الحوثية، ويبدو أنهم فعلاً بدأوا عملية كبيرة وفريدة”.

ويتابع: “إذا تحدثنا عن اليمن، من حيث الجغرافيا والمكانة، فقد كانت بعيدة نسبيًا عن المجال الاستخباراتي الإسرائيلي أو حتى الغربي، لذا فإن تنفيذ هذه العملية قد يشير إلى وجود اختراق أمني كبير وواسع النطاق على أعلى المستويات”.

ويختم الربيعي بالقول: “العمليات الغربية أو الإسرائيلية في اليمن، يبدو أنها ستأخذ منحًى أكثر خطورة في الأيام والأسابيع المقبلة، وهو ما سيضع الحوثيين في موقف لا يُحسدون عليه”.

تقارير

في لحظة اشتعال إقليمي.. لماذا تبدو الشرعية اليمنية وكأنها خارج السياق؟

في مطلع الشهر الجاري، عاد رئيس الوزراء سالم بن بريك برفقة، رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، من الرياض إلى العاصمة المؤقتة عدن، بوعود بتخفيف معاناة الناس، لكن اليوم عدن تغلي بالغضب، نساء يخرجن إلى الشوارع للمطالبة بأبسط مقومات الحياة، لا كهرباء لا مياه والعملة المحلية تواصل الانهيار، وأمام هذا الانهيار، فإن الحكومة التي حضرت بلا أدوات ولا خطة، تغيب عن مواجهة التزاماتها الحقيقية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.