تقارير
قناة بلقيس.. المعلومة لكل الأطراف.. الخبر وليس التكهنات
في مايو عام 2015، بدأت قناة "بلقيس" بثها الرسمي من مدينة إسطنبول التركية، بعد أن اقتحمت مليشيا الحوثي مكتبها في صنعاء، وصادرت أجهزتها وممتلكاتها، ليصبح ميلادها نقطة مهمّة في تاريخ الإعلام اليمني كأول قناة إخبارية متخصصة.
سبع سنوات كانت مليئة بالأحداث والتحدّيات، فقدت خلالها "بلقيس"، في سبيل الحقيقة، أربعة من كوادرها الميدانية، وتعرّضت للكثير من المضايقات والمنع من أكثر من جهة داخل البلاد.
خلال سبعة أعوام، حاولت قناة "بلقيس" الحفاظ على انحيازها للمواطن اليمني أولا وقبل أي شيء آخر، والنأي بنفسها عن مناخ الاستقطابات المحلية ذات الأبعاد الإقليمية التي عصفت بالبلاد، وأفسدت الحياة السياسية والمدنية.
- عوائق وصعوبات
وفي حلقة "المساء اليمني"، مساء أمس، التي خُصصت للنقاش حول ذكرى تأسيس قناة "بلقيس"، والعقبات التي واجهت المرحلة الماضية، تحدث مدير عام القناة، أحمد الزرقة، عن السبع السنوات التي مرت على تأسيس القناة.
ويرى الزرقة أن "السبع السنوات الماضية كانت صعبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على البلد، كما أنها كانت صعبة بالنسبة للحريات العامة وحرية الصحافة، وكذلك عوائق الزمان والمكان أيضا".
ويلفت الزرقة إلى أن "القناة مرت بعوائق وصعوبات كثيرة، تمثلت بخسارة كثير من الزملاء، وكذلك تعرّض القناة للقرصنة والاقتحامات، ومضايقة كثير من صحفييها، وكذلك منعهم في كثير من المناطق الخاضعة للحوثيين، والشرعية كذلك".
ويرى الزرقة أن "هذه التحديات كانت دافعا لصمود القناة وتطورها، وكذلك تقديمها لخطاب يحاول إرضاء اليمنيين قبل القوى السياسية".
ويضيف أن "قناة بلقيس اصطفّت، منذ اليوم الأول، مع الجمهورية ومع حق اليمنيين في الحياة الكريمة، وكذلك وقفت مع استعادة الدولة ضد مليشيا الحوثي وغيرها، كون شعار بلقيس أنها صوت اليمنيين".
ويلفت الزرقة إلى أن "بلقيس دأبت على العمل وفق المعايير المهنية والأخلاقية، وكذلك المحافظة على مستوى الرسالة الإعلامية أيضا".
ويوضح أن "بلقيس ركّزت على الخبر وليس على التكهنات، كما أنها فتحت باب المعلومة لكل الأطراف، ولم تقفلها عن أي جهة كانت، سواءً من الانتقالي أو طارق صالح وحتى مليشيا الحوثي".
وينوّه الزرقة أن "القناة سعت وتسعى لوضع الحقائق كما هي وبكل حيادية، وليس التعبير عن قناعات طرف من الأطراف".
ويؤكد أن "القناة عملت على تحري المصداقية في الأخبار وليس الانزلاق وراء الشائعات، كما أن حيادية الخبر في القناة شهد لها الكثير، وتحديدا بعض من يختلف مع سياسة القناة".
- حاجة اليمنيين
من جهته، يقول أستاذ الإذاعة والتلفزيون في جامعة قطر، عبدالرحمن الشامي: "إن اليمنيين بحاجة إلى أي صوت يسمعهم ما لا يراد سماعه، وتحديدا في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد".
ويؤكد الشامي أن "قناة بلقيس تقع في هذه المعادلة، وتسد فراغا إعلاميا مهما، وتحديدا في ظل محاولات الانتصار على كل منابر الإعلام".
ويوضح الشامي أن "محاولة فرض الرأي الأوحد على الإعلام لم يعد ممكنا، كون العالم بات مفتوحا للجميع في ظل المنابر الإعلامية المتعددة".
ويرى الشامي أن "وجود مراسلين لقناة بلقيس في مناطق نائية تعاني الفقر والبؤس والخطر يعد إضافة للقناة، كما أن مراسليها هم من الشباب اليمنيين الذين يحاولون نقل ما يحدث في بلادهم من معاناة للعالم".
وفيما يخص تقيم قناة بلقيس في ظل الواقع اليمني المعايش، يرى الشامي أن "الواقع اليمني يجعل من العمل الإعلامي كمحاولة للسير على الأشواك، كما أنه من المستحيل إرضاء كل الناس فيما يُقدم من العمل".
ويرى الشامي أن "المعادلة، التي يجب أن يسير عليها الإعلام، هي النقل للناس من خلال الناس، كون هذه المعادلة تُخرج العمل الإعلامي من التحيّزات أو الصعوبات التي تواجه العمل الإعلامي".