تقارير

"قناة بلقيس".. 8 سنوات من الوقوف أمام التحديات والعواصف والتحولات بمسؤولية الكلمة وتفاني العمل

11/05/2023, 10:55:24

وقفت قناة "بلقيس" أمام التحديات بمسؤولية الكلمة وتفاني العمل، خلال 8 سنوات من العواصف والتحولات، واللحظات الحرجة من عمر البلاد، نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، وتدخل التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

ثماني سنوات منذ انطلاق بثها الرسمي، لم تكن "بلقيس" ترفا، ولم يكن توقيت بثها، في الحادي عشر من مايو، صدفة بل كانت لحظة إشراق في أكثر أوقات اليمن قتامة، وكان انطلاق بثها الرسمي في ذكرى واحدة من أهم ثورات الربيع اليمني، وتوثيقا لحدث مفصلي في تاريخ البلاد.

رغم الصعوبات، صمدت "بلقيس" بحزم، واتسعت خارطة انتشارها، وأصبحت صوتا يحظى باحترام اليمنيين بما في ذلك خصومها أنفسهم، وتشهد اليوم تمام عامها الثامن، وهي لا تزال على ثباتها كما يراها الناس، رغم تبدل المواقف وتغيّر الخصومات والمصالح.

- البدايات 

تقول مديرة شركة "بلقيس ميديا"، هناء صالح: "بدايات بلقيس كانت خلال فترة ضبابية يتذكرها الجميع؛ عندما انقلبت مليشيا الحوثي على  الدولة، ودخلت العاصمة صنعاء، وبعدها بأيام كانت الخطوات الأولى لتأسيس قناة بلقيس في إسطنبول واستيديو في صنعاء". 

وأضافت: "مجرد أن قمنا باللمسات الأولى لتجهيز استيديو بلقيس في صنعاء اقتحمته مليشيا الحوثي، ونهبت أدواته، واضطر العاملون للهروب منها، والبعض كان وصوله إلى إسطنبول بعد الانتهاء من إعداد وتجهيز أستيديو لا بأس به، وبدأنا البث المباشر في ذكرى ثورة الحادي عشر من فبراير عام 2015م:.

وأوضحت: "منذ فبراير 2015م، حتى الآن، لا تزال قناة بلقيس تبث مباشرة من إسطنبول".

 وتابعت: "كانت بلقيس ولا تزال من وسائل الإعلام القلائل التي تغطِّي انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي، وفي نفس الوقت تغطي انتهاكات وجرائم التحالف السعودي - الإماراتي".

وقالت: "كنا ننقل صوت الضحايا أولا بأول، على الرغم من أنه كان لا يوجد لدينا مراسل في صنعاء، لأن مليشيا الحوثي لا تقبل أن تكون قناة بلقيس متواجدة، لأن أي إعلام كان ضد الانقلاب على الدولة يتم اتهامه بأنه إعلام مع العدوان، بينما بلقيس كانت تغطي الجرائم من كلا الطرفين". 

وأضافت: "كنا أحيانا نُتهم بأننا مع مليشيا الحوثي، لأننا كنا نغطِّي جرائم التحالف، وأحيانا نُتهم بأننا مع العدوان؛ لأننا نغطِّي جرائم مليشيا الحوثي". 

وأشارت إلى أن "بلقيس لا تزال حاضرة حتى هذه اللحظة، وهي تغطي جرائم جميع الأطراف، رغم محاولة إسكات هذا الصوت".

وبيّنت: "من أبرز الصعوبات، التي واجهتنا في قناة بلقيس، محاولة اغتيال الكثير من العاملين والمراسلين لقناة بلقيس في الميدان، بسبب عدم رغبة المليشيات؛ سواء في الشمال أو في الجنوب، بتواجد قناة بلقيس".

وزادت: "هناك بعض المناطق استطاع المراسلون أن يعملوا منها، لكن ومع ذلك الكثير من المراسلين تم اغتيالهم، منهم من استهدف بطيران التحالف، والغالبية كانت عبر الهجمات التي حصلت من مليشيا الحوثي".

واستطردت: "من الصعوبات أيضا اقتحام مكتب القناة في صنعاء، ونهب كل مستلزماته، وكذلك مكتب القناة في عدن، الذي عمل لعدة سنوات بشكل متواضع، تم تهديد العاملين فيه، ومن ثم إغلاقه".

 

وتابعت: "كنا نأمل بوجود هامش من الحرية في جنوب اليمن، لكن لا يوجد هامش للحرية عند كل المليشيات التي تعمل لأجندات خارجية، لأن أي طرف وطني يعرف بأن بلقيس قناة وطنية وصوت اليمنيين لا تحابي أحدا، فيما يخص المواطن اليمني".

وأردفت: "من ضمن الصعوبات أيضا حملات التشويه، التي تتعرض لها القناة، ولموظفيها ولمالكيها، ومع ذلك يظل خط بلقيس التحريري خطا واضحا وقويا ومستمرا".

وأكدت: "بالنسبة لمن يقولون كيف لقناة بلقيس أن تكون صوت اليمنيين وهي تبث من تركيا، أقول لهم: الأصح أنه إذا كانت بلقيس تبث من صنعاء أو عدن لكانت صوتا للمليشيا، لكنها اختارت أن تبث من تركيا؛ لأن فيها هامش من الحرية، والجميع يعلم أن بلقيس تعمل من أجل مشروع اليمن الكبير".

- برامج مكثفة وحضور متميّز

 يقول الصحفي سلمان المقرمي: "الشعب اليمني كان يفتقر إلى الإعلام المرئي، رغم أن قبل الانقلاب الحوثي كانت هناك مساحة واسعة للإعلام بشكل عام بالنسبة للصحف والمواقع الإخبارية، لكن كان هناك قلة في الإعلام المرئي".

وأضاف: "من بعد ثورة الحادي عشر من فبراير، شهد الإعلام اليمني ظهور قنوات تلفزيونية مختلفة ومتنوّعة، بعضها أغلقت والبعض لم تغلق، ومن أهم القنوات التي نشأت نتاجا للثورة هي قناتا يمن شباب وبلقيس، اللتان شكلتا جزءا من صوت الناس". 

وأوضح: "الإضافة الأهم لقناة بلقيس كانت بكثافة البرامج السياسية، وتغطيات نشرات الأخبار، التي تتميز بها عن بقية القنوات الأخرى، التي أدت دورا مهما أيضا". 

وتابع: "التغطيات الإعلامية للحرب والصراع في اليمن تحول من الإعلام الدولي إلى الإعلام المحلي، وخاصة القنوات الكبيرة كقناة بلقيس، التي أصبحت مصدرا للأخبار، ولديها وصول جيد للمعلومات، ولديها برامج لا بأس بها عن التحليل والمناقشات، والغوص في عمق الأحداث، وإبراز وجهات نظر مختلفة إلى حد ما".

وأشار إلى أن "الإضافة التي شكلتها، من خلال شبكة المعلومات الميدانية أو المراسلين، تعد تطورا مهما، بدلا من صحافة النسخ واللصق". 

وبيّن: "الإنترنت في اليمن وصوله محدود، لنحو 40% من السكان، ففي القرى والأرياف يعد التلفزيون من أهم الوسائل التي يعتمد عليها في متابعة الأحداث والأخبار، أما بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن وصولها إلى القرى والأرياف، وشبابها هم أكثر المنخرطين في الحرب".

وبالنسبة لحرية الصحافة والإعلام في اليمن بعد انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، قال المقرمي: "إن عبدالملك الحوثي قالها بكل صراحة، منذ اليوم الأول، إن الإعلاميين أهم من المقاتلين، وأنهم بإمكانهم التعامل مع المقاتلين، لكن الإعلاميين لا يمكن تجاوزهم، ووصفهم بأنهم أخطر من المقاتلين الذين يواجهونهم في الجبهات".

وأضاف: "عملت مليشيا الحوثي بشكل عام على عزل اليمن في كل شيء؛ في الاتصالات والكهرباء والإعلام، وحتى على مستوى قطع الطرقات والشوارع".

وأوضح: "يمثل الإعلام اليوم الضوء الممكن للوصول إلى الناس، والتأثير عليهم، فالكثير من القضايا، التي تثار عبر وسائل الإعلام، وضعت لها حلول حتى في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي".

وأشار إلى أنه "في حال استمرت الهدنة سيظل الإعلام هو أهم أدوات الحرب الرئيسية لمواجهة مليشيا الحوثي، فبالنهاية الهدنة لن تحدد مصير اليمنيين، ولن تستعيد جمهوريتهم، ولا الديمقراطية التي ينشدونها".

وبيّن: "تتميّز قناة بلقيس ببرامجها السياسية المستمرة، كقناة محترفة أفضل من أي قناة يمنية أخرى، ولديها وصول كبير للمشاهدين".

- طريق مختلف

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "قناة بلقيس مؤسسة إعلامية شقَّت لنفسها طريقا مختلفا عن بقية القنوات، التي كانت متواجدة عند انطلاقها".

وأضاف: "ما يميز قناة بلقيس، ويحسب لها، هي أنها أسست ووضعت معايير للمنافسة، لذا حتى القنوات، التي انطلقت بعد انطلاقها، كان من الصعب عليها أن تنافس، وعندما نافست اضطرت إلى أنها ترفع مستوى الجودة، وهذا ينعكس بشكل كبير على الإعلام اليمني" 

وأوضح: "الإعلام اليمني، الذي كان بحاجة ماسة إلى مؤسسات إعلامية تكون قادرة على تقديم الخبر والتقرير والبرنامج الإخباري، وبرنامج المساء اليمني هذا، يعد من أهم المنصات اليمنية التي تقدم للمشاهد اليمني في آخر يومه فرصة تنويرية عن الذي يحصل في اليمن بشكل عام".

وتابع: "قناة بلقيس من الداخل، أيضا، أسست لصحفيين أصبحوا اليوم قادرين أن يكونوا أرقاما صعبة في الإعلام اليمني، سواء من منتجين إلى صحفيين إلى مصورين ومراسلين في الميدان، إلى مذيعين، وهذا يحسب للقناة". 

وقال: "أنا أزعم أن قناة بلقيس كانت إلى حد كبير ملتزمة بمعايير الحياد والموضوعية والمهنية، وهذا ما انعكس إيجابيا على جودة الصحافة اليمنية، حتى إن الكثير من اليمنيين، خصوصا الجمهور الذي لا يحسب على أي طرف سياسي، يرى أن بلقيس المصدر الأول للأخبار؛ حسب ما نلاحظه من ردود الفعل، والتغطية الراجعة". 

وأوضح: "قناة بلقيس وفّرت بيئة مهنية عالية، سواء في الجانب أولا أنها تعمل من خارج اليمن، ومن خلال جيل من الصحفيين يهتمون بالتغطية الخبرية".

وأضاف: "وفق دراسة لمركز صنعاء للدراسات، فإن في الإعلام اليمني 452 برنامجا سياسيا، مقابل 124 برنامجا اقتصاديا، وهذه إشكالية يعاني منها الإعلام اليمني، إضافة إلى الخلط بين مواقع التواصل الاجتماعي، التي خلقت متصدِّرين للمشهد بعيدا عن المهنية والنَّقد، والمشاهد يحسب هؤلاء على الإعلام اليمني، وبقي الإعلام متهما بما تتهم به مواقع التواصل".

تقارير

هل تتحول اليمن رسميا إلى ساحة حرب دولية بين إيران والغرب؟

تبنّت مليشيا الحوثي، عملية عسكرية بصاروخ باليستي 'فرط صوتي'، استهدف مطار 'بن غوريون'، في تل أبيب، بفلسطين المحتلة، فشلت منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي له، مؤكدة استمرارها بالهجمات مهما كانت التداعيات.

تقارير

الهجمات الأمريكية.. كيف يمكن تقييم خسائر الحوثيين؟

أصبحت خسائر الحوثيين، جراء الهجمات الأمريكية، لغزا محيرا في الأوساط السياسية والعسكرية، ففي حين تؤكد الولايات المتحدة أنها ألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية العسكرية للحوثيين، وكبدتهم خسائر فادحة في القيادات ومراكز القيادة والسيطرة

تقارير

حرية التعبير لا تزال تهمة في اليمن والحوثيون في صدارة المنتهكين

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، يحتفي العالم بحرية الكلمة، بينما لا تزال الصحافة في اليمن ترزح تحت وطأة القمع والانتهاكات. فالمهنة هناك تحوّلت إلى خطر، والصحفيون إلى أهداف خلف القضبان وفي المنافي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.